بمنطق سياسي خارف ، وبلغة مستهجنة من قبل الشارع اليمني يواصل الرئيس صالح حشد مفردات الاستغراب والتمركز حول لغة التخوين والتجهيل تلك التي في نظره تجعل من الآخر معتوها لا يفهم شيئا ، وجاهلاً بأشياء تفرد هو بمعرفتها ، وما ذلك الا تخريفا يعاني منه كل الزعماء العرب وليس صالح وحده ..
إنها ابجديات الحب للكرسي الذي عاش وترعرع على اريكته لما يزيد عن32عاما وهو اليوم يدفع ضريبة كبيرة في عدم نزاهة يده ، وعدم احترامه لمشاعر اليمنيين الذي ظل يرقص على رؤوسهم غير عابئا بكرامة هذا الشعب وأصالته وقوة حظارته التي عمل على العبث بها ..
يتحدث الرجل عن نظافة اليد ، في وقت ان الجميع يصدح في ميادين اليمن وساحاتها بالتهمة الرئيسية التي لصقت بالرجل وهي عدم نظافة يده وعبثه بالمال العام ورعايته للفساد والمفسدين وتقريب الاشرار منه ليحكموننا وعمل بكل قواه الكامنة على قتل وتغييب للنزاهة والصدق طيلة فترة حكمـه ، وهنا يستحظرني قول الشاعر الراحل عبدالله البردوني الذي كنا نتمنى ان يكون الآن موجودا ليرى ببصيرته التي ترى حين قال :" وتقتات جوعي وتدعى النزيه ،، وهل أصــبح اللص يوماً ملك" ..
نعم يا سيدي ..منذ متى وانت النزيه في قاموس الحكم اليمني ، لم يعرف اليمنيون ضياع لقيمهم الا في عهدك ، ولن يرى احداً من قبل ومن بعد فساداً كهذا الذي نعيشه حتى اللحظات الأخيرة من احتضار حكمك على يد شباب آمنوا بقيمة الوطن فزادهم الله قوة وثباتا ..
انها استراتيجية السماء وقانون الله الذي يسري في أمته فما عليك الا ان تستجيب لاصوات الرحيل بدلا من ان تظل تنهش بلدنا بمخالبك الآثمة والغارقة في الظلم والقتل والتغييب ..
لم يشأ اليمنيون ان تظل جاثماً على ارواحهم ،فما من رجلٍ يشبهك الا وستطارده صيحاتهم ولن تجد مكانا يتسع لك في هذا الوطن الكبير سوى مكان تستحقه تنال من خلاله جزاءاً عادلاً جراء القتل والتنكيل وسفك الدماء ، ولليمنيين فقط الحق في الحياة وبناء بلدهم الذي سيعود لأهله بعد غياب 33 عاما من حكم العائلة الذاهبة الى الجحيم ..
هذا جزاء ظلمك فإن شئت سأركز على ثلاث قضايا من آلاف القضايا التي جعلت هذا الشعب العظيم ينتفض من كل حدب وصوب لاسقاط عرشك الذي لا يستحق البقاء ..
فالقضية الجنوبية يا سيدي هي قضية عادلة وجدت من اسلوب حكمك بطريقة المنتصر الذي يسلب كل شيء من مال وأرض وعرض للمهزوم في حرب ظالمة غيرت مجرى الوحدة اليمنية وبدلا مما كانت حلما ينشده كل اليمنييين صارت كابوساً اسودا بفعل يدك وعصابتك التي استحلت كل شيء في المحافظات الجنوبية من محافظات وطننا الواحد ، عملت انت ومن معك على اثارة واستفزاز مشاعر الاخوة هناك وطلبت من المؤيدين لجلالتك ان يبصقوا في وجه القوى الجنوبية حسب زعمك وهاهم المؤيدين والمعارضين يكادون يحولون اتجاه افواههم نحو القصر الرئاسي ومن فيه من عبدة الكرسي ومن يعمل على محاولة تثبيته خوفا من قوة و ارادة جيل لم يخشأ الا الله .. فمن حقنا أن نثور ، لأن وجودك سيدمِّر اليمن وسوف يشتت شمـل اليمن واليمنيين ، وكل ما يخاف منه اليمنيون اليوم هو أن تبقى ولو شهرا واحدا فما كل ما تقوم به الآن من بلطجة سياسيـــة وتهديدات بالتمزق والحرب الأهلية ، هذا كلـه سيزيد شعبنا العظيم صموداً خوفا على وطنه وأمتــه ..
