ردا على مقالي الموسوم بـ : رجال الدين "المسلمين و خطرهم على مستقبل الأمة الإسلامية ، خاطبني أحد الإخوة الأفاضل بعصبية قائلا :
كلامك مردود عليك هذه الأمة معصومة من الاجتماع على الباطل وليس لدينا رجال دين ولكن علماء دين وهم صنفان عالم في الجنة وعالم في النار ولم يعدم المسلمون طوال عصورهم من علماء دين صدعوا بالحق في وجوه الطغاة ودخلوا السجون وعذبوا وقتلوا أنت رجل مريض ومتطرف فكريا أرجو أن تتجه إلى الاعتدال قبل ان يطيش عقلك وتجد نفسك في مستشفى المجاذيب.
و كان جوابي كالتالي :
رويدك أخي المعتدل .. ؟ صرت تكرر على مسمعي تلك المقولات التي يتبناها رجال الدين الأفاقين ؟ من قبيل " الأمة معصومة من الإجتماع على الباطل " و ما أدراك ؟ الأمة الإسلامية من شرقها إلى غربها لا تحتكم إلى شرع الله المفصل في القرآن الكريم ؟ و الخالق الذي سنقف بين يديه يوم القيامة يقول : و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون / الفاسقون/ الظالمون ...؟ /
و العلماء الذين تدافع عنهم كلهم يعيشون تحت عباءة أنظمة علمانية لقيطة و مستبدة تستمد شرعيتها و وجودها من أمريكا و إسرائيل.. ؟ و يتقاضون مرتباتهم من وزارات الداخلية في هذه الدول و أظنك واحدا منهم دون شك ..؟؟
كما أن هؤلاء "العلماء " يستندون أساسا في كتاباتهم و خطبهم ... على ما يسمى بالفقه الإسلامي أو أحاديث للرسول صلى الله عليه
و سلم قد جمعت بعد وفاته بمائة عام ... و قد كان صلى الله عليه و سلم نهى صحابته رضوان الله عنهم في حياته ، عن كتابة أقواله خوفا على أمته أن تقع فيما وقع فيه اليهود و النصارى من قبل ،
و الذين قال فيهم رب العزة : إتخذوأحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله و المسيح بن مريم و ما أمروا إلا ليعبدوا إلاها واحدا لا إلاه إلا هو سبحانه و تعالى عما يشركون " و ها أنت صرت تعتبر الأمة معصومة من الخطأ وهذه العصمة لم يدعيها حتى الرسل عليهم السلام و كل منهم قد أقر بضلاله قبل نزول الوحي عليه : "و وجدك ضالا فهدى" " فنادى في الظلمات أن لا إلاه إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " يونس عليه السلام
أما فرعون فقد خاطب موسى عليه السلام قائلا:"
و فعلت فعلتك التي فعلت و أنت من الكافرين ....؟ قال فعلتها إذن و أنا من الضالين .. قتل واحد من آل فرعون تعصبا لواحد من بني إسرائيل ؟إلخ
يا أخي " المعصوم من الخطأ" هات لي آية واحدة من القرآن تبرهن بها عن عصمة "الأنبياء" من الخطأ ... و ليس "أمة الإسلام "
و أنا أتراجع عن " تطرفي الفكري " الذي وصفتني به جزاك الله خيرا.
دمت في رعاية الله و هداك و أصلح بالك . مع ألف شكر على انتقادك لي .
ملاحظة : كلف الرسول صلى الله عليه و سلم خمسة 5 كتاب من الصحابة بكتابة الوحي فور نزوله .
التعليقات (0)