أولا حرص الشريعة الإسلامية على صلة أ÷ل الذمة وبرهم والتعاطف معهم وذلك واضح من زيارة النبي صلى الله عليه وسلم لهذا اليهودي فى مرضه.
ثانيا: إسداء النصح بهم بما فيه خيرهم ومساعدته للضعيف لا يفرق بين مسلم وغيره فالإسلام يرعى المسلم كما يرعى الذمي ويمنحه عطفه وعنايته وما يقوم به الذمي من واجبات مالية يراعى فيها كسبه وقدرته وما يفرض علي أرض الخراج يراعى فيها مدى الاستفادة منها وما يقرر عليهم حتى لا يقل كاهلهم ويصرف إلى من هو حاجة إليه .
مر عمر بن الخطاب رضي الله عنه بشيخ كبير ضرير البصر عضد من خلفه وقال من أي أهل الكتاب أنت ؟ فقال يهودي ، قال فما ألجأك إلى ما أرى ؟ قال : أسأل الجزية والحاجة والسن فأخذ عمر بيده وذهب إلى منزل له فرضخ له نشئ من المنزل ثم أرسل إلى خازن بيت المال وطلب إليه أن يجرى عليه رزقا مستمرا من بيت المال وقال له انظر إلى هذا وضربائه فوالله ما أنصفناه إن أكلنا شبيبته ثم نذله عند الهرم ( إنما الصدقات للفقراء والمساكين ) والفقراء هم المسلمين وهذا من المساكين من أهل الكتاب ووضع عنه الجزية وعن ضربائه.
وقد أمر عمر رضي الله عنه أن يعطى الصدقات قوم من النصارى مصابون بالجذام وأن يرتب لهم القوت.
فالإسلام يرعى أهل الذمة ويحدب عليهم كما يرعى المسلمين ويحدب عليهم والإسلام لا يرضى أن يتمتع فريق من الناس بالأموال ويحرم الآخرون فالإسلام لا يرضى أن يترك بين دياره محتاجا إلا كفاه ولا فقيرا إلا أخذ بيده مسلما كان أو غير مسلم .
هذا ما جاء به الإسلام من خطف ومودة بأهل الضمة ورعايتهم وبرهم وما داموا لم يعتدوا على المسلمين ولم يظاهروا على عداوتهم ولم يقفوا في سبيل الدعوة أو يعطلوا سيرها .
التعليقات (0)