ولى زمن العبودية فنحن الآن أحرار

يقلم / صادق الشيحاني

كثرت الإنتخابات في العراق
وكثر الدعاة والمروجين لها
بين نفعي وبين مخلص
والمواطن أشبه بسفينة وسط أمواج بحر متلاطمة تذهب به هنا وهناك فلايسعه إلا أن يستجيب ويتناغم مع تلك الأمواج ويسير بنفس إتجاهها حتى وإن تغيرت البوصلة قليلا فأهم شيء عنده أن يصل إلى بر الأمان
وهذا لايعني أنه إلعوبة بيد هؤلاء
بالعكس فهذا دليل على وعيه الكبير لإنجاح العملية السياسية وإرساء قواعد الديموقراطية وإن كانت تشوبها الكثير من الشوائب
ربما يصيبه الإحباط في كثير من المواقف والقضايا
وربما يشعر بالخذلان من قبل الذين منحهم صوته فوصلوا به لتحقيق غاياتهم ومصالحهم ناسين ورائهم الملايين من المحرومين من الناخبين الذين بفضلهم إستحقوا المقعد البرلماني
وربما
وربما
وربما الكثير من مشاعر الحزن والأسى التي يشعر بها المواطن العراقي خلال المراحل المنقضية والمراحل المقبلة لكن كل هذا يهون إن نظر بعين ثاقبة
فالنواب والحكومات ستنتهي ذات يوم وستكشف جميع الأوراق على الطاولة ويطلع عليها القاصي والداني
وسيوصم هؤلاء بوصمة عار لاتفارق حتى أحفادهم
ففي ذات يوم سيشار لفلان على أن أباه أو جده كان وزيرا سارقا لقوت شعبنا
أو نائبا باع قضيتة مقابل مصلحة ما
سواء كانت مادية بحفنة من الدولارات
أو كتوافق سياسي ليس من أجل خدمة الوطن والمواطن بل لخدمته وخدمة حزبه
وهكذا مصير كل إنسان ينظر إلى جيبه ومصلحته الشخصيه والحزبية
ويبقى المواطن الشريف هو من يذكره التاريخ بجهاده ونضاله وتحدياته لكل المخاطر الصعبة في سبيل إنجاح المشروع الجديد
وسيبقى الشعب يحلم بظهور رجل شريف يكون حريص على خدمتهم ومستميت عن الدفاع عنهم وفاعل بالوصول بهم والبلد في مطاف الدول المحترمة
وبالرغم من أن هذا حلم كبير بالنسبة للشعب العراقي وفق الظروف الآنية
إلا أنه ليس مستحيلا على بلد مثل العراق
أنجب الكثير من الشرفاء وسيأتي يوم لهؤلاء وكل الفرص تكون مهيأة ومعبأة لهم ليقودوا المسيرة الحقيقية ليرضوا جماهيرهم من أبناء شعبنا
أما النفعيين فلا محال قد ظهر وطفا الكثير منهم على سطح دجلهم وكذبهم
فلم يعد أحدا مؤمنا بهم سوى أتباع العواطف من الجهلة والحمقى أو من له مصلحة مع وجود هؤلاء .وستنكشف أوراق الآخرين
وختاما أقول
خسرنا ونخسر الكثير لكن هذا لايهم
لأننا ربحنا أهم شي في العالم ألا وهو حق التصويت
وهذه من أعظم الهبات التي يمنحها الله للإنسان فمن خلال إستخدام صوته والتصويت به لأي شخص مقتنعا بنزاهته .
يكون أثبت للعالم أجمع أنه حرا بيده قلب جميع المعادلات
ولا شيء بحسب رآي العقلاء أغلى وأفضل من حرية الإنسان