العلم الذي يؤدي إلى الفتنة ويؤجج الصراع ليس علما شريفا ولكنه بالتأكيد علم شيطاني فاسد..إذا كان الشيطان يتقن وسوسته فلا بد للإنسان العاقل أن يتقن الدفاع عن نفسه وإلا سقط في حبائل الشيطان مثل حمار يسحبه رجل يحمل عليه أثقالا ويلهب ظهره ضربا بالعصا...هذه اللقطة التي نراها كل يوم هي نفسها اللقطة التي نراها في حال المسلمين!! وقد اشتعلت الحروب الطاحنة في العصورالمظلمة في أوروبا بين الطوائف الدينية المختلفة حتى أوصلتهم إلى رفض الأديان كلية وفصلوها عن السياسة ونحن المسلمين نمر بذات الحالة اليوم في عصر(التنوير)...ولكن هناك فرق أساسي بيننا وبينهم...وهذا الفرق يكمن في أن الدين الإسلامي دين حياة وتشريع لأنظمة اقتصادية واجتماعية وأخلاقية..إلخ...وليس دين توحيد فقط....وقد توصل الغرب حديثا (بعد رفض الأديان وشبه التخلي عنها) إلى أن في الإسلام نظاما اقتصاديا محكما يمكن تطبيقه والاستفادة من أفكاره وقواعده...كما أن فيه قواعدا تقضي على بعض المشاكل المستعصية والتي تضرب الغرب في الصميم وتقوض نظامه الاجتماعي مثل مشكلة تجارة الرقيق وغيرها...ولذلك فإن الإسلام دين قابل للانتشار كما أن كتابه لا يحرف ومحفوظ إلى يوم القيامة...
ولكن في حالة المسلمين هناك خلل واضح في التوفيق بين العلم الديني والحياة الاجتماعية والسياسية نتيجة الانفصال بين علماء الدين ووقائع الحياة ولاسيما السياسية منها...
ولا يمكن لمعظم رجال الدين أن يحققوا الموازنة بين المصالح العامة والدين لأن علمهم قاصر على تطبيق النصوص الدينية وتحكيمها دون النظر إلى المصالح العامة...إنهم لا يكترثون كيف تؤدي فتاواهم إلى إفساد الحياة وإشعال الفتن....وفتاواهم بالقتل سهلة كأنهم يفتون بجواز إبادة الصراصير!!
نحن في التحكيم العرفي بين المتخاصمين نرى أن تغليب السلام والوئام والدعوة إلى العفو خير من تطبيق العدالة في معظم الظروف...ولكن أكثر الناس لا يعلمون...القاضي والمفتي على خطرعظيم!!!!!!!!!
التعليقات (0)