مواضيع اليوم

وُجهات نظر مُضجِـرة (02) !

عبدالسلام كرزيكة

2011-03-28 07:32:28

0

02 ـ عقدة .. أنا الوطن ، والوطن أنا ! :

إتضح مؤخرا أن أغلب الزعماء العرب ، مُصابون بإنفصامات خطيرة في شخصياتهم ، وأنهم مرضى نفسانيين غير مؤهلين لإدارة شؤون بلدانهم في جميع الأحوال ، وأنهم يتحوّلون إلى مصاصي دماء ومستذئبين ، كلما طلبت منهم شعوبهم مراجعة أنفسهم ، وإعطاء فرصة لغيرهم الأكفأ والأجدر ، مادام الوطن للجميع ، ومادام الجميع يمتلك فرصا متكافئة في خدمته ! ..

لكن المفارقة أن أولئك الزعماء لايعتبرون مناصبهم القيادية واجبا وخدمة مجّانية لأوطانهم ، رغم ما يتظاهرون به من دفع لعجلات التنمية ، لذلك تجدهم لايفرّقون بين المال العام والمال الخاص ، وهذا ماظهر في قضية أرصدة ليبيا وأصولها بالخارج ، والتي قامت الدول بتجميدها على أنها أموال تعود لعائلة القذافي ، فيما صرّح الطاغية أنها أموال ليبيا ! .. نعم هي أموال ليبيا لكنها في أرصدة أشخاص بعينهم نهبوها وسجّلوها بأسمائهم ! .. نعم صدق الكذّاب على مضض ، وأعاد تسليم الأمانة التي خانها كارها ! ..

فالخدمات الصّحية الهزيلة ، كما شبكات الطرقات الركيكة ، وكما شبكات المياه والغاز والهاتف وشبكات الصرف الصحي المختلطة والفوضوية والكارثية .. كلها ليست مجّانية في عُرف أولئك الزعماء ، لأنهم يعتبرون تلك الإضافات المتواضعة في أرجاء أوطانهم مجهودات شخصية ومبادرات (شبه إنسانية) منهم ، لتلطيف أجواء ما يعتبرونه (غرفا شخصية) ، والشعوب بداخلها دُمى وجراجوزات يحركونها كيفما شاؤوا ويلبسونها ماشاؤوا ! .. ولو لم تكن تلك الشعوب داخل تلك الغرف لجعلها الزعماء فيافي وجنات غناء ، ولأنهم لايستطيعون تهجير شعوبهم أوإبادتهم ، فإنهم يكتفون بإضطهادهم وحرمانهم من أدنى شروط الحياة ، فيما يقومون بتهريب الأموال إلى الخارج للإستمتاع بكل ما لذ وطاب من محرمات وخبائث ! .. أليست تلك أنانية بغيضة ؟! ..

بلى .. هي أنانية بغيضة أن يُختزل وطن بحجم ليبيا أو مصر أو حتى تونس ، في شخص ديوث خاضع لزوجته ، أو شيخ متصابي يقوم بصبغ شعره ، أوسفاح دموي يمقت شعبه ! ..

هي أنانية من هؤلاء ومِن كل مَن يشبهونهم أو يتشبهون بهم ، في تصوير مشاهد خرافية عنهم بأنهم أركان تحمل الأوطان ، وتمنعها في السقوط والتهاوي ، وكأن الأوطان في أوضاعها المزرية الحالية أحسن حالا من نسائم التغيير تلك ! .. فالقذافي يعتبر نفسه شعار ليبيا التي لن يتعرّف إليها أحد بدونه ، وقد صرّح في أكثر من مناسبة أن ليبيا لولا ذكر شخصه لما بانت لها بائنة في الأصقاع وبين الأمم ! .. وهو إذ رآى عناد شعبه في مقاومته أظهر شراسة وإستماتة من أجل إبادة الشعب الذي أجّل إبادته أربعين سنة ! .. فهي رغبة مكبوتة في نفس كل طاغية يصل إلى شفير الهاوية ، ويكاد يوقن بنهاية نظامه ، أن يحاول إفناء مواطنيه عن آخرهم في سبيل الحفاظ على ما يعتبره (ملكيته الخاصة) ! .. وعلى نفس الدرب سيسير كل طاغية مصاب بعقدة (أنا ومن بعدي الطوفان) ! ..

فلماذا لايتوقف الزعماء إذن ـ (رغم أن الزعامة ليست أن تكون في العلياء مع الخواء مثل البالون أو مثل الفقاعة ، بل هي الرجولة بالمعنى الحرفي ، والرجولة هي نبل المواقف) ـ عن إضجارنا بأحاديثهم عن قيامة ستقوم في أوطانهم إذا رحلوا عنها ، رغم أن القيامة قائمة على أيديهم منذ عقود بمعتقلاتهم الجهنمية وبزبانيتها وجلاديها ! ..

إرحلوا يا طغاة دون وُجهات نظـر مُكرّرة ومُضجِرة ! .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تاج الديـن | 28 . 03 . 2011

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات