مواضيع اليوم

وماذا عن العالقين في الداخل الليبي..

جمال الهنداوي

2011-03-06 12:10:13

0

جهود كبيرة..ونداءات استغاثة.. وسباق محموم مع الزمن هو ما تبذله المنظمات الانسانية والمجتمع الدولي في حشد الدعم اللوجستي لمساعدة آلاف اللاجئين المتجمعين في ظروف بالغة الصعوبة على الحدود بين ليبيا وتونس..جهود تجلى فيها معدن الشعب التونسي الاصيل في احتضانه ورعايته للعالقين على الحدود بالمأوى والغذاء والدواء رغم شح الامكانات وضيق ذات المتوفر من امدادات..

جهود كبيرة..واهتمام كبير..قد نجد ما يبررها في حجم الكارثة الانسانية المنتظرة من استمرار تدفق الاجانب الهاربين من جحيم المعارك التي ينثرها النظام الليبي على طرقات ومفاوز ورمال الارض والمدن الليبية..ويستنزلها مدرارا على رؤوس الشعب الصابر المجاهد..

ولكن نفس هذه الاحداث..ونفس هذا الموت ..ونفس هذه المبررات التي دفعت هؤلاء الناس الى الفرار..تدفعنا في نفس الوقت للتساؤل القلق عن مصير الاهالي المدنيين العالقين في الداخل تحت رحمة كتائب الجلاد..

بلا ادنى حياء يصف النظام شلالات الموت المصبوب نارا ورعدا واشلاء ممزقة بانه "عنف في الحدود الدنيا"..وبصلف اكبر لا يرى في اعمال القمع الوحشية التي حصدت ما يقارب الآلاف الستة من الارواح الا نوع من القوة الضرورية "ضد اشخاص انتهكوا القانون"..

طائرات ومدرعات وراجمات صواريخ هي الحد الادنى من العنف بالنسبة للعقيد ..ودبابات تسحق بسرفها اجساد الشعب المنتفض الثائر هي التصرف الطبيعي لنظامه العفن في مواجهة الاحتجاجات الشعبية..مما يبشر بحمامات دم تنذر بها القوادم من الايام اذا لم تتحمل المجموعة الدولية مسؤوليتها الاخلاقية في حماية الشعب الليبي المجاهد من الاندفاعات المنفلتة لنظامه المحتضر..

ممارسات وجرائم يندى لها جبين الانسانية هي ماتقترفه الطغمة الحاكمة في ليبيا تجاه ابناء شعبها كوسيلة خرقاء لدفع النهاية المحتومة للنظام بضع سويعات من الدم والدخان والحريق..نهاية لا مفر منها تمثل السقوط الذي يجب ان يدرك العقيد حتميته وتدركها معه جميع القوى المترددة في اتخاذ الموقف الذي تمليه عليها كلمة السماء وقوانين واعراف المجتمع الانساني الكبير..

ان الانتفاضة الشعبية الباسلة للشعب الليبي البطل تمثل استفتاءً جماهيريا وعلنيا على نزع الشرعية عن حكم العقيد واسرته ..كما ان المحاولات الحثيثة من قبل القذافي وابنائه تجاه الدفع بالبلاد الى اتون الحرب الاهلية والاعلان الصريح بعدم ترك السلطة الا بعد ان يتم حرق ليبيا باخضرها ويابسها..وارتهانه المدن الآمنة وتسليط شذاذ الآفاق من مرتزقته الاوباش على سكانها المدنيين العزل لا يمكن ان تعد الا نوع من اعلان الحرب المفتوحة على الشعب..

إن حماية الشعب الليبي الشريف وتأمين ممتلكاته وثرواته الوطنية من جلاوزة ملك الملوك وهذياناته وممارساته المناهضة للانسانية أصبحت من ضمن واجبات ومسؤولية المجتمع الدولي وبالاخص المنظومة العربية التي سيكون تدخلها حاسما في اسقاط محاولات القذافي في تكرار السيناريوهات الكارثية التي استشهد بها في خطاباته المرتبكة..ولعرقلة محاولاته المخزية في استعداء الغرب على شعبه واستدراره التدخلات الاجنبية كوسيلة لخلط الاوراق والظهور بمظهر امير المؤمنين المتصدي للغزو الصليبي لدار الجهاد والاسلام..

ان القائد الاممي الكبير قد تخلى طوعا وبقصدية كاملة عن شرعيته الهشة من خلال استخدامها كوسيلة لاستهداف ابناء الشعب الليبي في ارواحهم وممتلكاتهم ومقدراتهم الوطنية..واسقط مبرر تمتعه بالسيادة الزائفة عن طريق سلب مواطنيه حقهم الانساني الاصيل في الحرية والتعبير وممارسة الحقوق السياسية ..وانفصل تماما عن المجتمع من خلال الاحتكام الى السلاح في عملية ابادة وحشية بشعة مما يمثل خللا واضحا في قيادته للبلاد تحتم على المجتمع الدولي ان يحجر عليه سياسيا ويتحمل مسؤوليته في توفير الحماية الكاملة لافراد الشعب الليبي من تفلتات النظام الذهانية المرتعشة..وذلك عن طريق الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي وتسليمه مقاعد النظام الليبي في جميع المنظمات العربية والدولية والتعامل معه كممثل شرعي ووحيد للشعب الليبي وتوفير الدعم المادي والمعنوي الكامل له..والوعي التام ان الفشل في هذه المهمة التاريخية قد يضع سمعة ومصداقية العرب والمجتمع الدولي برمته على محك السقوط التاريخي الكبير..        




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !