مواضيع اليوم

وليد البراهيم .. هل وصلت الرسالة؟

سلطان القحطاني

2009-03-27 01:22:08

0

 "العربية" تضرب ضربتها في بداية العام وتصطاد أوباما
 

 

 

 

 

في كل مرة تسري شائعة بأن نجمها بدأ بالأفول تثبت قناة "العربية" العكس.

وبينما نامت هذه القناة، التي تعتبر صوتاً مهنيا في منطقة حافلة بالضجيج، ملء جفونها ليلة البارحة فقد تركت خلفها عشرات العشرات من المحطات التلفزيونية العالمية تختصم بعد أن فشلوا في الحصول على ما حصلت عليه، وهو أول مقابلة مع الرئيس الأميركي باراك أوباما بعد خمسة أيام من توليه منصبه رسمياً.

والحدث فعلاً يستحق الاحتفال وإضاءة الشموع، فهذه المقابلة التلفزيونية الأولى للرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما منذ توليه منصبه فضلاً عن أنها تمثل رسالة شخصية من أوباما إلى أكثر من مليار مسلم حول العالم، أختار العربية لحملها كي تكون "الروح القُدس" الذي سينقل هذه الرسالة بأمانة وصدق.

يقول الشيخ وليد الإبراهيم، رئيس مجموعة (m.b.c) في حديث له مع "إيلاف" عبر الهاتف من لندن :" نحن نفتخر أنه أختار العربية دون سواها فهذا دلالة مصداقيتها .. أتمنى أن تكون الرسالة قد وصلت .. فقد أختار أوباما العربية لتنقل الرسالة إلى مليار مسلم الأمر الذي يرسخ فعلياً مهنيتها وحياديتها وخصوصاً وأن المنطقة ستكون من أولويات الإدارة الجديدة".

وفي وقت تواجه فيه القناة التي تعيش في عمرها السابع حملة هوجاء تستهدف التشكيك في مصداقيتها يقول الإبراهيم بكل ثقة :" دعني أقل لك .. ليس من الضروري أن تكون معجباً بالعربية لكن الأهم هو أن تكون مصدر أخبارك .. ليس وظيفتنا أن نبث الأخبار السعيدة بل أن نبث الأخبار ذات المصداقية بطريقة مهنية ومحايدة".

وأبدى ملاحظة عابرة مثل ضربة خطافية بأن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عندما شتم القناة محولاً أسمها من "العربية" إلى "العبرية"، في إشارة إلى أنها إسرائيلية الهوى حسب زعمه، أوضح بما لا يدع الشك بأنه "يتابعها بشكل جيد".

و ما لم يقله الإبراهيم هو أن أفراد حزب الله اختاروا محطته وحدها دون سواها لينفوا إطلاقهم أي صواريخ من جنوب لبنان على إسرائيل خلال اجتياحها الأخير لقطاع غزة الأمر الذي يرسخ فعلياً الحد الذي وصل إليه تأثير هذه الوسيلة الإعلامية على الساحة السياسية في منطقة تتنفس السياسة وتنام وتصحو عليها.

هذه اللحظة يبدو وكأن التاريخ يقهقه؛ لا لشيء بل لأن عشرات المحطات التلفزيونية، ومنها محطات تعتبر من الأسماك الضخمة في بحر الإعلام الدولي مثل ((fox و ((cbs و(cnn) قدمت احتجاجات إلى الإدارة الأميركية بسبب أن العربية خطفت قرص المقابلة من فمها الأمر الذي يعني أن الإعلام العربي انتقل من مقاعد المشاهدين إلى خشبة المسرح.

ويحق لهذا الشيخ الشاب الذي يعيش في عامه السابع بعد الأربعين، وهو لا يزال محتفظاً بنظارة لم يهزمها العمر بعد، أن يجلس القرفصاء مبدياً سعادته عقب أن أصبح أسم "العربية" على كل لسان بدءاً من المشاة في شارع فليت ستريت، حيث لا زال الصحافيون يتذكرون ماض كان لهم، مروراً بمناقشات المفكرين على جادة الشانز، وليس انتهاء بمباني مانهاتن العريقة.

وقد أحدثت المقابلة مع أوباما ردود فعل عالمية واسعة وتناولتها مختلف وسائل الإعلام، مثل محطة فوكس نيوز التي أبرزت خبر المقابلة على موقعها على الانترنت، وأورده حتى الساعة الثانية والنصف بتوقيت السعودية، 371 موقعا بالإسبانية والبرتغالية والايطالية، وكذلك وكالة "انسا" الإيطالية، ووكالة الصحافة الفرنسية بلغتها البرتغالية التي عنونت الخبر بـ"أوباما للمسلمين: لسنا أعداءكم".

كما أبرزه موقع "تبرا" – الأرض – وهو الأشهر في البرازيل، كذلك صحيفة "أو استادو دي سان باولو" الأوسع انتشارا في هذا البلد والتي توزع مليون و800 ألف نسخة، وعنونت لخبرها عن المقابلة بـ"أوباما يختار قناة العربية لأول مقابلة له".

وتناولته أيضا "بي بي سي البرازيل" وصحيفة اكسبريسو الأوسع انتشارا في البرتغال، ولا خورتادا "المسيرة" الأوسع انتشارا في المكسيك ويملكها كارلوس سليم الحلو ثاني أثرياء العالم، وأبرزت المقابلة شبكة "بيلد" الإخبارية الشهيرة على صدر صحفتها الأولى، وصحيفة "لاناسيون" الأرجنتينية، و"لافوس دي غاليتيا" الأسبانية، وأوروبا برس بالأسبانية.

