هل كان العالم العربي .. والمواطن العربي حتى المواطن العربي البسيط .. هل كنا جميعا بحاجة إلى تسريبات ( ويكيليكس) حتى نفهم أننا مستهدفون .. وأننا لسنا سوا بضاعة مباعة أو معروضة للبيع عند الطلب .. هل كنا بحاجة لان ندرك أن من يمتلكون زمام الأمر ما هم إلا موظفون بسطاء في حضرة الفرعون الكبير صاحب مزرعة البيت الأبيض ذو بنطال الجينز ..
هل كنا بحاجة لكل هذا لندرك أن الحرب على العراق كانت مؤامرة بكل ما تحمل كلمة مؤامرة من معنى .. مؤامرة من القريب قبل البعيد .. ومن الصديق والشقيق قبل الغريب ، هل كنا بحاجة إلى كل تلك التسريبات لنعرف أن الممول لهذه الحرب هم العرب أنفسهم .. منا القنبلة ومنا الكفن .. ومنا الدم ..ومنا الضحية .. أو حتى ندرك أبعاد الأسرار الخفية في غزو أفغانستان ودور الغرب والعرب في ما يدور في لبنان والصومال ..
هل كنا بحاجة أيها السادة لكل تلك التسريبات والتي لا أظنها بأي حال تسريبات عن غير قصد أو نية مبيته يضمر من ورائها من هم ورائها أمرا خفيا بعيدا سنعلم عنه بعد حين .. هل كنا بحاجة إليها لندرك عمق العلاقة التي تربط أركان النظم العربية والنخب الحاكمة بالكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا عموما وقوى الاستعمار الجديدة وما تخطط له سرا وعلانية .
هل كنا بحاجة لان نعرف أن السياسة الأمريكية المنحازة للكيان الصهيوني ومصالحها الفردية . إنما تضمر سوء النية لكل مصالحنا في منطقة الشرق الوسط ..
صحيح إن التسريبات كشفت المستور .. ولكن من لا يرى من الغربال فهو أعمى .. وكما يقولون المكتوب ( بنقرا من عنوانه .. ) الم تكن كل تلك العناوين على كل تلك الكتب على مر السنوات الماضية من عمر الهزيمة العربية كافية لان ندرك المعنى ...
هذه أمريكا سادتي التي تعلن للعالم قبل أيام أنها لم تتمكن من ثني أو إقناع ( صنيعتها إسرائيل ) بوقف مؤقت للاستيطان في القدس ..ولم تتمكن من قبل في فرض حل عادل ومشرف لكلا الطرفين ( إسرائيل والفلسطينيين ) كما لم تمكن من وقف مسلسل المذابح التي يندى لها جبين الإنسانية إذا بقي في العالم من إنسانية عبر عقود مضت .. ومذابح ربما قادمة .. فالقادم أعظم وهذا مؤكد ..
في الوقت الذي فرضت قرارها مباشرة على الصومال وأفغانستان والعراق وكوريا وإيران وسوريا ولبنان .. من الحروب والعقوبات الاقتصادية وتجييش العالم لفكرتها وقيادة تحت إمرتها ..
أليس هذا أعظم من التسريبات وأكثر فضاعة وقوة..
لم تزدنا التسريبات على ما فيها من فضائح..ومهازل .. لم تزدنا علما على علم .. ولكنها أكدت ما كنا نذهب إليه من اعتقاد بأننا لسنا أكثر من بضاعة بيد النظم العربية التي باعت نفسها قبل أن تبيعنا .. وللأسف دون مقابل ..والتاريخ شاهد .
التعليقات (0)