تخيّل حياتكَ الثمينة والغالية عليك، والتي (لاتؤمن بسواها)، وتنفي (بالمُطلق) أن يكون الموت مجرّد (فاصل) بينها وبين حياةٍ أخرى .. تنتهي بتطايُر أشلاء جسدك، بعد إنفجار عنيف يهُز سوقا أثناء تواجدك بداخله ؟!.. فهل تعتبر موتك بتلك الطريقة، نهاية (عادلة) لحكايتك مع غريمك الذي قتلك دون ذنب ؟!..
إذا كنت ترى بأن رحيلك عن الدنيا دون القصاص لك أو منك، أو أن موتك يُرجع عدّاد أعمالك وأعمال غيرك من البشر ـ الخيّرة والشريرة التي يبقى الفصلُ فيها مُعلّقا ـ إلى الصفر، وكأن شيئا لم يكن أو لن يكون، فأنتَ لستَ كافرا بيوم الحساب، بل أنتَ مخبول !.. إذ كيف يُعقل أن لا تكون لهذه الحياة المنقوصة، والتي تكادُ تخلوا من الإنصاف، حياة أخرى أكمل منها تكمّلها ؟!.. حياةٌ يُفصَل فيها بين البشر المتنازعون في هذه الحياة منذ الأزل، وينتهكون حرمات بعضهم بعضا، ويأكلون حقوق بعضهم بعضا، ويقتل بعضهم بعضا ؟!.. حياةٌ يأخذ فيها كل ذي حقٍّ حقه، لأن العدالة تتجسّد فيها واقعا ملموسا لايغفل حتى ذرّة الخير أو الشر ؟!..
هم قليلون جدّا، مَن يخرجون من هذه الحياة الدنيا، وقد أخذوا حقوقهم فيها كاملة غير منقوصة، وأنتَ يا (قارئي العزيز)، بالتأكيد لن تحيد عن قاعدة الأغلبية تلك مهما كانت خلفيتك، وإيديولوجيتك، وجنسيتك، والقانون الذي تحتكم إليه، لأن العدل لاوجود له في هذه الحياة : (ولن تعدلوا) .
12 . 12 . 2011
التعليقات (0)