إن القلب يمتلئ بالحب للدنيا كلما زادت النعم كما يكون ذلك في أغلب الأحوال صارفا للمرء عن الذكر والخشية والرجاء بيد أن القلب يمتلئ بالإيمان كلما ابتلي المرء بما يذكره بالله مع الدعاء برفع البلاء, ولذلك فإن البلاء عند أهل الله نعمة توجب الشكر لما لها من تأثير في شدة الاقتراب من الله ولأنها تكسر النفس المتكبرة إذا استغنت (كلا إن الإنسان ليطغي أن رآه استغنى) ولأن الصبر علي هذه الحالة مع الرضا مجلبة لعفو الله ورحمته. لقد جبلت النفس البشرية علي حب البقاء والاستكثار من المال وزينات الدنيا ونعيمها والتفاخر والاستعلاء علي الناس والتفوق عليهم في كل مجال وهو ما يعتبر الوقود لعجلة الحياة إذ أن السباق والتدافع بين الناس هو الحافز علي الإنتاج والامتلاك بل وعلي التقدم وكشف أسرار الكون.
التعليقات (0)