المساءات البعيدة ،الرنين المدوي على أعشاب النهر،رفرفة الفراشات في نسيم الهواء العليل ،الشعاع الموشى بخفق الهمسات ،الحرارة الصاعدة من غور الأرصفة المائلة على أغصان الشجر الصامت ،النبل المحفور في ملامح الرجال ،الضحكة الغائرة مثل برتقال فصل الخريف ،الشمس اللامعة في شفاه الأطفال وهم يغنون على أراجيح الريح بطلاقة صامدة وعفوية راعفة،الفرح المحفوف برائحة الليمون الذي يغسل عيون الحسناوات ويدق في جفونهن عطر الغنج، والدلال الذي يحضن - بوداعة لذيذة -خفة القلوب العاشقة بلمسة سحر تكاد تذوب الأرواح في معاطف الحياة ،لون النهار وقد اتخذ شكل زرقة البحر وصفاء النهر تحت جسر سماء حانية حد نهاية العمر،والليل وقد غمس ريشته الشفيفة في وجدان الساهرين ،كي تنطلق الهمسات والمناجاة حريرية مثل رقرقة الماء الصافي على منحدر الفجر وسفوح الضوء ،العمر الغافي وراء صمت القبور والدمعة الساقطة على خد ورق التوت مثل ضوء القمر على صفحة الماء،الأم الوارفة الواقفة على خيوط الشمس ،الطفل المغموس في دفء المطر ،كم هو جميل أن تحس أن الحياة فيها كثير من ومضات ترقص في روحك وتجري مثل نهر دائم التدفق مستمر الانسياب....
عبد العزيز أمزيان
التعليقات (0)