عندما استغربت "اسرائيل" الضجة الاخيرة التي أثيرت حول قراراها العسكري القاضي بطرد آلاف الفلسطينيين من الضفة الغربية المحتلة و الذين ليس لهم تصاريح من قوات الإحتلال للإقامة فيها، أو أن التراخيص الممنوحة لهم سابقا قد انتهت مدة صلوحيتها، قلت عندما استغربت تلك الضجة كانت صادقة في ذلك و خاصة أن تلك الضجة كانت بقيادة رسمية فلسطينية و عربية، تقولون لماذ؟؟؟
لأنه يتبين من خلال الإعلام و كأن سلطة رام الله لا تعلم بذلك القرار و بعشرات القرارات من أمثاله و التي تتخذها "اسرائيل" بين الحين و الآخر و التي تستهدف الإنسان و الأرض و الحقوق الفلسطينية و هذا الأمر بالتأكيد غير صحيح.
فكل تلك القرارات منصوص عليها في الإتفاقيات التي تعقدها السلطة مع الجانب المحتل و خاصة في آخرها و نعني بها اتفاقية "خارطة الطريق"، و لكن لأن علاقة الشفافية مفقودة بينهم و بين الشعب الفلسطيني كما هي العلاقة بين أغلب القيادات العربية و شعوبها، فإن الشعب الفلسطيني يفاجأ بتلك الإجراءات و يقع التشهير بها من طرف السلطة على أساس أنها اجراءات احادية الجانب و يتم الإدعاء برفضها.
فالغالب كما قلت أن من وقع تلك الإتفاقيات يعلم ما فيها و هذه مصيبة بحد ذاتها، و لكن ان كانوا لا يعلمون كما يدعون فتلك مصيبة أكبر. لذلك سأذكر هنا حادثة ذكرها مرة الاستاذ "محمد حسنين هيكل" على شاشة "الجزيرة" و هي أنه سمع من عضو الوفد الفسطيني الرسمي في مفاوضات كامب ديفيد الثانية و التي راعاها الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون وهو المرحوم حيدر عبد الشافي، سمع منه كلام غريب عجيب حيث أكد أنه في الوقت الذي كان هو و الوفد الذي معه بقيادة عرفات يتفاوضون بشكل علني مع الجانب "الإسرائيلي" كان هناك و فد آخر يفاوض على اتفاقيات سرية، لكن المضحك المبكي فيها أن الجانب "الإسرائيلي" و قتها استغرب كيف أنه لا يوجد ضمن الوفد الفسطيني المفاوض رجل قانون حتى يدقق تلك الإتفاقية و كل عبارة فيها و كل نقطة و فاصلة كما هو المفروض ان يكون.
فالمواطن الفلسطيني الآن يجني ثمار المفاوضات البدائية التي مارسها من تحدثوا باسمه ، بمعنى أنهم حتى في المفاوضات التي يعشقونها فاشلون و لا يفهمون معنى التفاوض حتى و ان تلقبوا بألقاب كبيرة ككبير المفاوضيين الفلسطينين!!!.
اذا لن تخدعنا تلك الوجوه "البريئة" التي يظهر بها سياسيوا رام الله و هم ينددون بالإجراءات "الإسرائيلية" و أنهم في الواقع حالهم كحال الفلاح أو العامل الفلسطيني البسيط الغلبان على أمره، لا علم لهم و براءتهم من معاناة الشعب الفلسطيني براءة الذئب من دم يعقوب، بينما هم في الواقع بسياساتهم الإعتباطية و العشوائية و المرتجلة هي من جعلت المحتل الإسرائيلي يتكالب على الشعب الفلسطيني و على حقوقه.
التعليقات (0)