عواصم ـ وكالات: كشفت وثائق دبلوماسية امريكية سرية حصل عليه موقع ويكيليكس أن ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة طلب من وزير اعلامه عدم الاشارة إلى اسرائيل كعدو أو كيان صهيوني، وحمّل سورية المسؤولية المباشرة عن اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.
ونقلت صحيفة الغارديان الصادرة الجمعة عن الوثائق إن ويليام مونرو السفير الامريكي في المنامة التقى العاهل البحريني في 15 شباط/فبراير 2005 وكتب في برقية دبلوماسية ارسلها إلى واشنطن أن الأخير كشف أن البحرين تجري اتصالات مع اسرائيل على مستوى الأمن والمخابرات، أي مع الموساد، وأن مملكته على استعداد للمضي قدما في مجالات أخرى من التعاون.
واضافت الصحيفة أن السفير مونرو كتب في برقيته أيضاً أن الملك حمد تحدث مطولاً عن التطورات على الساحة الاسرائيلية ـ الفلسطينية، معرباً عن ارتياحه لحدوث تحول ايجابي في الأحداث واعتبرها لحظة جيدة يمكن أن تشكل عاملاً مهماً للاستقرار في المنطقة.
ونسب السفير مونرو في برقيته إلى العاهل البحريني قوله خلال اللقاء إنه اصدر تعليماته إلى وزير الاعلام المعيّن حديثاً في حكومته محمد عبد الغفار للتأكد من أن البيانات الرسمية أو التصريحات الصادرة من وزارة الاعلام لا تشير إلى اسرائيل بأنها عدو أو الكيان الصهيوني، وأن مملكته لديها بالفعل اتصالات مع اسرائيل على المستوى الأمني والاستخباراتي.
وقال السفير الامريكي إن الملك حمد ابدى استعداد البحرين للمضي قدماً في اقامة علاقات مع اسرائيل في مجالات أخرى رغم اعترافه أنه سيكون من الصعب عليها أن تكون الأولى في هذا التوجه، واجاب رداً على سؤال حول احتمال قيام مملكته بتطوير اتصالات تجارية مع اسرائيل في مرحلة ما أن مثل هذه الاتصالات تنتظر تحقيق حل اقامة دولتين.
واضاف في برقيته أن الملك حمد شدد خلال اللقاء على أن السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين سيسهّل النمو الاقتصادي في جميع أنحاء الشرق الأوسط من خلال المساعدة في استقرار المنطقة، واقترح بأن ازالة القضية الفلسطينية من المعادلة وتسوية النزاع العربي ـ الاسرائيلي ستحد من قدرة ايران على استغلال القضية الفلسطينية لتحقيق اهداف خاصة بها.
وقال السفير الامريكي إن الملك حمد لم يكن لديه أدنى شك في وضع اللوم مباشرة على سورية في قضية اغتيال الحريري، واشار إلى أنه تناول العشاء معه قبل 10 أيام من اغتياله (شباط/فبراير 2005) حين زار البحرين لافتتاح المعرض التجاري الاسلامي العاشر، وأن الحريري ابلغه أنه يعتزم الانتقال إلى معارضة السوريين علناً في أيار/مايو (بعد الانتخابات البرلمانية)، لكنه لا يريد التلميح إلى ذلك مسبقاً قبل الانتخابات.
الى ذلك بدأت صحيفتا هآرتس ويديعوت أحرونوت بنشر وثائق امريكية سرية تتعلق بإسرائيل وتبين من بعضها أن مسؤولين إسرائيليين قالوا إن تركيا تساعد إيران في برنامجها النووي وأن الرئيس السوري بشار الأسد لن يبقى بالحكم في حال نشوب حرب مع إسرائيل.
وكشفت برقية تم إرسالها من السفارة الامريكية في تل أبيب إلى واشنطن أن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية اللواء عاموس يدلين قال خلال لقاء مع السفير الامريكي في تل أبيب جيمس كانينغهام في 13 حزيران/يونيو 2007 إن تقديراته تفيد بأن نظام الأسد لن يصمد في حرب أمام إسرائيل وسيسقط.
وأضاف يدلين في اللقاء ذاته إن غزة تحتل المرتبة الرابعة من ناحية التهديدات على إسرائيل وأن المراتب التي تسبقها هي إيران وسورية وحزب الله.
وقال إن شعبة الاستخبارات قدرت انه ستكون هناك مواجهة بين حركتي حماس وفتح في غزة منذ أن فازت حماس بانتخابات العام 2006 ورأى أن قوة حماس أكبر من قوة فتح في غزة وأنه كان بإمكان حماس السيطرة على الحكم في أي وقت أرادته بعد الانتخابات وأن فتح حافظت على قوتها في الضفة الغربية.
وعبر يدلين في اللقاء مع السفير الامريكي عن رأي مفاده أن إسرائيل ستكون مسرورة إذا سيطرت حماس على الحكم في غزة لأنه في هذه الحالة سيتمكن الجيش الإسرائيلي من الإعلان عن غزة على أنها دولة معادية.
يشار أن هذه المحادثة بين يدلين وكانينغهام جاءت قبل يوم واحد من انقلاب حماس وسيطرتها على قطاع غزة.
