ناجيتُني في صمتِ نورسةٍ حزينهْ
قالتْ..
تذكّرت الوجوه البائساتِ
هناكَ..
بالجسرِ المعلّق عندَ قارعةِ الأسى
حيث المدى الممتّدُ بين أزقّةٍ
عربيةِ الآثاِر في مدنِ العبورْ
كانتْ ملامحُها غريبهْ
تمتدّ فوضاها إليّْ
و عشقتُها مثل القصيدْ
زرقاءُ كان لحرفِها أثرٌ عليّ
تشتدّ في قلبِ الحروفِ حرارةٌ
من عنفوان جمالها
كنّا كما طفلين نلعبُ بالورودْ
ورقٌ يطيرُ على بساطِ الحلمِ نجمعهُ معاً
وبهِ نشكّلُ زورقاً
نلقيه باليمِّ البعيدْ
وهناك طائرةٌ من الورد المعطّر بالندى
حلمٌ مضى
و تبدّدَ الحلمُ الجميلْ
ضاعت سنونُ النورِ ..
ياطيرَ البراءةْ و النشيدْ
ها إنّني مسجونةٌ وغريقةٌ
في سجنِ حرف لا يسودْ
الحرف يذبلُ و القصيدةُ أزهقتْ
و النور يا للنور ..
لمْ يقدرْ على شقّ الظلامْ
كانت رؤايَ غبيّةً
صفراءَ مثلَ جريدةٍ تُرمى بسلّةِ مهملاتْ
أوّاهُ كيفَ أَرُدُّ ذاكرتي إليْ
أمحو بها ما كنتُ أحسبهُ القصيدْ
سجني هنَا
لا سجنَ بين الأقحوانْ
لا سجنَ إلاّ في شعورٍ بهلوانْ
لا قادر إلاّ على ذبحِ ابتساماتِ الصباياَ
متشرّد في قبحه ينوي على قتل الطيورْ
ما خلته يقوى على سجن العطورْ
ما خلته يقوى على..
ذبح الفراش و نتف أوراق الزهورْ
ألمي تدلّت منه دالية الغضبْ
و بها عناقيدٌ المرارة و العجبْ
واحسرتاهُ على زمان لم يلدْ من صلبه..
إلاّ تماثيل الخشب
إلاّ اقاويل الكذبْ
التعليقات (0)