أيها القارئ الكريم.... لو نصحك نجار أو ميكانيكي سيارات أو سائق تكتك بتناول ملعقة من دواء كذا كل يوم وقال لك هذا علاج مجرب للقلب سيجعل دقات قلبك مضبوطة مثل ساعة بج بن (إذا كان يعرف ساعة بج بن) وقرصين من دواء كذا المضاد للسكر وهذا الدواء سيجعلك قادرا علي ابتلاع 3 كيلو سكر لتملأ جسمك بالطاقة والقوة.... ثم وصف لك وصفة شاملة من الأدوية لتقاوم كل الميكروبات والفيروسات والديدان المتطفلة لتكتسب مناعة ضد الأمراض المعروفة.... هل تتناول الأدوية التي وصفها ؟ .... طبعا لن تستمع لنصيحته لأنك تعرف النتيجة.... النتيجة هي آخر مكان تستقر فيه علي وجه الأرض... إذا أنت عرفت أن الوحيد الذي يصف العلاج, هو الطبيب...برافو عليك....وأنت أيها الكاتب المحترم ... هل تتحمل نتيجة كلمتك إذا لم تكن علي علم كامل بما تقول؟ هل تتحمل أن تفتي فيما ليس لك به علم سواء كانت الفتوي في الطب فتقتل إنسانا بجهلك....أو في الزراعة فتفسد المحصول للمزارع الفقير؟ أو في إصلاح البوتاجاز فتسبب في حريق يأكل الحي بكامله؟ أو تفتي علي جهل في الدين فتضل مسلما وتمنع أحدا من دخول الإسلام لغرابة ما تفتي واستحالة تقبل العقل لقصصك وأساطيرك الوهمية؟.....إن الكلمة التي توجهها إلي الناس ولاسيما التي يكون لها تأثير علي البدن أو المال أو العقيدة لا بد أن تكون مضبوطة إلي أقصي حد ... إن حب الظهور قد جعل الذي لا يحسن قراءة آية من القرآن يتجرأ علي الله فيتعرض للتفسير والتشريع فيضل ويضل (بفتح الياء ورفعها) وجعل الميكانيكي يصلح اللاب توب وجعل النجار يصف الدواء وجعل الطبيب يتحسر علي علمه الذي انتهكه كل جاهل وجعل عالم الشريعة يفتي في السياسة ..........وجعلنا نحن أيضا نتكلم في كل شيء ونحن نجهل معظم الأشياء
التعليقات (0)