مواضيع اليوم

وماتت نخوتنا

نصر عامر

2009-08-10 23:41:39

0

وماتت نخوتنا
بقلم
نصر عامر

كثيرا ما أصاب بالصداع فى حياتى اليومية ويحدث ذلك معى غالبا لأنى لا أتناول وجبة الإفطار إلا بعد مرور منتصف اليوم ولكنى أصبت فى الفترة الأخيرة بالصداع الذى أرق على حياتى وكان السبب فى هذه المرة وسائل الإعلا م التى ما إن وجدت موضوعا يشغل الرأى العام حتى تنتهزه فرصة سانحه لكثرة الحديث عنه عبرساعات طويلة من بثها اليومى الممتد على مدار الاربع والعشرين ساعة
فى الفترة الأخيرة برزت فى الأفق حادثة مقتل الفنانة اللبنانية سوزان تميم وكانت تلك الحادثة مادة إعلامية خصبة للفضائيات والجرائد للحديث عنها وظللت أتابع القضية من بدايتها وتعرفت لأول مرة على اسم هذه الفنانة
وظهرت فى الافق ايضا علاقة هشام طلعت مصطفى رجل الاعمال المصرى بالموضوع والضابط محسن السكرى والعلاقة الوطيدة بين المال والسلطة
ظللت أتابع عن كثب تطورات هذا الملف الهام حتى أصبت بالصداع حقيقة فقررت أن أتجاهل الأخبار الواردة عن الموضوع تماما
ومنذ ايام وأنا أتابع برنامج الحقيقة على فضائية دريم 2 المصرية
شد إنتباهى حديث وائل الإبراشى الصحفى الشهير مع عادل معتوق زوج القتيلة
ووجدت نفسى أتابع بشغف هذا الحوار الهام فى أول أجزائه و كنت أتوقع أنى سأصاب بالصداع ثانية ولكن هذا لم يحدث فقد أصبت هذه المرة بالدهشة الشديدة
فنحن نشأنا وتربينا فى بيئة عربية خالصة يوصف الرجل فيها بسى السيد الذى يفرض هيمنته وسلطانه على البيت من الداخل والخارج ولايحرك أحد ساكنا إلا بعد إذنه ولعل صورة محمود مرسى وهو يقوم بدور سى السيد فى مسلسل نجيب محفوظ بين القصرين مازالت عالقة بأذهان الرجل العربى ويراها مثالا وقدوة يجب السير خلفها
والرجل الذى يغار على أهله وبناته فى ريفنا المصرى يوصف بالتعبير الشعبى المصرى البسيط بأن (دمه حامى) هذا الحمية والغيرة على الاهل ورثناها عن أجدادنا ولعل لها فى شرعنا أصل فقد ورد ذم الديوث فى الاحاديث وأنه لن يدخل الجنة
وكانت العرب تقول : تموت الحُـرّة ولا تأكل بثدييها
وقال هند بنت عتبة – رضي الله عنها – وقد جاءت تُبايع النبي صلى الله عليه على آله وسلم ، فكان أن أخذ عليها في البيعة ( وألاّ تزنين ) قالت : أوَ تزني الحُـــرّة ؟؟؟
وعن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه على آله وسلم قال : ثلاثةٌ قد حَرّمَ اللهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - عليهم الجنةَ : مُدْمِنُ الخمر ، والعاقّ ، والدّيّوثُ الذي يُقِرُّ في أَهْلِهِ الخُبْثَ . رواه أحمد والنسائي .
ففي الصحيحين من حديث الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ : قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ : لَوْ رَأَيْتُ رَجُلاً مَعَ امْرَأَتِي لَضَرَبْتُهُ بِالسّيْفِ غَيْرُ مُصْفِحٍ عَنْهُ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه على آله وسلم فَقَالَ : أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ ؟ فَوَ الله لأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ ، وَالله أَغْيَرُ مِنّي ، مِنْ أَجْلِ غَيْرَةِ الله حَرّمَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ، وَلاَ شَخْصَ أَغْيَرُ مِنَ الله ، وَلاَ شَخْصَ أَحَبّ إِلَيْهِ الْعُذْرُ مِنَ الله ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ بَعَثُ الله الْمُرْسَلِينَ مُبَشّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَلاَ شَخْصَ أَحَبّ إِلَيْهِ الْمِدْحَةُ مِنَ الله ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ وَعَدَ الله الْجَنّةَ .
وهذه أسماءُ بنت أبي بكر تقول : تَزَوّجَني الزّبَير وما له في الأرضِ مِنْ مالٍ ولا مَمْلوكٍ ولا شيءٍ غيرِ ناضحٍ وغير فَرَسِهِ ، فكنتُ أعلِفُ فرسَهُ وأستقي الماءَ وأخرِزُ غَربَهُ وأعجِن ، ولم أكن أُحسِنُ أخبزُ ، وكان يَخبزُ جاراتٌ لي من الأنصار ، وكن نِسوَةَ صِدق ، وكنتُ أنقل النّوَى من أرض الزّبير التي أقطَعَهُ رسولُ صلى الله عليه وسلم على رأسي ، وهي مِنِّي على ثُلثَي فَرسَخ ، فجِئتُ يوماً والنّوَى على رأسي ، فلقيتُ رسولَ صلى الله عليه وسلم ومعهُ نَفَرٌ من الأنصار ، فدَعاني ثم قال : إخْ إخ ، ليحمِلَني خَلفَه ، فاستحيَيتُ أن أسيرَ معَ الرّجال ، وذكرتُ الزّبيرَ وغَيرَتَه ، وكان أغيَرَ الناس ، فَعَرَفَ رسولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم أني قد استحييتُ فمضى ، فجئتُ الزّبيرَ فقلتُ : لَقيَني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وعلى رأسي النّوَى ، ومعهُ نفرٌ من أصحابه ، فأناخَ لأركبَ ، فاستَحييتُ منه ، وعرَفتُ غَيرتَك ، فقال : والله لَحملُكِ النّوى كان أشدّ عليّ من ركوبِك معَه . قالت : حتى أرسلَ إليّ أبو بكرٍ بعدَ ذلك بخادمٍ تَكفيني سِياسةَ الفَرَس ، فكأنما أعتَقَني . متفق عليه .

وفي صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري أنه قال : كان فتى منـّا حديثُ عهد بعُرس قال : فخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخندق ، فكان ذلك الفتى يستأذنُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بأنصاف النهار فيرجعُ إلى أهله ، فاستأذنه يوماً ، فقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : خذ عليك سلاحك ، فإني أخشى عليك قريظة . فأخذ الرجلُ سلاحَه ، ثم رجع ، فإذا امرأتُهُ بين البابين قائمةً ، فأهوى إليها الرُّمحَ ليطعنها به ، وأصابته غَيْرَةٌ ، فقالت له : اكفف عليك رُمْحَكَ ، وادخل البيتَ حتى تنظـرَ ما الذي أخرجني ، فدخل فإذا بِحَيّةٍ عظيمةٍ منطويةٍ على الفراش فأهوى إليها بالرمح فانتظمَها به ، ثم خرج فركـزَه فـي الدار ، فاضطربَتْ عليه ، فما يُدرى أيهما كان أسرعَ موتاً . الحيّةَ أم الفتى ؟
ويروى أن أعرابياً رأى امرأته تنظر إلى الرجال فطلّقها ، فعُوتِب في ذلك ، فقال :
وأتركُ حُبَّها من غـيرِ بغضٍ وذاك لكثرةِ الشركـاءِ فيـه
إذا وقع الذباب على طعـامٍ رفعـت يدي ونفسي تشتهيـه
وتجتنبُ الأسودُ ورودَ مـاءِ إذا كنَّ الكلاب وَلَـغْـنَ فيه
إذا فالغيرة على الأهل من ديننا وما جعل هذه المعانى تتبادر إلى ذهنى هو قول عادل معتوق فى الحوار أن والد سوزان تميم كان يقيم لابنته حفلات خاصة مع رجال الأعمال ليتكسب من ورائها
قول نزل على مسامعى كالصاعقة أب يتاجر بابنته يأكل من جنى ثدييها
هل يصدق عقل هذا أين غيرة الأب على ابنته
ثم كانت المفاجأة الأخرى فى رد المذيع بقوله مشيرا الى عادل معتوق وأنت أيضا متهم بأنك كنت تقيم لزوجتك حفلات خاصة تتكسب من ورائها
أب وزوج يتاجران فى عرضهما ويتكسبان من ورائه ما الذى أوصلنا الى هذه الحالة من التردى
ثم هل هؤلاء عرب هل نشأوا فى بيئتنا العربية هل تعلموا شيئا من ديننا
لقد ماتت نخوتهم وبليت

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !