مواضيع اليوم

ويل لأمة لا تعرف حق رجالها

نسيم ضناوي

2011-03-02 19:15:14

0

ويل لأمة لا تعرف حق رجالها
تنطلق الكلمات حبلى بالافكار السوداء، عن مجتمع ينتحر على صخرة نفسه، يقتل الامال في غد افضل، ينصب المشانق لمستقبله بيده. مجتمع لا يعرف حقيقة ما يفعله بذاته وما يفتعله في وجوده، وما ينتعله من افكار واقوال تهدم ما تبقى من حصونه القوية، وتجتر ما تردى من جيَفِه المَنسية. مجتمع اهاله ان ينطلق منه مارد لاطائفي لاعصبي لاجاهلي لامصلحي لا نفعي، هاله ان يكون من بينه رجل يحمل همه، يعرف وجعه، كان في الشدائد معه، كان في الاوقات العصيبة اذا طلبه وجده واذا ناداه سمعه. كأني به وقد تعلقت به عجوز تنزل بساحته همها فيربت بيده الحانية على كتفها، ويصرخ لتلبى حاجتها، لا لشئ ولا يريد منا ولا جزاء ولا شكورا سوى رضى رب قديرا.
نجيب ميقاتي قد يظن البعض انه رجل مثل بقية الرجال، او سياسي مثل بقية الساسة، او زعيم مثل بقية الزعماء، او اقتصادي مثل بقية الاقتصاديين. انه مواطن مثل بقية المواطنين، عاش حياتهم لم يرث السياسة او الحكم او الزعامة وراثة مثل البقية، ولم يحصل على المناصب استيلاء بالقوة والانقلابات العسكرية، انما اتته تكليفا بكرة نار ملتهبة، وضعت بين يديه لانقاذ وطن سائر نحو الدمار الشامل، نحو الاندثار نحو التفتت.
نجيب ميقاتي رجل فهم الصيغة اللبنانية، ووجد لها دواء شافيا معافيا يبرء به الوطن من مرض موته بإذن الله، ويحي به رونق لبنان العيش الواحد بإذن الله، ويعيد بهاء النسيج اللبناني الفريد بعصا سحرية اطلق عليها لقب الوسطية. مارسها قبل ان يقولها، عاشها قبل ان يقيم مؤتمرات لها، طبقها عمليا قبل ان تدون فكرا ونهجا في كتب ومواقع الكترونية.
ولكن بعض المتعلقين باستار الكراسي، اللاهثين بالالسنة المتدلية وراء المناصب البالية، المتشدقين بالوطنية الكاذبة والمدعين للمواطنية، المتسربلين بسرابيل التبعية للجهات الاجنبية، التي دفعت لتصنعهم في مصانعها العابرة للقوميات والقارات وفرضت عليهم ان يدفعوا ضريبة الصانع، وهي مزيج من ذهب الذل وفضة الخنوع واوراق نقدية من فئة الخضوع والاستلاب الفكري والانجرار الاعمى وراء المصالح الاجنبية ومنافع دول المراكز الكبرى. هؤلاء لا يرون غيرهم صالحا، ولا ينظرون سواهم نافعا، ولا يتقبلون احدا غير قبائلهم وعشائرهم وفئاتهم الطائفية واعراقهم المذهبية.
كيف يهاجم راعي الوسطية والعين الحانية على الوطن المجروح بمصالحهم واهوائهم وشهواتهم السلطوية.
كيف يهاجم من كان عفَ عن اموال الشعب، وهذا ليس شعارا يرفع انما وزارات الاشغال ورئاسة الحكومة لتسعين يوما، تشهد عليه واقعا حقيقيا، يوم صفى كل شركاته ومؤسساته التجارية في لبنان، حتى لا تكون فتنة ويكون العمل للوطن وحده لا للمحسوبيات ولا للرشاوى والسرقات من اموال المستضعفين والمقهورين.
كيف يهاجم من امتلك المهارات والقدرات والملكات والمواهب والمعارف وتهيأ ليكون قائدا، قيادة حازمة انسانية، حاسمة دبلوماسية، صارمة لينة، حكيمة هينة.
كيف يهاجم من بنى هو واخوه العزم بسعادة العطاء، وشيد مؤسسات ذات بنية نوعية بالكمية، ورصد جزء من ماله الذي يجنيه بفكره وتقدمه الكسبي لينفقه على كل ما يبني رفاه الانسان بتنمية قدراته، وتحقيق سعادته بصقل مهاراته.
كيف يهاجم من رفع العلم شعارا فشعر الناس بحقيقة العلم، من خلال التدريب والتعليم الاكاديمي والجامعي والمهني برؤية حضارية دائمة مستمرة، وتنمية للبشر والحجر وحتى للشجر.
كيف يهاجم من اعانه الله ليداوي عشرات الالاف، وليطبب مئات الآلاف، وليبث التوعية الصحية الى الملايين.
كيف يهاجم من ديدنه التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية الشاملة والمستدامة بكافة ابعادها، من خدمات ومصانع ومساعدات عينية انية ووقتية حتى يصل الناس الى حد الكفاية الذاتية، ويحققوا رفاههم بانفسهم لا بالزعامات التقليدية.
كيف يهاجم من نثر حبه لله في جنبات المساجد التي بناها اعلانا لسنية امة وليس لسنية مذهب او طائفة، وساهم في تشييد دور الايتام والمسنين وايواء المشردين قناعة لا رياء ولا حبا للظهور، فلم يعر الاعلام والاعلان عن ذلك طرفا ولم يرده حتى انه لم يسمه باسمه بل برا لوالديه عزماً وسعادة.
كيف يهاجم من عمل كل ذلك بصمت الاسود لتأتي نعاج برية فتحاول ان تخفي الشمس بغربال الحقد والحسد البغيض.
ما ضر شمس الضحى في الافق طالعة        أن لا يرى ضوءها من ليس ذا نظر
ويا ناطح الصخرة الشماء يوما لتوهنها        اشفق على قرنيك لا تشفق على الصخرة
ولكن ويل لأمة لا تعرف حق رجالها وويل لامة لا تدرك قوة ذاتها وقدرة ابن مثل دولة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !