وما أوتيتم من العلم إلا قليلا

كل إنسان بل كل كائن يري الكون من زاويته ويجهل ما حوله كأن العالم انحسر وضاق وانكمش حتي صار هو الشارع الذي يسكنه أو علي الأكثر الأماكن التي وطأتها قدمه ثم يتسع الكون أحيانا ليري في الفضائيات بعض اتساع الكون وفي الحقيقة أنه ما رأي شيئا يذكر...وهل تري النملة من هذا الكون الفسيح إلا بضع أمتار؟ وهل تري الكائنات في عمق المحيط إلا ما تتسع حياتها للسباحة فيه؟.وكذلك الإنسان علي إطلاق تلك الكلمة التي تعبر عن كائن بشري يري الكون كله محصور في بصره وفي سمعه فالكون عنده يبدأ من بين قدميه إلي أبعد نقطة يراها وكما نعلم جميعا أن هذه نظرة أعمي, لأن العالم أكبر من ذلك..... وإذا تذكر هذا الإنسان أن المدينة أو القرية التي يسكنها فيها من الأماكن ما لم تشاهده عيناه وربما كان في شارعه أناس ولدوا منذ ستين عاما, لم يرهم ولا مرة واحدة. لو تذكر الإنسان أنه حين يقرأ ما يقرأ الآن ربما يكون وراء الجدار من يصعد الدرج في بيته لغرض قد يكون خطرا, فهل له أن يتقيه؟ ما أضيق الأفق الذي نراه! وما أبعد كل منا عن إدراك ضعفه! ومن الغفلة أن يؤمن كل منا بعقله وسعة أفقه والحال كما ذكرنا وأولهم كتب هذا المقال, ولكن المطلوب من كل إنسان أن يفسح مكانا ومجالا لأخيه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }المجادلة11