ونشرت المقابلة مع أوباما جميع صحف الولايات المتحدة الناطقة بالإسبانية، وموقع "ميلينيو" المكسيكي، و"أوينفيزيون" وهي أهم شبكة مكسيكية تملك محطات تلفزة وصحفا ومواقع.

وحين سألته عن إن كان قرب المحطة من الغرب يؤثر على حياديتها في تناول الأخبار، قال الشيخ وليد لي بكل وضوح :" لن نكون قريبين إلا بحدود ما تسمح لنا به المهنية .. نحن لسنا مع أو ضد بل نحن نقف في المنتصف، وكما ظهر على شاشتنا الرئيس السابق جورج بوش في مقابلة خاصة، ظهر أيضاً الرئيس الإيراني نجاد كذلك .. هذا فقط واحد من أمثلة كثيرة على الحيادية التي ننتهجها في أسلوب عملنا".

وعما إذا كانت هذه الضربة التي حققتها العربية ستسيل لعاب قناص الفرص محرضة إياه على الدخول إلى العالم الإخباري عبر إطلاق قناة تلفزيونية تبث باللغة الإنجليزية قال :" من المهم أن يكون هنالك جهة عربية إعلامية تكون مصدراً للغرب عن أخبار المنطقة، وحسب ما علمنا من الأبحاث التي أجريناها وأجرتها مؤسسات مستقلة أن طبقة النخبة من السياسيين والمفكرين الغربيين يعتمدون على المعلومات التي تبثها العربية لذلك ليس من الضرورة أن نبث باللغة الإنجليزية طالما أننا أصبحنا بشكل فعلياً مصدراً يعتمد عليه".

ويضيف قائلاً في حديثه مع "إيلاف" حول جماهيرية إحدى قنوات إمبراطوريته الفضائية :" هذا الرصيد من الجمهور الغربي الذي حققناه بفضل ما نمتلكه من مصداقية ومهنية ينضاف إلى الرصيد الفعلي الذي في حوزتنا من الشعوب العربية وحكامها .. إن رسالة أوباما الأخيرة ليست موجهة للشعوب فقط بل إلى الحكام أيضاً".

ويعتبر الشيخ وليد الإبراهيم واحداً من رواد الإعلام العربي الفضائي ومن أقدم العاملين في المجال التلفزيوني، إذ أسس شركة "آرا" للإنتاج التلفزيوني مطلع الثمانينات فضلاً عن أنه أول من بدأ عهد الإعلام التلفزيوني الفضائي من خلال إطلاقه محطة مركز تلفزيون الشرق الأوسط mbc في 18 سبتمبر 1991 برأسمال قدّر بـ 300 مليون دولار وميزانية تفوق الـ60 مليون دولار.

وتملك المجموعة الآن أكثر من ست قنوات تلفزيونية يشاهدها أكثر من 230 مليون مشاهد حول العالم.

ومع كل هذه النجاحات الكبيرة التي حققها طوال مسيرته الإعلامية، التي ربما تخللتها بعض النكسات الصغيرة، لا يزال يسمع نقاشاً عقيماً ملخصه إن قناة "العربية" التي يملكها تساوي بين الجاني والضحية حين تصف قتلى الاعتداءات الإسرائيلية بأنهم "قتلى" بدلاً من أن تسميهم "شهداء" مثلما تفعل منافستها قناة الجزيرة مع عدد من المحطات الحكومية الأخرى.

عن هذه النقطة يقول :" لا نضمن لأحد الشهادة فهذا منافٍ للمهنية الإعلامية .. دعني أقل لك، هل تصف قناة "الجزيرة" القتلى المسلمين الذين تقتلهم القوات الأميركية في أفغانستان بأنهم شهداء؟ .. إنها لا تفعل ذلك. نحن لا نحب المزايدات .. نحن نترفع عنها لأن العربية أثبتت مكانتها ومصداقيتها للعالم ككل".

ويزيد في قوله مشخصاً الحالة العربية الراهنة بأسى :" الناس لم يتكلموا عن قصة "شهيد" أو "قتيل" خلال المعارك بين فتح وحماس أو بين حزب الله والسنة في لبنان .. يعني ماذا سنقول غداً عن قتلى فتح الذين قضوا على يد أفراد حماس؟ أو العكس؟ .. هل نقول أنهم شهداء .. أو حينما يُقتل أحد من أفراد حزب الله على يد ناشطين من السنة .. هل سنقول أنهم شهداء؟ .. في هذه الحالة من سيكون الشهيد والقتيل؟".

ومعروف أنه من ناحية دينية بحتة فإن جمهور أهل العلم لا يطلقون وصف "الشهيد" على أي شخص مهما كان ومهما فعل لأن ذلك حق إلهي فقط، بل أن رجل دين سعودي معروف وذو مصداقية، وهو الشيخ محمد بن عثيمين، يذهب مع هذا الرأي بأنه لا جواز لإطلاق صفة الشهيد على أي قتيل. (كما أن النبي محمد (ص) في ختام إحدى المعارك قال لأعدائه " قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار" ولم يقل شهداء).

في سدرة المنتهى من الحوار هنئت الشيخ وليد على الأصداء العالمية للنجاح الذي حققته قناته التلفزيونية رغم أنها لا تزال شابة، فقال لي بكل ثقة :" الحمد لله على هذا النجاح فحتى رؤساء الدول وأصحاب القرار يختارون العربية لإيصال رسائلهم. أود أن أؤكد أننا لا نبحث عن الشعبية أبداً .. نحن نبحث عن المصداقية فقط".

 


 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !