مواضيع اليوم

وللقيادة السياسية جميل لا ينسى

أحمد الشرعبي

2010-01-11 08:42:53

0

وللقيادة السياسية جميل لا ينسى
بقع سوداء في لوحة اللواء الأخضر..! نداءات إلى حكومة الدكتور الإرياني
26 سبتمبر (44-346) 28/7/1983م
تصرم على لقاءنا نحن الصحفيين بفخامة الأخ الرئيس القائد قرابة الثلاثون يوماً ونيف مرت كدقيقة واحدة فكأني بصوته المجلجل يهز أصقاع الضمير –الصحافي- وهو يردد حكمته الناضجة "الكلمة الوطنية الشريفة تمثل رأس مال كبير لأي صحيفة ناجحة...".
تحضرني هذه الكلمة الصادقة للوهلة الأولى وفي الحرف الأول في السطر البدء من تحقيقنا هذا.. والذي نكتبه عن لواء إب أو ما يطلق عليه باللواء الأخضر.. ولعل قائل يقول: وما علاقة كلمة الأخ الرئيس القائد بتحقيق صحفي محلي؟فنقول بدورنا أن حاجة هذا اللواء إلى الكلمة الوطنية الشريفة أكبر بكثير من كل متطلباته الأخرى في أي من المجالات الأخرى.. لأن الكلمة الشريفة التي كان من الممكن قولها عن محافظة إب كانت تأرجح بين واقعين بين القبول والرفض.
القدرة من الاستحالة وهي في ذلك لا تكاد تبين متخذة من الهمس وسيلتها الأولى أو من الاندفاع ما يجعلها تبرر طرقاً لتنفس الصعداء غير مشروعة ولا معقولة ولا مستساغة..
الآن وقد صار الجرم في إخفاء الكلمة الوطنية الشريفة ولم يعد في البوح بها أو كتابتها والمجاهرة بها بكل ما أوتيت من جرأة وبما تملك من شجاعة ومصداقية..
الآن في اللوائين من هذا اللواء نبدأ التحقيق.. فمن سخرية الأقدار أن تصبح إب ذات واقع مزدوج؟
أو كما جاء في الحديث النبوي الشريف (حفت الجنة بالمكاره).
يكون وصفنا لإب أننا في اللواء الأخضر فعلاً وبكل ما تعنيه الكلمة من مدلول حقيقي يتعرى عبر إشكال متعددة تعدد ألوان الطيف.. تعدد روائح الزهور..
ونحن بالمثل أما أتعس ألوية الجمهورية بوجه الإطلاق لواء يضج بالخلافات الشخصية والتي تمثل أنشط الجوانب للطابع الاجتماعي السائد..لواء يجأر بالشكوى وتطفح نواحيه بالأنين من مدراء النواحي ولا وجه للاستثناء لندرته..
هذا اللواء الأخضر يغتلي من أعماقه ويتعذب ويتوجع يعاني أكثر من مشكلة أكثر من عقدة أكثر من مظاهرة متخلفة إلى أبعد ما يكون التخلف..
لأن أغلب مواطنيه يكادون ينخرطون في سلك الخصومات التي لا تنتهي عند حد بما في ذلك الشباب من الذين لسان حالهم قوله سبحانه "أنهم ألفوا آبائهم ضالين فهم على أثارهم يهرعون".
ويعاني اللواء من اختفاء اليد العاملة وانقطاع بعض من كانوا زراعاً في قافلة الهجرة التي لا راد لها.. ويعاني من ظاهرة مختلفة أخرى، غلاء المهور وتصاعد تبعات الزواج.
ويعاني من قديم مشكلة جديدها الصورة القاتمة للخباطا المتفرغين على الدوام في كل ناحية من نواحي المحافظة لاقتناص عشرات الصيد البريء واستغلال حالات النزاع البسيط والوقوف على مداخل مدن النواحي وامتصاص الانفعالات التي تجر المواطن إلى شراكهم لينقلوا "عريضته" شكواه إلى مدير الناحية الأريحي والذي بدوره لا يتورع عن أن يكون صاحب الدور الأساسي في تشريح المواطن والاستجابة إلى انفعالاته التي تهدأ في الوقت التي تكون فيها الشكوى المعبرة عنه قد شقت طريقها إلى المدير ومنه أوتوماتيكياً إلى يد ما يسمى بالشاويش أو العريفة أو ما قارب ذلك من نعوت ومسميات لم يتخذ الخليل بن أحمد قراره فيها بعد حيث يكون رد المدير على هذا النحو لشاويش وثلاثة جنود برفقته لإيصال المشكو به إلينا.. والأجرة خيار!!
وهنا تكون البيضة قد نقرت لتبشر بكتكوت صغير لا مانع من إعطائه شيء من الاهتمام ليكون مهيئاً للذبح ليطهي على حزم المدير وحرصه على أموال وأعراض ودماء الناس وحرص الشوش والعرائف والخباط الملحقون به..
استدارك؟
فاتني عند استعارض الوجه الآخر للواء إب أن أنوه إلى معانات جديدة من ظاهرة قدمية يرجع ذكرها إلى العهد المباد أعني ظاهرة الطواف وقيل الكشاف وفي رواية أخر المثمرين..
لهذه الظاهرة موضع آخر مما سيأتي الحديث عنه في هذا التحقيق..
عودة على بدء.. هنا تصدح البلابل:
لضرورة الراحة بعد عناء ينعطف الحديث بناء شطر اللواء الأخضر.
أولاً ترى أننا أحياناً مضطرون إلى الانسلال من المعمعة. الهرب من مسئولياتنا أمام ظروف التغيير الحياتي المتواتر..
لندخل في الفرح ولو تجاوزوا بإجازة ربما نستعيد قليلاً من الممكنات في وسائل ومشتقات عملية التغيير والإصلاح.
قال صاحبي متسائلاً: أين نحن الآن؟
وكان "سمارة" يتثائب بقامته الممشوقة بطلعته اللئالائة المتشربة فرحاً طفولياً جامحاً.
سمارة ها لا أدري كيف ولا متى أنستني الأيام قصته العزيزة الذكرى مع الثورة اليمنية.
وهي قصة لا شك محفورة في تاريخ الثورة ومنقوشة على وجدان الشعب اليمني الأصيل.
السيارة في "سمارة" تتحول إلى أفعى، تتلوى في المنعطفات اللولبية التي تتحجر خاصرة الجبل الأشم وترقص على أوتار منقوشة لا تخلوا من خطوة محببة..
من على الجبل تطل القرى المسكونة بنسيم متميز يحمل عن بعد نكهة حبيبات البن في وادي الدور من ناحية العدين وتشتم من رفاته العليلة كأنفاس عاشق يخرج للتقاء معشوته ضوع كاذي "بناء".
بمصات الثورة:
والقرى المتناثرة هنا وهناك بما فيها من نباتات جديدة منقوشة باحمرار حجر القاعدة وسواد صخور ذمار إنها أشبه ما يكون ببصمات الثورة الخالدة على امتداد الوطن العزيز..
نتجاوز "سمارة" ونقترب رويداً رويداً من ذلك القاع الصفصف العريض المتسع والمفروش بحلته الخضراء المطرزة بشتل عباد الشمس.
هنا تتجرد الطبيعة بجمالها الأخاذ فتنتها المذهلة قدرتها على العطاء العطاء المستمر وتتتخلى عن أي تصنع.
ويكرر صاحبي نفس السؤال الأول. أين نحن؟
كان لا بد من الإجابة نحن الآن في ضواحي مدينة إب عاصمة اللواء الأخضر وأنت ذا في أحضان السحول.
عبارة واحدة يرددها الجميع قالها الأجداد في سنين الجدب والقحط "إن كنت هارب من الموت ما أحد من الموت ناج. وإن كنت هارب من الجوع اهرب سحول ابن ناجي".
إب مدينة محاصرة
كانت الساعة تشير في معصم صاحبي إلى زهاء الرابعة عصراً، نحن الآن في قلب المدينة الرابضة في صدر الحصار السندسي المضروب عليها من كل الجوانب، ذات اليمين وذات الشمال الأربع الجهات السحول فالظهار قدار الشرق ثم المشنة الجميع يشارك في تطويق مدينة إب عاصمة اللواء الأخضر على عكس الحالة التي عليها المدينة من الداخل يبدو أن عدة هات ضالعة في التآمر على الوجه السياحي-الأهم- في مستقبل المدينة وتطورها.ولعل أن أول الملاحظات التي يدونها الزائر السياحي في مذكرته انعدام التخطيط وعدم وجود متنفس للمدينة القتيلة بجريرة التوسع السكني الذي يكاد يلتهم ويأتي على مظاهر الجمال في المدينة بل يكتسح أغلب البقع الجميلة الخضراء.
ما دمنا الآن قد وصلنا المدينة فمن البحث عن صديق يستضيفني وضيوفي وبينما نجري عملية مسح شامل بحثاً عن ذلك الصديق تطوع أحدهم ليدلنا على دار الصديق بينما أخذ الرجل يسرب إلى نفوسنا اليأس. من جود من نبحث عنه، ولماذا. لأن ابن اللاذا –بلهجة أبناء المدينة- يكون ذلحين مخذ برفع الميم وكسر ما بعده وتسكين الذال.. وتعني كلمة مخذ بحسب ما هو متعارف عليه (الساعة السليمانية) في اللهجة الصنعانية أي في لحظات الراحة النفسية التوحد مع الهموم الداخلية وهذه اللحظات لا تستحب معها الزيارة المفاجئة ولا طرق الأفكار الفردية لمجموعة المخزنين.
ولكم أحزنني إجراء الحد التعسفي ضد ميدان الكبسي وبتر أحد أطرافه.. لا أدري لماذا ولا كيف ولا متى سجل هذا الانتصار الساحق ضد الساحة العامة الوحيدة في المدينة وميدان الاحتفال الذي عاش أغلب الأفراح والأعراس الوطنية.. ولا أدري بالمثل لصاح من اتخذ القرار باقتطاع –ميدان المناضل الكبسي- وإقامة بناء غير محدد عليه.. وبدون رد كنت أتسائل عن دور هيئة تعاون المدينة وإذا كانت هذه الهيئة بلا دور مشرف من مدينة إب؟ فهل يكون لإدارة البلدية موقف من القضية..؟ وإذا لم يكن ذلك! فماذا يقول المجلس البلدي؟ وبالأصح ما الذي قال عندما بدأ الانقضاض على ذكرى الثائر الكبسي من خلال الاعتداء على ميدانه..؟؟
لعل إجابة ما عن هذه القصة تكون في طريقها إلى الصحيفة فقط للإقناع لأننا هنا كغيرنا لا نتعدى اختصاصاتنا إزاء "ملف الحفظ" المقرون بسلة المهملات.
ثلاثة أيام لا تكفي
لعل إسراف قد حدث في تناولنا لإب المدينة مع أننا لم نتحدث بعد عن ذلك الجدل الكلاسيكي –المناظرات- والذي يحتدم بين الحين والآخر مع تنوع أشكاله وطرقه مثل –القصيدة، النكت، القصة، الرواية، الإشاعة الممارسة العملية. أقصد به الجدل العدائي الطويل والمتتابع بين مدينتي إب وجبلة.. وهذا الجدل من خصائصه استئثاره محل اهتمام الغالبية الساحقة من أبناء المدينتين بدءاً بمثقفيها من شعراء وكتاب حتى أنها تأتي كواحدة من أولوليات القضايا التي يحاول الإبيون أو الطرف الآخر تكريسها في ذهن الزائر سيما إذا كان الزائر شخصاً مرموقاً أو مسئولاً كبيراً أو إلخ.
كنموذج نورد هذه المقاطع من قصيدة يتداولها أبناء المدينتين وكل ينسبها إلى الآخر بحيث سند كل واحد ادعائه بتعديل وتغيير مواضع التعييب والذم بحيث تقرأ معكوسة.
