مواضيع اليوم

ولنا في الحج ذكريات (2)

محمد المبارك

2013-10-13 19:10:21

1

ولنا في الحج ذكريات (2)
كنت قد كتبت في وقت سابق من العام الماضي المشاركة الأولى بهذا العنوان وها أنذا أعود لأشارك للمرة الثانية بالعنوان نفسه ، وكانت المشاركة الاولى قد تضمنت ذكرياتنا في حج عام 1419هـ ، وعام 1420هـ.
وكما عودنا قُراءنا الأعزاء أن أستهل مثل هذه المشاركات ببعض الروايات والأقوال عن محمد وآله الطاهرين .
فعن الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله الطاهرين) أنه قال ( تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد).
وعن الامام الصادق ( عليه السلام) قوله في فضل الحج والحاج ( الحاج لا يزال عليه نور الحج ما لم يلم بذنب ).
وكما قلنا في المشاركة السابقة لعلمنا بالحث عليه وفضله ووجوبه أصررنا على القيام به والتزود من روحانيته ، فشددنا المسير إلى بيت الله الحرام في عام 1419هـ وعام 1420هـ ، فكانت لنا هناك عبقات وذكريات روحانية وفكاهية وإخوانية لا تنسى في كل بقعة من بقاع المشاعر المقدسة في منى وفي عرفة وفي مزدلفة... الخ.
وأبدأ من الطريق حيث التوقف للصلاة ووجبة الطعام والتي كانت عبارة عن الرز واللحم ( كما عادتنا نحن أهل الاحساء) ، فقد كان ( المرشد الديني للحملة) يحثنا على الاقتصاد في تناول الطعام والاسراع في ذلك من باب ( فاز المخفون يا سلمان ) ، وكنّا بدورنا نمازحه بترديد تلك المقولة ونحن ننتقل من مائدة إلى أخرى ، فما كان من ذلك المرشد إلا أن قال ما هذا كيف فاز المخفون وأنتم تنتقلون من مائدة إلى أخرى .. إذا أين المخفون؟!.
وفي مزدلفة حيث كنّا نبيت في الشارع ونلتقط ((الجمرات))، فهناك عندما تذهب (أي لألتقاط الجمرات )الله أعلم ماذا تواجه من البشر وعلى أي هيأة هم صائرون ، وماذا يمكنك أن تلتقط في هذه العتمة من الليل . فكم مرة لا تشعر إلا وقدمك على رأس أحدهم ، ولا تحس إلا وقد ألتقطت شيئا غريبا لا تعلم كيف تتخلص منه ، أتمسكه على وهنٍ أم تدسه في التراب..!!
ولعرفة ويومها ذكريات خاصة ونحن نرى الحجاج بين قائم وقاعد وراكع وساجد وتاليا للقرآن ونسمع الأصوات وقد تعالت بالدعاء والمناجاة، فكم هي ذكرى تملأ القلب بالصفاء والطمأنينة.
ولنا في داخل مكة ذكريات أيضا ، فسنة 1419هـ هي السنة الأولى التي أحج فيها فعملوا في الحملة مسابقة (( للصرورة )) (وهم من يحج للمرة الأولى ) وكانت المسابقة شيقة وممتعة ومتنوعة تشمل أسئلة في علوم شتى ، وقد أحرزت فيها مركزا متقدما( المركز الرابع)، والحمد لله من بين أكثر من مئتي متسابق.
وكنت قد ذهبت في هذا العام (1419هـ) ، مع مجموعة من الشباب من الذين حملوا على عاتقهم خدمة محمد وآله ( عليهم السلام) فكانوا يملؤون الحافلة التي يركبونها من الأهازيج والأناشيد في مدح العترة الطاهرة ، فكان المرشد الديني للحملة حريصا على أن يركب في الحافلة التي تركبها المجموعة وكلما انتقلنا إلى سيارة أو حافلة أخرى سأل عنّا وألتحق بنا.
وفي رمي الجمرات كان أحد الرواديد المعروفين عندنا في الاحساء قد لازمني يدا بيد حرصا منه حتى لا تأخذني الطرق في متاهاتها فجزاه الله خير جزاء المحسنين.
وهكذا مرت تلك الذكريات العبقة الجميلة في تلك الديار الطاهرة التي نتمنى أن نعود إليها مرارا وتكرارا ، فنسأل الباري الكريم أن يحقق أمانينا وأن يغفر ذنوبنا والمؤمنين إنه لما يشاء قدير.
 
                          



التعليقات (1)

1 - شَغْلة أبوك .. لا يِغْلبوك

سارة - 2013-10-14 11:44:12

قال لي أبي : فيما يُحكى من الحكايات أنّ شابّاً دأَبَ على سؤال أمّه عن مهنة أبيه الذي توفّي قبل أن يراه،وكانت الأمّ دوماً تُجيبُه بأنّها لا تعرف ماذا كان يعمل أبوه،ومع استمرار السؤال نفسه والإجابة نفسها استقرّ في ذهن الشاب بعد أن أعيتْه الحيلة بأنّ في الأمر سرّ. هذا الشاب جرّبَ كثيراً من المهن والأعمال ولم يفلح في أيٍّ منها ليعودَ في كلّ مساءٍ للمنزل متذمّراً من حظّه العاثر مردّداً ذات السؤال على أمّه أملاً في أن يجدَ طريقاً ليعملَ مثلما كلن يعملَ أبوه، لكنّ جواب الأمّ كان سدّاً منيعاً دون هذه المحاولة المتبقّية له في عالم الأشغال والأعمال. في صباح يومٍ من الأيام واتَتْ الفِكرة الذهبية عقلَ هذا الشاب ليستحثَّ أمّه على إفشاء السرّ الذي أرّقه فوقَ أرقه من انسداد أبواب الرّزق في وجهه، قال الشاب لأمّه وهو يخرج من المنزل أودّ أن يكونَ غداؤنا اليوم “رز وعدَس” فما كان من والدته إلا أن هيأتْ ما طلبه ابنها الوحيد منها انتظاراً لقدومه ظهراً . وعلى مائدة الغداء وقد وُضَع “المعدوس” في إناء يليق بكرامته وقدْره عندَ أهل الحجاز وبُخار النّضج يفوح من ذلك الطّعام الفاخر، ... باقى المقال بالرابط التالى www.ouregypt.us فجأة أخذَ الولد بيدِ أمّه ملتقطاً لها بسرعة مطبقاً عليها وأغرقَها بالكامل في الطّبخة التي ما زالت تلفظُ أنفاس الغلَيان،وقالَ لأمّه وهي تصيحُ من الألم لن أُخرجَ يدَك حتى تُخبريني ماذا كانَ أبي يعمل؟..

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !