الوهم هو عكس الحقيقة ..
ولكي نفهم الوهم علينا ان نفهم الحقيقة ..
فما هي الحقيقة؟
قديما كانت الحقيقة هي ما تحلله ادمغتنا من اشارات تصلنا عن طريق الحواس.
ولكن، هل ما توصله حواس الانسان من امور، هي كل الحقيقة؟
رغم ان الموجات فوق الصوتية عبارة عن حقيقة، الا ان حواس الانسان لا تقوده اليها. بينما هناك حيوانات كالخفاش والكلب، تستطيع ان تشعر بهذه الموجات!
اذا الاعتماد على حواس الانسان في تقييم الحقيقة، غير كافي .. فحواس الانسان من بصر وسمع وشم وتذوق ولمس، ليست الا عمليات تطور حدثت عبر السنين اعتمادا على حاجة الانسان. بينما ظهرت حواس معينة لحيوانات اخرى تختلف عن تلك التي ظهرت للانسان، وحسب حاجاتها ايضا. فالخفاش على سبيل المثال لا يستطيع ان يرى الضوء المنبعث عن الاشياء في الليل فابتكر طريقة اخرى لذلك باعتماده على الامواج التي ترتد عن الاشياء.
فالامواج تحت الصوتية هي حقيقة رغم اننا لا نحس بها. ولكننا نستطيع ان نقيسها ونميزها من خلال اجهزة الكترونية مخصصة لذلك.
هناك امواج اخرى كالاشعة تحت الحمراء وجاما والفا وفوق البنفسجية وغيرها الكثير، نستطيع ان نستدل عليها بنفس الطريقة.
اذا ظهر لنا نوع ثان من الحقيقة .. هي حقيقة .. لان هناك تطبيقات وقياسات تؤكد وجودها ..
مما تقدم يتضح لنا ان تصنيف شيء على انه حقيقة لا يتم الا بالاستدلال عليه بطريقة معينة .. اما ما لا نستدل عليه باي طريقة، ومع ذلك موجود في ادمغتنا، ما هو الا وهم ..
ربما يتبادر الى الاذهان السؤال التالي: هل ما نستطيع قياسه الان من امور، هو كل الحقيقة الموجودة في الكون؟
الجواب: لا احد يستطيع ان يجزم بذلك، ولكن هذا لا يعني ان نفترض وجود حقائق وهمية، ونفترض بان العقل غير قادرا على ادراكها بطريقة ما. فما لا استطيع ان ادركه لا بحواسي الطبيعية ولا باي وسيلة طورها الانسان لحد الان، ليس الا وهم وسراب.
التعليقات (0)