لم يشعر اليمنيون بالوحـــدة الا في هذه اللحظات الروحانية من الحب والثورة ،لحظات من الايمان بوجود وطن وفرصة تاريخية لاقصاء الظالمين عن حكم اليمنيون الذين يأبون إلا أن يولون امورهم الى رجل يعي معنى الوطن والشعب والوطنية ..
وقضية أخرى من آلاف القضايا هي ما نشرته ويكليكس يوم أن قتلت شعبك ، ليس لجريمة حرب في صعــدة أو في المناطق الجنوبية من الوطن ، وليس تصفيتك للخصوم السياسيين والاخفاء القسري او التعذيب في السجون اوتشريد ابناء الجعاشن والعمل على ظلمهم وتكميم للأفواه ، وانما يوم ان أذنت لأوباش الغرب لقتل اخواننا وابناءنا ونساءنا في المعجــلة بمحافظة أبين جنوب اليمن ..يومها ياسيدي كنت تكذب على شعبك وما ثورتنا الا قامت لتقضي على اجرامك وتفريطك بالسيادة الوطنية والكذب على دماء وأشلاء اليمنيين ..وحدك من الزعماء من يصف شعبه بالإرهــاب والمرتزقة وتجار المخدرات والثعابين ..انه لكذب وإفتراء فحق لشعبي أن يثور ..
وثالثة القضايا هي عبثك بثروات البلاد والسماح للمرتزقة المنتفعين وما انت عنهم ببريء ، حين ظللت تكذب علينا لسنوات باستخراج الغاز وحين ولد هذا المولود الوطني ذبحته في مهده بل وذهبت بعيدا في بيع هذه الثروة بأبخس الاثمان حين بعت الغاز الطبيعي المسال على شركات قوقاز الكورية وتوتال الفرنسية وسويس الأمريكية بعقود زهيدة ألحقت باليمن خسائر قدرها اقتصاديو البلد بـ 60 مليار دولار على مدى 20 عاماً..
وانت تعلم يا صاحب الفخامة ان سعر الوحدة الحرارية اليوم ما بين 17 و18 دولاراً, فيما أنت تبيعه اليوم بـ 3 دولار، فكيف لك بعـد هذا ان تحكمنا ، نحن سنحتاج لغربلة الوطن من جديد وسيعمل الشرفاء على انهاء هذا العبث والظلم على مقدرات الشعب الوطنية ..
اذن ، ماعليك الا ان تكون حكيما كما يصفك المؤيدين او من الذين تبقى منهم وترحل في وقت تحتاج اليمن لرحيلك ، نحن نتألم لوجودك بيننا وعلى رأس الوظيفة الأولى في وطننا ، وهناك الشرفاء الذين باستطاعتهم ان يعملوا على انهاء هذه المأساة التي صنعتها ..وطننا سيبقى حرا ونحن ننتظر لقرار تنحيك حتى نهتف كلنا بعد الرحيل بمفردات وطنية بحتة ، بعـيدا عن الحكم العائلي وسياسة التخوين والتجهيل والتشريد والاقصاء التي تنتهجها ، ودمت ياوطني حراً أبياً ، وسيعلمون غدا من لم يسلكون مسلك الحرية والتغيير في ساحات الوطن ايُ منقلبٍ كانوا فيه منقلبون .
التعليقات (0)