وإنه من بشار، الله أكبر مع هذا العنفوان، الله أكبر مع هذا الصمود........
و إنه من بشار، إلى أبناءه، لا يمكن للدولة أن تنجح إن لم يكن أي إحتضان من الشعب.
وإنه من بشار، هم في مرحلهم الأخيرة من المؤامرة وسنجعل هذه المرحلة هي النهاية ........
يا ترى من المقصود هنا بالنهاية؟ المتآمرون أم بشار؟
خطابان في يومان متتاليان، و المعروف عن الأسد أنه لم يخطب خلال كل الأزمة سوى 5 خطابات، أربع داخل قاعة و الخامسة على منوال القذافي في ساحة الأمويين، فما الذي تغير ليخرج بشار بارتجال ركيك ليتحدث بحماسة المحاربين، إننا هنا صامدون.
بداية الإنهيار، و خروجه المفاجئ إن صحت فجائيته ردة فعل و استجابة فاشلة لإنتقادات أمس التي طالت خطابه الطويل، حوالي ساعتين تحدث فيها بشار عن الإصلاحات الموعودة و عن الاستفتاء و عن المعارضةبشقيها و عن المؤامرة والجامعة العربية و الدول العربية التي اقتاتت من قمح سوريا و الآن تقف في صف العدو كما قال وعن الإقتصاد السوري و إمكانية صموده في وجه الحصار الغربي و عن الإستعمار وحلفاء الشرق...لينتهي الزعيم بعد ساعتين من دون أن يضع إجراءات محددة قد تساعد في حلحلة الأزمة السورية.
الأزمة في سوريا متشعبة، بين حق شعب في التغيير و طلب الحرية و الإنعتاق من حكم نظام الحزب الوحيد الذي تحول في آخر المطاف إلى نظام أسرة متسلطة و متحكمة في سلطة و إقتصاد البلد، و بين مصلحة قوى في زحزحة حليف إيران لإضعاف هذه الأخيرة و حزب الله في لبنان، لا ننسى أيضا العامل الطائفي، و هو ما تلعب عليه بعض القوى و الوسائل الإعلامية من كلا الطرفينخدمة لهذا الغرض.
داخل هذه التجاذبات يبقى الشعب هو الضحية، لأنه و إن سقط نظام بشار بتدخل أجنبي، فإن البلاد قد لا تتعافى و ستعيش دوامة حرب أهلية في أقصى الحدود أو تصبح كما حال العراق دولة تفجيرات إرهابية و أزمات سياسية تلقي بظلالها على أمن وإقتصاد البلاد.
كان بإمكان النظام أن يجنب البلاد كل هذه المآلات، و أن يتجه بنية صادقة نحو الإصلاح استجابة لرغبات المواطنين، حين خرجوا في أول يوم يطالبون بالًلاح دون سقط النظام، لكن يبدو أن هذه الأنظمة لا تسمع و لا ترى و لا تأخذ العبر، واختارت طريق القوة و العنف والكذب و الإفتراء لإسكات و قهر الشعوب. و هذا حال بشار الأسد و رغم كل الحملات الإعلامية و الصمود من جهته و من جهة حلفاءه و زبانيته يتجه نحو مسار ألفناه في القذافي و قبله الجارين.
التعليقات (0)