فى 30 يونيه الماضى وعلى هذه المدونة كتبت مقالا تحت عنوان :-حتمية اتفاقية دولية لحظر أفكار الدمار الشامل - وضحت فيه حجم الخطر المتوقع من التنظيمات الإسلامية المتطرفة على أمن العالم وخاصة تنظيم داعش موضحا أن استخدام السلاح لن يوقف خطر هذه التنظيمات بل ربما ضاعف هذا الخطر وجعله أكثر همجية ودموية ,وفى هذا المقال دعوت إلى حرب ثقافية وفكرية يدعمها الضغط الاقتصادى والسياسى والعسكرى على الدول التى تسمح بنشر الفكر الإرهابى فى معاهد تعليمها أو دور عباداتها أو وسائل إعلامها , وقلت إن هذه ستكون الحرب العالمية الثالثة المختلفة فى آلياتها وأولويات ونوعيات الأسلحة المستخدمة فيها وأنه لا بديل أمام العالم المتحضر عن الانتصار فى هذه الحرب .
تلك مقدمة للتعليق على التصريح الأخير للرئيس الأمريكى -أوباما - الذى قال فيه : إن أمريكا قد أخطأت فى تقدير خطورة وقوة تنظيم داعش منذ البداية ! هنا يمكن أن أقول إننا أمام أحد احتمالين الأول: هو أننا أمام قوة شيطانية لها خطة فى تدمير المنطقة العربية لإضعافها وتقسيمها , وهى ما يطلقون عليه - نظرية المؤامرة - وهى نظرية لا أصدقها بل ولا أحترمها , -الاحتمال الثانى هو أننا أمام عالم قاصر الرؤية متخلف الفكر , وهذا ما يتفق ويفسر تصريح مستر أوباما, وهذا أمر أيضا أحار فى فهمه ولا أعرف كيف أصدقه , ذلك أن رجلا مثلى وكثيرين غيرى قد رفعوا رايات التحذير من تنامى قوى الجماعات ذات المرجعيات الإسلامية التكفيرية وحذروا من خطورتها وطالبوا العالم الغربى بعدم دعمها أو تهيئة أماكن آمنة لقادتها على أرضه , وقلت فى عدة مقالات سابقة : - إن هؤلاء الذين يحاربون تحت عقيدة -حب الموت كما يحب غيرهم الحياة لن تنفع الطائرات ولا الأسلحة المتطورة فى ملاحقتهم فى الأزقة والمساكن والاندساس وسط الجماهير . فهل نحن الذين لا نملك سوى أقلامنا وأفكارنا أبعد نظرا وأقدر على رؤية الخطر قبل وقوعه وهل نتفوق فى ذلك على هؤلاء الذين يملكون من التقنيات العلمية المذهلة والأجهزة الاستخباراتية التى ترصد دبيب النمل فى الصحراء والتى لديها من أدوات المعرفة ما يمكنها من قراءة المستقبل قياسا على الحاضر ؟! بصراحة أنا فى حيرة من أمرى , وأجد صعوبة بالغة فى تصديق ذلك . وفى كلا الحالين وسواء كان العالم واقعا فى شراك مؤامرات تعبث بدماء البشر , وأو كان محكوما بحكام وأجهزة قاصرة الفكر والرؤية بحيث لم تستطع أن تحول دون تحويل منطقة يأسرها إلى محرقة للبشر ومذبح لجز الرؤوس , فى كلا الحالين أستطيع القول بأننا نعيش فى مجتمع غير آمن بل ويزحف إلى مستقبل مجهول محفوف بالمخاطر
التعليقات (0)