و رحل .. عبدالعزيز الحماد !
كثيرون هم من يرحلون عن هذه الحياة الدنيا ، و من تفارق ملامحهم أنظارنا , قد نذكرهم يوم أو يومين أو أسبوع أو شهرين أو حتى سنة ! و لكن مآلهم إلى النسيان و هذه هي الحقيقة المرّة ، و الصفة السيّئة في البشر و هي نسيان الأحباب مع طي السنوات و ركضها .
لا أحد يتذكّر أحد فترة طويلة ، لا أحد يتذكّر إلاّ من أوجد له ذكراً يدوم طويلاً ، من أسس لعمل ما ، من ناضل لهدف بشري سامي ، من قاتل لأجل أفكاره ، من ثار على كل ظلم ، هؤلاء من يبقى في الذاكرة .. ذاكرة الزمن حتى و إن أخفتهم ذاكرة البشر البسيطة .
بالأمس فقدنا رائد من روّاد الفن السعودي ، و من وضع لبنته الأولى ، فقدنا مجموعة فنّانين اجتمعوا في فنان واحد ، في رائد واحد ، في مبدع واحد .
رحم الله الفنان الأستاذ عبد العزيز الحمّاد رحمة واسعة و تغمّده الله بواسع فضله و رحمته ، رسّام تشكيلي ، و فنان تمثيلي ، جاهد كل الجهد في أعماله ، و ناضل حتى أيضاً في سبيل موهبته ، فقدناه و هذه هي قدرة الله في خلقه جلّ في علاه ، و لكن يبقى ما قدّمه من مآثر فنيّة راقية و محترمة شفيعة له عند الشعب السعودي بتذكّر هذا القامة الفنّية الكبيرة .
عبد العزيز الحمّاد رحل , و كعادتنا لا نتذكّر مبدعينا و لا نقف احتراماً لهم إلا بعد فقدهم , و كأننا نعاقبهم على ما قدّموه في حياتهم ثم فجأة نحس بأهمية ما قدّموه و أوصلوه لنا من رسائل اجتماعية و فنّية و نبدأ في ذكر مآثرهم و فضائلهم و اجتهادهم .
عبد العزيز الحمّاد ليس أوّل المبدعين و لن يكون آخرهم و أتمنّى من الإعلام و الشعب السعودي تقدير الفنّانين و المبدعين حتى لا نتحسّر عليهم بعد فقدانهم .. !
رحمك الله يا أبا حسام و غفر الله لك ذنوبك و كفّر الله عنّا و عنك سيّئاتنا و خطايانا يا رب العالمين ..
التعليقات (0)