يورد أبناء إب المقاطع الآتية على لسان جبلة:
طلعت سد الأوجاح بين الشموس والأرياح
والجو كله اشباح وأنا بحفصة مدكوم
بينما يتندر أبناء جبلة على الإبيين قولهم:
طلعت سد الإبي وإني بضابط حربي
شل البهر من جنبي وأنا مهنج لأجليك
على كل حال فإن ثلاثة أيام في لواء إب غير كافية لإجراء تحقيق شامل وإذاً فلنمضي صوب إحدى نواحي لواء إب..
هل تجري مثل هذه المهازل في بقية النواحي الأخرى:
في هذه الناحية كانت أول المشاهد الجميلة الملامح التطور اليمني ذلك الشريان الضخم والممتد عبر مسافة طويلة من محاضات منطقة في أطراف الناحية إلى نفس المركز..
أنشأ هذا المشروع الضخم على مدى الأربع السنوات تقريباً وقيل لنا أنه من أكبر مشاريع المياه في اللواء وأقيم بتكاليف باهضة جداً وتربو على مئات الآلاف واشتركت في إنشائه بعض الخبرات الخارجية كما أنه أقيم بتمويل مشترك بين مشروع مياه الريف وبين هيئة التعاون وأبناء مركز الناحية..
وإلى هذا المشروع يعود الفضل في إنقاذ مئات المواطنين من مشقة الضمأ القاتل الذي كان يدعل من الماء مادة خام بترولية حيث يروي لنا أنه لم يكن هناك فارق بين وجود المشروع وبين سعر الماء وسعر البنزين.. بحيث أن الرجل كان لا يأتي بوعاء الماء إلى أهله من حيث اغترافه إلا وقد استهلك منه النصف أثناء الطريق ولا ينسى المواطن في هذه الناحية إبداء الثناء للدولة على جهودها المشاقة في سبيل الترفيه على المواطن وتوفير الخدمات الضرورية له وهو يتغنى كثيراً بجهود هيئة التطوير في الناحية وجهود العاملين من الشباب الناضج في إدارة الهيئة على التفاني والإخلاص الدائبين..
ويختتم المواطن أي مواطن في هذه الناحية بآهة طويلة وتنهيدة تدفع على الشفقة وتعزي بالحرمة والتألم له..
في هذه الناحية يشكو الناس عموماً من تصرفات المدير وطيس الخباطا وتتوارد على أفواههم قصص وحكايات تنم عن استياء مطلق وانحصار مذهل وتبرم كبير..
وعلى سبيل المثال نختار هذه الحكاية كواحدة فقط من عشرات القصص المطروحة عن المدير.
إحدى الجهات.. ربما لطلبها تعاون المدير معها لضبط أشخاص لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة للتحقيق معهم حو تهمة –ما- قد تكون صحيحة وقد لا تكون المهم أن هذه الجهة كانت تريد مجرد التأكد بوجه الحق ولا سوى.
لكن الأمر يختلف جداً بالنسبة لمدير الناحية فلقد خول لنفسه حق الاجتهاد وأعد جملة من القوائم للعديد من المواطنين الذين زج بهم في سجن الإدارة وأوحى إلى بعض أعوانه بتهويل القضية وبأنها صارت قضية اليمن الكبرى بحيث منحها أكثر من قالب وطريق لتمتد نحو جانب من ناحية أخرى بامتداد سلطانه ونفوذه وما أن استكمل إجراءته حتى بدا للفور في فتح باب المناقصة وإعطاء "صكوك الغفران" لكل من أجزل العطاء مع ملاحظة عدم استقرار أسعار السوق لكن النهائي فيها ليس أقل من العشرة ألف ريال فما فوق..
