ما اللذي يغري الشباب المسلم العربي وغير العربي للأنظمام الى القاعدة وتفرعاتها ؟ . ولماذا ينضم أليها مسلمون متحولون الى الأسلام من أوربا الغربية وأمريكا وغيرها من الدول الديموقراطية , مع أن هؤلاء قد تربوا في أسر ومجتمعات غير مسلمة ؟ .
تشجيع الفكر السلفي المتشدد من قبل بعض الأنظمة المحافظة , وتنظيم الغرب للمقاتلين العرب والمسلمين وأرسالهم لقتال السوفيت في القرن الماضي , وأختلاط النصوص المقدسة بكتب التاريخ والتراث , ومحاولة أستغلال الدين لتحقيق مكاسب دنيوية غير شرعية , وغيرها . كل ذلك من الأسباب الأكيدة اللتي تؤدي الى تطرف البعض وأرتمائهم في حضن القاعدة .
ألا أن من أكبر أسباب أنتشار الأرهاب والتطرف . هو التطرف المضاد من قبل حكومات الغرب والصهيونية وغلاة العلمانيين في بلادنا المسلمة . فلكل فعل رد فعل كما تقول قوانين الطبيعة .
لفتت تقارير استخباراتية أمريكية وغربية أنه رغم ضعف القاعدة بعد تصفية عدد من قياداتها، إلا أن هناك زيادة ملحوظة في عدد المجندين الجدد الذين ينضمون للتنظيم وحركة طالبان، من بينهم غربيون وأمريكيون.
وقالت أجهزة تجسس في أوروبا والولايات المتحدة، إن تدفق الكوادر الجديدة للتدريب في معسكرات إرهابية في باكستان وأفغانستان، في ارتفاع ولم يتأثر بالحملات الجوية المكثفة لاقتناص قيادات الحركتين، التي تنفذها أجهزة الاستخبارات الأمريكية بطائرات استطلاع دون طيار.
وأثار "أبو إبراهيم الأمريكي"، وظهر في شريط فيديو بثه تنظيم يدعي "طالبان الألمانية"، وهو شاب متمدن حليق الذقن لوح بعضلاته المفتولة ببندقية متوعداًً، حيرة الاستخبارات الأمريكية والألمانية، وتسعيان لتحديد هويته الأصلية وكيفية انضمامه للجماعات الإرهابية.
يتوهم الكثيرون بأننا كعرب ومسلمين غير منبهرين بالحضارة الغربية .
لا طبعا . كلنا يرغب بأن تتطور دولنا أقتصاديا وأجتماعيا وعلميا لنصل الى ما وصلت أليه الدول المتقدمة . وصفحات الجرائد والكتب والتلفزيونات ومواقع الأنترنت تمتلأ كل يوم بصراخنا بحثا عن الديموقراطية والحقوق المدنية , وتصم مطالبنا بالتعليم والصحة والحريات "أسوة بمجتمعات الغرب", آذان الحكومات والمنظمات الدولية كل يوم .
قبل عامين تقريبا، قام جون اسبوزيتو (John Esposito) المختص في الدراسات الإسلامية، وداليا مجاهد (Dalia Mogahed)، الباحثة في مركز غالوب للدراسات الإسلامية(Gallup) ، بنشر دراسة ميدانية مثيرة، حول مواقف وآراء المسلمين العاديين. بينت استقصاءاتهم أن الغالبية الساحقة من المسلمين تدين العنف والتطرف الديني، ومنبهرة بالغرب بما فيه من ديمقراطية واحترام لحقوق الإنسان. كما تعتقد الأغلبية بضرورة تمتع الرجال والنساء بحقوق متساوية. وخلفت تلك الدراسة أثرا كبيرا في الولايات المتحدة، وأصبحت داليا مجاهد مع بداية السنة الجارية، أول مسلمة متحجبة، تعين مستشارا للرئيس الأمريكي باراك أوباما في شؤون المسلمين .
يقول السيد جون اسبوزيتو ." بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ساد الافتراض بأن عموم المسلمين يكرهون الغرب بسبب الحرية التي نتمتع بها هنا. ولكن تبين لنا بعد البحث أن هذه الحريات هي بالضبط ما ينبهر به المسلمون. الذين ينتقدون الولايات المتحدة، ينتقدونها لأنها لا تلتزم بمبادئها الديموقراطية ".
مما يعني بأننا نحب الديموقراطية الغربية ونحب نظام الحريات السياسية والأجتماعية . ومبهورون بأساليب التعليم والبحث العلمي عندهم . ألا أننا لايمكن أن نتخلى عن قرآننا وحقوقنا ومقدساتنا ثمنا لنيل رضا هذا الغرب.
انتقدت الولايات المتحدة مصادقة المجلس الدولي لحقوق الإنسان على "تقرير غولدستون" ووصفت القرار بأنه "غير متوازن" وسيزيد من حدة "الانقسام". بل وهددت بأستخدام الفيتو أذا ما أقترحت عقوبات على مجرمي الحرب الصهاينة .
ومن جانبها، بررت فرنسا موقفها من تقرير غولدستون، وامتناعها عن التصويت في مجلس حقوق الإنسان في جنيف برفض إدخال تعديلات على توصيات التقرير وأسفت لرفض طلبها إرجاء التصويت ولرفض معدي التقرير إعادة النظر فيه .
وكان من الغريب "ولو اننا نعرف أنه الطبيعي" أن تصوت الولايات المتحدة ضد قرار جولدستون وان تهدد بالفيتو . ومن المهين لنا كعرب ومسلمين أن تتحفظ عليه دول مثل بريطانيا وفرنسا . اليس في هذا التصرف مباركة ضمنية للأرهاب الصهيوني . وتشجيعا لهذا الكيان اليهودي المتطرف على قتل الأبرياء , والأستمرار في أغتصاب حقوقهم . ألم تشجع هذه التصرفات الغربية وغيرها , حركات التطرف الصهيونية على أقتحام الأقصى ومحاولة تقويضه لأعلاء هيكل سليمان المزعوم مكانه كما رأينا في الأيام الأخيرة ؟.
لا تعطي هذه التصرفات الغربية أي مجال لأي مسلم بتفسير الأمر ,ألا على أنه تطرف غير مبرر ضد الأسلام والمسلمين , ووقوفا كاملا بدون أي مواربة مع التطرف الديني الصهيوني .
هذا ما تكلمت عنه داليا مجاهد وما تكلم عنه جون أسبوزيتو ." الذين ينتقدون الولايات المتحدة، ينتقدونها لأنها لا تلتزم بمبادئها الديموقراطية ".
هذا التطرف الصهيوني الغربي هو ما يولد التطرف الأسلامي .
يقول محللون في شؤون الإرهاب إنه رغم نجاح الضربات الجوية بطائرات استطلاع دون طيار التي تسددها الاستخبارات الأمريكية لتصفية قيادات حركة طالبان ، إلا أن لتلك الإستراتيجية محدوديتها نظراً لعدم تأثر معسكرات التدريب بها. وفي هذا الصدد قال أحدهم: "من الواضح أنهم لا يجدون صعوبة في تجنيد كوادر جديدة، وعلى المنظور البعيد، لن يواجهوا صعوبات في استبدال القيادات التي قتلت."
عندما تستنكر وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان اعتماد المجلس تقرير "غولدستون" مؤكدة أنه "يضر بجهود السلام في الشرق الأوسط ويشجع المنظمات الإرهابية في أنحاء العالم." فعليها أن تتذكر هي ومن يقف ورائها آثار جرائمها . طبعا سيزداد الأرهاب . وهل جزاء الأرهاب الا الأرهاب ؟ .
http://www.rnw.nl/ar/العربية/article/معهد-للدراسات-الإسلامية-في-هولندا
http://arabic.cnn.com/2009/world/10/21/flow.recruit/index.html
http://www.radiosawa.com/arabic_news.aspx?id=8031871
التعليقات (0)