نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اليوم الجمعة عن وثائق سريها سربها موقع "ويكيليكس" أن منظمة أمريكية تمولها الحكومة لتعزيز الديمقراطية في الدول العربية الاستبدادية، ساعدت بشكل كبير في نجاح الثورات التي اندلعت في الدول العربية مؤخرا، والتي أطلق عليها "ربيع الثورات"، فقد كانت هذه المنظمة تدرب الشباب على تقنيات التواصل الحديثة مثل تويتر والفيس بوك الذي انطلقت منه شرارة ثورة 25 يناير بمصر.
وأضافت الصحيفة في عددها الصادر اليوم الجمعة أن:" الولايات المتحدة كانت تضخ مليارات الدولارات في برامج عسكرية أجنبية وحملات مكافحة الإرهاب، ومجموعة صغيرة من المنظمات الأمريكية لتعزيز الديمقراطية في الدول العربية الاستبدادية، لكن مع انطلاق الربيع العربي بدأ المسئولون الأمريكيون يغيروا نظرتهم لمنظمة تعزيز الديمقراطية حيث يرون أن منظمات بناء الديمقراطية لعبت دورا أكبر في تأجيج الاحتجاجات أكثر مما كان معروفا، خاصة أن الزعماء الرئيسيين للحركات تم تدريبهم من قبل هذه المنظمات في الحملات الانتخابية، وتنظيم وسائل الإعلام من خلال أدوات جديدة ومراقبة الانتخابات".
وأوضحت الصحيفة أن عددا من المجموعات والأفراد المحركين للثورات والإصلاحات التي تجتاح المنطقة، بما في ذلك حركة شباب 6 ابريل بمصر، ومركز البحرين لحقوق الإنسان، والناشطين يمنيين تلقوا التدريب والتمويل من جماعات مثل المعهد الجمهوري الدولي، والمعهد الديمقراطي الوطني، وبيت الحرية وهي منظمة غير ربحية ومقرها واشنطن، بحسب برقيات سربها موقع "ويكيليكس".
وتشير الصحيفة إلى أن عمل هذه الجماعات غالبا ما أثار توترات بين الولايات المتحدة والعديد من زعماء الشرق الأوسط الذي يشتكون كثيرا من أن ما كان يجري يقوض قيادتهم، بحسب الوثائق. موضحة ان المعهد الجمهوري الدولي، والمعهد الديمقراطي الوطني، تم إنشاؤهما من قبل الكونجرس ويتم تمويلهما من خلال الصندوق الوطني للديمقراطية، الذي أنشئ عام 1983 لتوجيه المنح لتعزيز الديمقراطية في الدول النامية، والصندوق الوطني يتلقى حوالي 100 مليون دولار سنويا من الكونجرس، بجانب منظمة فريدوم هاوس التي تحصل أيضا على الجزء الأكبر من تمويلها من الحكومة الأمريكية.
ونقلت الصحيفة عن مكينيرني ستيفن المدير التنفيذي لمشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط قوله :" لم يكن للصندوق يد في بدء الاحتجاجات، لكننا نساعد في دعم وتنمية مهاراتهم في التواصل.. وهذه التدريبات لعبت دورا فيما حدث في نهاية المطاف.. ولكنها كانت ثورتهم.. نحن لم نبدأها".
واشارت الصحيفة الى ان بعض زعماء الشباب المصري حضروا اجتماعا للتكنولوجيا عام 2008 في نيويورك، حيث تم تعليمهم كيفية استخدام الشبكات الاجتماعية والتقنيات النقالة لتعزيز الديمقراطية.
وقال بيشام فتحي أحد مؤسسي حركة الشباب التي قادت الانتفاضات المصرية وحضر التدريب مع دار الحرية:" لقد تعلمنا كيفية تنظيم وبناء التحالفات .. وهذا ساعد بالتأكيد خلال الثورة".
بقلم جبريل محمد
صحيفة مواجهات الإلكترونية
أما زلنا نعتقد أن ثورات الشارع العربي هي من صنع محلي ؟
يبدو أننا سنظل دوماً مستوردين ومستهلِكين ومستهلَكين.
التعليقات (0)