وِلِدَ الحُسينُ لِتولَدَ الإنسانيّةُ، ويَسودُ السَّلامُ المُغيَّبُ.
بقلم: محمد جابر
وِلِدَ الحسين ليُحيي دينًا خطفه جاهلٌ بردائه مُتجلبب، خدوعٌ كذوبٌ مٌضللٌ مُفسدٌ مغتصبُ، وِلِدَ الحسين ليستقيم الدين بعد اعوجاجٍ أصابه وينتصب، وِلِدَ الحسين ليمحو جهلًا سكن العقول وفيها راح يُخرِّبُ، وِلِدَ الحُسينُ ليُحيي ضميرًا أماته قردٌ على منبر الخلافة ينزو ويلعبُ.
وِلِدَ الحُسينُ ليُحيي ارادةً سُلبت من أُمَّةٍ نامت على فراش الذُلِّ وأنهكها النَصَبُ، وِلِدَ الحُسينُ ليُحيي عقولًا بايعت مَنْ كان للخمر والمجون يصحبُ، وِلِدَ الحُسينُ ليُحيي كرامةً داسها بنعله مَن لا شرفٌ له ولا حَسَبُ، وِلِدَ الحُسينُ ليُحيي أُمَّة يُلعنُ فيها عليًا على المنابر ثمانون عامًا والناس تُكِّبر وتُرحِّبُ.
وِلِدَ الحُسينُ ليُحيي منهجًا وسطًا لا تطرفٌ فيه ولا تكفيرٌ ولا شغبُ، وِلِدَ الحُسينُ ليُحيي منهجُ (هيهات منا الذلة) تفديه الدماء والأهلون والنُخَب، وِلِدَ الحُسينُ ليحيي منهجُ (مثلي لا يبايع مثله) لا مهادنة فيه ولا تذبذبُ، وِلِدَ الحُسينُ فولد رأسٌ يُرتِّل الذكرَ الحكيم ومنبره الرمح فإنَّه العجبُ، وِلِدَ الحُسينُ فولد جبينٌ على أرض الإباء يسجد، وبدمه مُخضَّبُ.
وِلِدَ الحُسينُ فَوِلِدَ صدرٌ للسهام والسيوف من أجل السلام هتف مُرحِّبُ، وِلِدَ الحُسينُ فَوِلِدَ أملٌ به المظلوم يستأنس، وبه يتغلَّبُ، وِلِدَ الحُسينُ فَوِلِدَ الدمُ العبيطُ، شريانُ كل نهضةٍ وعَصًبُ، وِلِدَ الحُسينُ ومنه الصمود يتغذى ويشربُ، وِلِدَ الحُسينُ لتولَد الحرية، تغرِّدُ بألحان نشيده وتطربُ، وِلِدَ الحُسينُ لتولَد بَسمةٌ يأنسُ بها مُشردٌ وطريدٌ ومُتعبُ.
وِلِدَ الحُسينُ لتسقط عروش الجهل والظلم، ويهنأ المُعذَبُ، وِلِدَ الحُسينُ ليطلب الإصلاح، فنعم الهدف المقدَّس والمطلبُ، وِلِدَ الحُسينُ لتولَد الإنسانية ويسود السلام المُغيَّبُ، وِلِدَ الحُسينُ.. فمتى تولد أمَّةٌ لإسلام جدَّه تنتسبُ؟!!!.
يقول الأستاذ الصرخي:« إذن لنكن صادقين في نيل رضا الإله رب العالمين وجنة النعيم،
ولنكن صادقين في حب الحسين وجدّه الأمين ((عليهما وآلهما الصلاة والسلام والتكريم)) بالاتباع والعمل وفق وطبق الغاية والهدف الذي خرج لتحقيقه الحسين((عليه السلام )) وضحّى من أجله بصحبه وعياله ونفسه ، انه الاصلاح ، الاصلاح في امة جدِّ الحسين الرسول الكريم ((عليه وآله الصلاة والسلام))».
التعليقات (0)