وبانتهاء مسرحية المدير بدأت بعض الأنباء في التسرب عند تلك –الجهة- المعنية التي لا ناقة لها ولا جمل فيما حدث.. وعندما أرادت اتخاذ إجراءاتها القانونية ضد المدير اكتشفت في البداية عدم قدرتها حتى على التحقيق مع المدير لأنه يحتمي إلى سند ويتدرع من القانون بـ.....؟؟
من ناحية إلى أخرى المعاناة نفسها باختلاف أسبابها:
للحديث عن ناحية غير التي سلفت شكلاً آخر وإن كان الجمال نفسه وإن كن جميعاً وكل نواحي اللواء، يلبسن في هذه الأيام قشيباً ويتكئن قممة الربيع.
هنا كان يجب أن نجد انسجامها واندماجاً وتآلفاً بين جمال الطبيعة ونفسية المواطن..
إن روعة "العدين" وشلالات "وادي الدور" أشهر أودية اليمن في ذلك ما يكفل بمسح كل معالم القسوة التي تطفح على بشرة المواطن العديني وتنتشر في تجاعيد وجهه.
وهي مشكلة لا أدري بالضبط متى يعود تاريخها.. تلك التي خلقت حالة انفصام بين الطبيعة والإنسان على منطقة العدين.. إلا أنها تبدو متجذرة في أعماق المواطن وملازمة له حتى يوم يكون في أوج سعادة وهنائه".
ما أجمل العدين، نسيمتها التي تحف مع وريقات "الكاذي" هديرينا بيعها العذبة تموجات الغزل في وميض عيون صباياها ومناجات الغزل الممتع في ثغور الجميلات حاملات الجرار..
إلى هنا تهاجر شحارير الوطن:
هنا –بالتأكيد- وعلى وجه الدقة والتحديد تقع عاصمة البلابل الكبرى، ومع هذه الزغاريد المنطلقة من على غصون الأيك تستعيد الذاكرة شرياً فنياً تستذكره صوتاً دافئاً حنوناً عذباً ووتراً صباً ثورياً مضى..
علي الآنسي الصوت والصورة اللحن العذب يوم يصدح في أغنيته..
وآ مغرد بوادي الدور من فوق الأغصان، وامهيج صباباتي بترديد الألحان لانت عاشق ولا مثل مفارق للأوطان.
لعل وقعاً متميزاً فريداً يضفي على الأغنية السالفة بفعل الترابط العضوي بين الصورة والأصل بين الخيال والواقعية بين الجانب الفني للأغنية والجانب الجمالي للعدين سيما "وادي الدور" بحيث تصبح أغنية وا "مغرد" لوحة متكاملة لمشاهدة حية تثري متعة وروعة وتألق:
شيء ما كان يعمق في نفسي ظاهرة حب الاستطلاع، يلح عي بضرورة التعرف على المبكر غبش "مشدتة بيضاء والمشقر أخضر".
كان بودي أن تكون هدياي للقراء بعض عناقيد وحبيبات "المانجو" أضيفها إلى ذلك العنب بقوله "عنب العدين واصفاري ليت من يطعمك".
لكني كنت آنذاك مأخوذاً بصوت يحرص للذكرى ويعرض بشجن العاشقين الأحباء صوت قديم.. هو.. من العدين يالله بريح جلاب.. وإلا علوم تندي حديث الأحباب.. ترى، عن أي العلوم ومن أيها اختار كيما أكون وسيطاً في نقلها عن الأحباب المحبين، لقد وجدت ينابيع الماء تنفجر من ثغور الجبال وتتدفق في جبهة الصخور وتجري في السوائل يحكم غزارة الأمطال هذه السنة..
ووجدت شتاء البؤس خريف الألم يطق أعماق المواطن في هذه الناحية.
فلماذا..؟ ومن أي الأمور يشكو..؟؟
الجباة الجدد
في لواء إب بالذات عادت ظاهرة الجباة بعد أن كانت من أهم الظواهر السيئة التي انتهت منذ اليوم الأول لثورة الـ 26 من سبتمبر..