وكشفت وثيقة نشرتها هآرتس الجمعة أنه في تشرين الثاني/نوفمبر العام 2009 عقدت جلسات حوار إستراتيجي بين الولايات المتحدة وإسرائيل وأن المندوبين الإسرائيليين واجهوا حرجا بعد أن تسلم الامريكيون مذكرة من فرنسا تنسب لمسؤولين إسرائيليين قولهم لنظرائهم الفرنسيين بأن تركيا تزود ايران بمواد لبرنامجها النووي.
ويعتبر هذا الاتهام خطيرا لتركيا كونها عضوا في حلف شمال الأطلسي (الناتو) وإذا كان صحيحا فإن تركيا تخرق متعمدة العقوبات التي فرضها مجلس الأمن الدولي على إيران ويحظر تزويدها بعتاد ومواد وتقنيات وخبرات لبرنامجها النووي .
وتم نسب هذا الاتهام لتركيا إلى نمرود بركان رئيس مركز الأبحاث السياسية في وزارة الخارجية الإسرائيلية، وهو وحدة استخبارات تابعة للوزارة.
وبعد علم بركان بالمذكرة الفرنسية سارع إلى تمرير بلاغ تصحيح إلى السفير الامريكي في تل أبيب جيمس كانينغهام، وجاء في برقية بعثتها السفارة الامريكية إلى وزارة الخارجية في واشنطن في 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2009 إن بركان أوضح أن المذكرة الفرنسية غير دقيقة وأنه أبلغ الفرنسيين بأن تركيا تحولت إلى رافعة تساعد إيران على التهرب من العقوبات وخصوصا في المجال المالي وأن إيران تنقل أسلحة إلى سورية عن طريق تركيا وبعلم أنقرة.
لكن هذا التوضيح لم يقلل من شدة الانتقادات التي عبر عنها الإسرائيليون أمام الامريكيين وهاجموا خلالها تركيا ورئيس حكومتها رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية الذي يرأسه.
وشارك في الحوار الإستراتيجي عن الجانب الإسرائيلي رئيس مجلس الأمن القومي في حينه عوزي أراد ومندوبون عن الموساد وشعبة الاستخبارات العسكرية ووزارة الخارجية.
وتنقل الوثيقة المسربة لـويكيليكس عن بركان قوله إن تركيا تخرق العقوبات وتسمح لبنك ملة الإيراني باستخدام العملة التركية في تجارته وتفتح الموانئ التركية أمام البضائع الإيرانية المصدرة إلى أوروبا وفي موازاة ذلك يتواصل تزويد شحنات الأسلحة من إيران، وبالأساس بالقطارات عن طريق تركيا إلى سورية ومن هناك إلى حزب الله.
وتحدث أحد المندوبين الإسرائيليين خلال الحوار الاستراتيجي عن تقرب تركيا من إيران فيما طالب بركان من الامريكيين بأن يمارسوا ضغوطا على تركيا وأوضح مندوب الموساد أن الأتراك يستمعون للولايات المتحدة أكثر من إسرائيل.
ويشار إلى أنه في هذه الفترة كانت العلاقات التركية الإسرائيلية متوترة في أعقاب الحرب على غزة.
وتحدثت مذكرة أخرى تم إرسالها من السفارة الامريكية بتل أبيب إلى واشنطن في 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2009 عن لقاء مندوب مجلس الأمن القومي الامريكي في حينه دان شابيرو مع مسؤولين في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية الذين قالوا له إن تركيا تغير توجهاتها الإستراتيجية في الشرق الأوسط وتبتعد عن الغرب ووقعت العلاقات الثنائية مع إسرائيل ضحية التغيير.
ووصف مندوبو الاستخبارات الإسرائيلية السياسة التركية بأنها عثمانية جديدة وعزا ذلك إلى فقدان الأتراك الثقة بضمهم إلى عضوية الاتحاد الأوروبي.
واضافوا أن الحكم في تركيا يعزز أسلمة تركيا داخليا وفي جميع النواحي وبضمن ذلك الجيش الذي يعتبر حامي النظام العلماني التركي.
وتشير وثيقة أخرى إلى أنه في أحد اجتماعات الحوار الإستراتيجي شكا ضباط في الجيش الإسرائيلي أمام نظرائهم الامريكيين من أن وزير الدفاع المصري الجنرال محمد حسين طنطاوي هو عقبة أمام جهود محاربة تهريب الأسلحة من سيناء إلى قطاع غزة.
وفي موازاة ذلك امتدح المسؤولون الإسرائيليون وزير المخابرات المصرية في حينه عمر سليمان وأكدوا على أنه يؤيد كثيرا الجهود لمنع تهريب الأسلحة إلى غزة. كذلك شكا الضباط الإسرائيليون من عدم وجود تنسيق بين المخابرات المصرية والجيش المصري.
يذكر أنه في تلك الفترة كان سليمان يعتبر اقوى المرشحين لخلافة الرئيس المصري حسني مبارك لكن بعد الإطاحة بالأخير أصبح طنطاوي، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية، الحاكم الأول لمصر حاليا.
التعليقات (0)