من أعجب ما يسمعه المرء قيام إيران باستدعاء القائم بالإعمال البريطاني وإبلاغه عن قلقها بشان تعامل الأمن بخشونة مع المحتجين في لندن، والأعجب من هذا كله قلق الجانب السوري على ما جرى في لندن من أحداث!!
وكان هذا الاعتراض سيكون مقبولاً ومحل ترحيب من الجميع، لو كان هذا الأمر لم يصدر عن وحوش تصف ألسنتهم الكذب بأنهم أهل رحمة وشفقة، بينما الواقع يصور لنا الطرق الوحشية التي يستخدمونها في سفك الدماء البريئة، وليس فقط التعامل معها بخشونة، لا لذنب اقترفته إلا أنها طالبت بالحرية!!
وكانت هذه اللفتة ستلقى قبولاً لولا أن من جاء بها وحوش لا أخلاقيون بملابس آدمية، وقلوبهم أشد قسوة من الحجارة تجاه شعوبهم، فجرائمهم شاهدة في البلوش وشاهدة لدى الأكراد وشاهدة لدى الأحوازيين، وشاهدة في المجازر التي جرت في شوارع طهران بعيد انتخابات 2009م والتي جرى تزويرها، ووصل بهم الأمر إلى اغتصاب المعتقلين داخل السجون، وشاهدة في العراق وأفغانستان، وشاهدة اليوم في سوريا بمدهم نظام المجرم الأسد بالمال والسلاح والجنود، وهذا ما كشفت عنه شحنة السلاح التي تم حجزها في تركيا، وكانت متجهة من طهران إلى دمشق، ودعمها بما يقارب الستة مليارات دولار دعما لحليفها الأسد، بالإضافة إلى عشرات الشواهد عن اشتراك الحرس الثوري بقمع ثورة الشعب السوري.
ولذا فإن ادعائكم – أيتها الوحوش البشرية– الرحمة والإنسانية تكشفه وتفضحه جرائكم الشاهدة في كل مدينة حللتم بها، وانتم أولى الناس بأن تصمتوا، وانتم أولى الناس بأن تحاسبوا وتعاقبوا وتردعوا وتزجروا، وهذه الدماء التي تريقونها ستطاردكم وتطارد كل قاتل في كل مكان، ولات حين مناص!!
احمد النعيمي
Ahmeeed_asd@hotmail.com
http://ahmeed.maktoobblog.com/
التعليقات (0)