تحت ذرائع واهية ومبررات غير صحيحة كتب للظاهرة أن تعود برغم استياء الأخ الرائد محمد الجائفي محافظ اللواء للعملية من الوهلة الأولى ومعارضته الشديدة لها وبعودتها كان لبعض الصور المختلفة القاتمة أن تفرض نفسها بالتزامن مع الحدث نفسه.. بل إن الغالبية من الجباة "الطواف الحاليين "المثمرين" وبرواية ثالثة "الطواف" هي ذاتها الأولى فالأشخاص الحاليين هم نفسهم الذين كانت تناط بهم مهام "الضيافة" قبل الثورة والممارسة ذاتها والأسلوب بنفس الشكل والطبعة والوتيرة المتقاربة..
للجباة ضعف الزكاة التي للدولة:
الظاهرة مع كونها جديدة إلا أنها تكتسب طابع التأصل أحد المواطنين يكشف الدور الخفي في القضية قائلاً: "أسمي في المالية موجود وزكاتي السنوية مبلغ ألف ريال وعندما وصل المثمرين استقبلهم العدل واتفق معهم على تكاليفهم وقرر على كل مواطن مبلغ معين بحسب زكاة كل واحد وأنا مثلاً زكاتي ألف ريال وسلمت للمثمرين عن طريق العدل مبلغ ألفي ريال 2000 ريال أجرة من جملة الرعية".
ثم يضيف المواطن قائلاً: "المثمرين الأولين استلموا أجرتهم وجزعوا وبعدين بلغنا العدل عن وصول مثمرين جدد أرسلوا للتأكد من صحة عمل زملائهم الأولين وقالوا فرق جديدة وأجرة ثانية".
وماذا عن توجيهات الأخ الرئيس
وعن هذا الصدد أشارت بعض المصادر المؤكدة عن أن القضية طرحت على الأخ الرئيس القائد عند زيارته التفقدية للواء إب وقد أعطاها اهتمامه المعروف في مثل هذه القضايا التي تمس المواطن وبأن فخامته أصدر توجيهاته الفورية إلى الأخ رئيس مجلس الوزراء باتخاذ الإجراءات اللازمة والكفيلة بالعدل وصون الموطن ومن ثم إحالة مسألة الزكاة على التعاونيات واعتبارها مسئولة عن تقرير حصة الدولة من الواجبات السنوية. غير أن هذه التوجيهات لم تشق طريقها إلى التطبيق وعند جهينة الخبر اليقين "أعني مسئولي اللواء".
حديث إلى حكومة الدكتور الإرياني عن أوضاع النواحي:
ولإحساسنا بتقدير القيادة السياسية لدولة الكلمة الشريفة يتعين القول بأن على الحكومة أن لا تستهين بنداءاتنا المتعاقبة ودعواتنا الملحة المتلاحقة ورجاءاتنا الحارة إليها لإعادة النظر في أوضاع النواحي والقضوات وإحالة الطرف في ذلك الصخب الجارف العام من جراء الممارسات البشعة لمسئولي النواحي في كل المحافظات.
فاختيار وزير ما.. هو أقل أهمية من اختيار دقيق لمدير ناحية من نواحي اليمن.
فمدير الناحية أكثر التصاقاً بالمواطن بالمواطن من الوزير.. ومدير الناحية أكثر قرباً وتلمساً واحتكاكاً وصلة بالجماهير –أحلامها- همومها- انفعالاتها- متطلباتها- مشاكلها- قضاياها- من أي وزير كائن من كان.
من أجل اليمن ومستقبلها العريض في لوحة الشروق التي رسمتها أنامل الحبيب/ علي عبد الله صالح.. من أجل ذلك أيأذن لي حكمة الأخ رئيس الوزراء في كلمة لا مراء بها أصالح وأكاشف بها الدكتور الإرياني.
ولأن أكثر القضايا المطروحة في هذا التحقيق "البدأ" ليست مقتصرة على نواحي لواء إب بقدر شيوعها في مختلف نواحي وقضوات اليمن فهل يكون للحكومة الرشيدة موقفاً من أهم قضيتين حاليتين: "مدراء النواحي" و"جباة الزكاة".
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات