اهداها : احد اروع المعلقين على مدونتي ولم اكتف بالقراءة لكنها ترتل الان في نفسي ككلمات ازلية محفورة كتبت لتمجد وتتلى ليشعر من يشعر بالفرق بين الكلمات وبين الكلمات وروحها ....
اترككم معها
وينطفيء كُل شيء واخرج منك ..
عندما لا يهمـّها ، هي العاشقة ،
أن ينفجر عمود صبحي في صحن نومها ،
وتكتفي بنظرة ما : هائلة ،
كأنها صُـمّـمتْ لمسح كياني كله .
عندما أرتجفُ ، كما سعفة ،
وهي بطقس مزاجها المتقـلّــب ،
تنتزع الريشة الأقوى من جناح وجودي ،
غير عابئة بما قد أصير اليه :
عصفورا في العراء ،
يـُعيد اكتشاف صحراء اليد التي أمسكتْ به ،
أو بلبلا لاجدوى من غنائه ،
عند نافذة قلبها المغسول بحمى القطيعة.
عندما لا يعني لها أمنحها الوردة أو السيف ،
أو حصاني الذي يمر بين حواجبها ،
حاملا على ظهره معطف البرق .
عندما لاغد ولا أمس ،
كأن الحاضر هو الزورق ، وقد جفّ الوقتُ في الساعات ،
وارتدى العالم بدلة الفراغ ،
فلا شيء من الحب كان بيننا ،
وما من شيء هناك آت اسمه الفراق .
عندما لاتشوب خرائط عواطفها الا زلازل الخصام ،
وقد نسفتْ كون خرائطي المكتظ بالسنابل ،
في لحظة الحصاد ،
قبل أن تنحدر القطرة نحو القطرة ، وتتكوّن البحيرات ..
كأنها ماطرقتْ بابي ، ولم أفتحه .
كأنها مافتحته عنوة ،
فانهار سقفُ عزلتي، وتساقطتْ ثمارها،
كما الماء ، من على الشرفات .
كأني لم أضع على طاولة التفاوض مفاتح نصرها:
لاحاجة للقتال
فأمام أعنـّة الطوفان لايملك النبع لنفسه شيئا ،
إنما لاتقلقيني لأنني ، قبل أن أكون أسيركِ ، انسان.
كأني
لم أفتح أمامها براري قلبي الدافيء الحنون ،
لترى الجنة ، ويسكنها العيد ..
عندما لم يعد ثمة مكان حتى للغياب ،
وأكتشفـُني مجرّدا ، في خيالـِها ، حتى من محنة الحزن ،
كما لو كنتُ سلكا هاتفيا، لايرتجف حين تمر الخلجات من خلاله.
عندما تذهب الى نفسها ،
وأخلع نفسي عن نفسها وأتبعها ،
منتظرا أن يتم الإلتحام ، فأكتشف مجرّتها.
عندما أكشفُ مجرّتي ، نجمة بعد نجمة،
وتحجب سرابها بنيازك باردة ،
كقصائد العاطلين عن التمرغ بالجحيم أو بالجمال.
عندما تهرب الى النعاس ،
وأهرع باحثا عنها في بحيرة السهاد .
عندما لم يعد التساؤل مجديا ،
كالعتاب على الوقت ،
ولاالشعر ملاذا من تقطيبة افقها المكتظ بالكمائن .
عندما اُشنقُ بما يقول لها الآخرون ،
وأعود من الموت بما قاله آخرون غيرهم :
عندما عدتُ لاأعرف كم حاجتها من الموتِ ،
حتى أموت ميتةً طويلةً ، تـكفيها والاخرون ؟
عندما لم أعد أعرف كم شجرة أقطعُ
كي أنتزع ، من أرض روحها، شريعة الغابة ؟
عندما وجدتُ أن قلبها لايسع البراءة ،
وأن أصابع اخرى تعزف لحن انكساري ، لتطربها..
عندما أصابها جنوني ،
ولم تطر مع السكون ، مثل ريشة تجرح الهواء .
عندما أجرّ اليها شمس البوح ،
وغرام التلصلص عما وراء الكتابة ،
ثم أشرق بها على الشعر ،
فلا تمارس الا الغروب .
هكذا
تـنهي القصيدة نفسها بنفسها ،
وينطفيء كل شيء .
التعليقات (0)