السلام مع الكيان الصهيوني مرفوض شعبيا في الدول العربية حتى الآن ، بضمنها الدول اللتي وقعت معاهدات سلام مع هذا الكيان .
هذا ما توصلت أليه السفارة الأمريكية في تل أبيب نهاية 2009، حيث وصفت وثيقة جديدة سربها موقع «ويكيليكس»، صدرت عن هذه السفارة ، العلاقات بين إسرائيل وجيرانها بأنها محل نزاع، وقالت البرقية إن المتفائلين من الإسرائيليين بالعلاقات مع مصر والأردن يعترفون بأن إسرائيل تتمتع بالسلام بين النظام في الدولتين، لكن ليس مع الشعبين المصري والأردني .
طبعا هذا الكلام معلوم للجميع ، ولكن هذه البرقية تعكس أهتمام الولايات المتحدة بمتابعة الأحداث والمستجدات أولا بأول . ومثل هذه البرقيات هي بمثابة تحديث دوري للمعلومات ،( up date ) .
وأضافت الوثيقة أن معارضة إسرائيل لبيع أسلحة حديثة إلى بعض دول المنطقة خاصة السعودية، تنبع من منظور «أسوأ السيناريوهات»، وهو أن تقع الدول المعتدلة مثل مصر والأردن والسعودية ضحية محتملة لتغيير الأنظمة، وأن تستأنف عداءها مجدداً لإسرائيل . الأمر اللذي يعني رضى الكيان الصهيوني التام عن هذ الأنظمة الثلاث بأعتبارها صمام أمان مأمون الجانب على المدى الطويل .
ما ينطبق على الحكومات الثلاث ينطبق تماما على الحكومات التسعة عشر الباقية من الحكومات العربية .
وأذا كان الأمر كذلك ، فلابد أن يكون بقاء هذه الأنظمة ، اللتي تحاول الشعوب العربية الخلاص منها ، مطلبا صهيونيا مهما لضمان الأمن والبقاء . وبالتالي فهو مطلب أمريكي غربي بأعتبارات الشراكة والمصالح والأحلاف مع الصهيونية وكيانها اللذي أوجدته في فلسطين بذهنية الصراع التأريخي بين الدول الأسلامية الشرقية والدول الأوربية المسيحية الغربية .
فهل بعد ذلك سنتسائل عن صدقية دور الغرب والصهاينة في حماية وديمومة ألانظمة العربية الحالية ؟ .
وأذا كانت نظرية المؤامرة هوسا عربيا غير مبرر في نظر البعض ، فبماذا سنسمي هذا الرضى الصهيوني الغربي عن أنظمتنا حامية حمى الأسلام والعروبة والشرف والكبرياء ؟!.
التعليقات (0)