كميات من الأسلحة والأعتدة التي تمتلكها أميركا اليوم في أفغانستان، فإلى أين يمكن أن تشحن مثل هذه الكميات؟!
وإذا حاولت أميركا في الوقت الحالي، لمجرد التفكير، إلى إعادة هذه الكميات الضخمة من الأعتدة إلى أميركا، فهذا بلا شك، سيكلف مبالغ كبيرة جداً، ومن الأفضل هو الإبقاء عليها، في تلك البلاد التي لم تخلُ، هي الأخرى، من الدمار والخراب!
وما يجري على الأرض السورية، اليوم، نجد بأن هناك تجبّر روسي غير عادي، وتهرّب أمريكي، مما يشاهد على الأرض، وهذا التهرّب زاد من طينة جر اللّحاف كل إلى رغباته، وأهوائه، ومكاسبه، ومنها العقود التي تبرم، وراء الكواليس، وبمليارات الدولارات!!.
وماذا يمكن أن نقول عن محاربة التكفيريين الذين أوغلوا في البلاد طولاً وعرضاً؟ وهاهي سوريا، اليوم، بمدنها، وقراها، وأحيائها، وشوارعها، وحواريها تعيش مرارة المأساة وقسوتها!.
والملاحظ، أن تدمير التكفيريين، هذا يعني تدمير سوريا، وتفريغها من أهلها، وتوزيعها على مخيمات وملاجئ، وعَرَاء وحشي!
بعد كل هذه الصور، وآلة الدمار، والحرب الكونية التي أكلت الأخضر واليابس، ماذا عسانا أن نقول، ومن هو المستفيد من كل ما يحدث؟
حاولنا أن نجيب على هذا السؤال الكبير، وأن نصل إلى إجابة نقنع بها، أقلّها، شعبنا الطيّب الذي لازال قسم كبير منه يعيش على الأرض السورية، متحدياً البراميل المتفجرة، وصواريخ سكود، وطائرات الميغ، ومدافع الهاون، وأهداف الدبابات، والبرد الشديد، وغلاء الأسعار، وضيق ذات اليد، وكل من له علاقة بالسلاح الذي دمّر كل شيء، وحوّل الأبنية السكنية، والمصانع، والمدارس، والمساجد، والكنائس، والأسواق، والدوائر الحكومية، ومتعلّقات الإنسان، إلى كتل من الرماد، بعد أن كانت تضج بالحياة!.
ولماذا تحوّلت هذه البلاد، عمّا سواها، إلى ما هو عليه اليوم؟ وكيف يمكن تجاوز كل هذه الصور المؤسية التي زرعت في عقولنا، وفي قلوبنا، البغض، والحقد، وهواجس، لم نكن نعرفها من ذي قبل؟
لا نريد أن ندخل في قضايا، هي أكبر مما نقول، أو نفكر، أو يتهيأ لنا!
فالمواطن السوري، وعلى مرّ السنوات الماضية، لم يفكر يوماً إلاّ في مأكله، ومشربه، وملبسه، والأمان الذي ينشد، ولم يفكر بمنصب، أو جاه، أو كرسي هزّاز صنع في ايطاليا!
الأمل، وان كان فيه بصيص أمل، في مؤتمر جنيف، والذي بات ينتظره معنا الكثيرون، للوقوف على حل قد يخفّف عن وطأة الناس، الدمار، والبراميل المتفجرة، والقتل العشوائي، والفقر، والجوع الذي يعاني منه الشعب السوري البطل!
الشعب البسيط، الذي تحمّل، وعلى مضض، الكثير، وما يرجوه العيش ببساطة، وبعودة الكهرباء، والمياه الشحيحة، وخطوط الاتصالات، والحياة الرغيدة، والأمان إلى قلوب الناس، ناهيك بإقلاع المصانع، وعودة الفلاح، الذي هجرَ أرضه، إلى حراثتها وزراعتها، بعد أن تحوّلت إلى أرض بور..!!
الهموم كثيرة، والأحلام أكبر، وكل ما نطمح إليه العيش بسلام، كرمى لعيون الأطفال، والنساء، والشيوخ، وحقن الآلام، التي ازدادت اتساعاً وفجوة.. فهل تضيق يوماً!
فهل يتحقق بصيص الأمل؟
لما لا، فالأمل بالله كبير، وسبحان الذي يغير الأحوال من حال إلى حال.
نعم ، هذه سوريا.
سوريا الأم، والحياة، والبنفسج، والجبل، وأرض الحضارات، وورقة الزيتون، والأهل، والطيب، والخضرة والماء والوجه الحسن.
سورية الأصالة، والتراث، والفن والتاريخ.
سورية الإباء، والمجد، والعلا.
سورية المحبة، والوفاء.. وأملنا هو بإعادة الحياة إلى أهلها الذين يستحقون الحياة، والعيش بكرامة، وهم أهل لها.
التعليقات (0)