على مذبح الحرية..
تسيل دماؤنا من جديد..
هذا ان كانت قد توقفت يوما...
قلناها سابقا..ونعيدها اليوم..درب الحرية الذي اخترناه لن نعود عنه..
هاجمتم اعصاب الحياة في دولتنا مرارا..فهل رأيتم فينا ضعفا او استكانة؟؟؟
بالطبع لا..فقد خبرنا الجراح..وقد خبرنا الألم..
وقد علمتنا السنين ان نغني حين نجرح..
وأن نغني حين تمتد اياد (أخوة الشر والظلام) كي تطعننا في ظهورنا..
وأن نغني حين نتألم..
فالبكاء والنحيب لن يفيد..ولن يرجع ما فقدناه..وليس لنا الا ان نمضي..
لا لن نقف كي نتحسس الجراح..امامنا المستقبل..
وسنغني كي ننسى الألم..سننشد للعراق..موطني..موطني..
ردنا عليهم ان نمضي الى ما لايطيقون ولا يستحملون..ان نمضي الى نهاية النفق حيث الضوء..حينها فقط سنتخلص منهم الى الأبد..لأنهم اعتادوا ان يعيشوا في الظلاموفي النور لن يكون أمامهم الا الهلاك..
بالضبط كالحشرات..
وحده الظلام قد يستر قبح وجوههم وسوء اعمالهم وخبث نواياهم..
وحده الظلام من يحتضنهم..وحده من ينمي افكارهم..
لا عفوا يا ظلام..فأنت برئ منهم..لقد استغلوك كما استغلوا غيرك..وقعت بأيديهم رهينة..
أفيعقل ان تسترهم بعد ان كنت ملهما لمخيلات الأدباء؟؟
ايعقل أن تسترهم وأنت ملاذ العشاق وبيت الحالمين..
آسف أنا..فأنت ايضا ضحيتهم..
كم ياترى ستطول قائمة الضحايا؟؟
فمرة اخرى تكشفون وجوهكم القبيحة..
مرة أخرى..تكشفون عن عهر اجنداتكم..
مرة أخرى تكشفون عن جبنكم وقلة حيلتكم ايها الأوغاد وأنتم تهاجمون الآمنين في الشوارع والدوائر والمحلات..
مرة أخرى..تكشفون عن عدائكم لكل أشكال الحياة وأنتم تقطعون الأعناق والأرزاق في دار السلام..
وعجبي..
عجبي على من لازال يتحدث عن مقاومة شريفة..
عجبي على من لازال يستثار (لجرائم الأحتلال حين يقصف مسجدا يحتله الأرهابيين) وينسى ما يفعله هؤلاء كل يوم من فظائع..
عجبي على من لازال يطالبنا بالصفح عن الأرهابيين وبدء صفحة جديدة
عجبي على من يريد منا ان ننسى الماضي..
مهلك..
ماذا ننسى؟؟
اننسى الوفا من شهدائنا الذين تساقطوا على محراب حرية العراق الجديد؟؟
أ ننسى رموز الدولة التي هوجمت وأحرقت؟؟
أم ننسى البنى التي دمرت والأرزاق التي انقطعت؟؟
وكيف ستنسى من فقدت زوجا وهي تنتظر مولودها الأول؟؟
كيف سيسامح اطفالنا يا ترى من حرمهم من ان يروا اباؤهم؟؟
كيف ستنسى الأمهات ابناؤهن الذين طالت الأيدي الغادرة؟؟
كيف سينسى الأباء فلذات اكبادهم التي تجرعت الموت لمجرد أن مخرب متخلف أمتطته شهوته التي ماعاد الكبت ينفع معها فما عاد يفكر الا بالحور العين؟؟
بل كيف سينسى الذين أصابتهم عاهات مستديمة بسبب هؤلاء؟؟؟
وكيف ياترى سينسى من كد وشقى طوال سني عمره المضنية كي ينال بيتا بسيطا يستره وأسرته أو دكانا صغيرا يضمن منه معيشته أو سيارة (على كد الحال) تعينه في قضاء حوائجه..كيف تراه ينسى وهو يرى ما كد فيه طوال حياته يحترق ويتحول ركاما ورمادا لأن جبانا متخلفا هاربا من وجه العدالة يعيش في كهوف الجبال اراد ان يثبت للعالم وجوده؟؟
ثم مع من نتصالح؟؟
أمع البعث؟؟
أمع القاعدة؟؟
أمع المليشيات؟؟
أم مع مخابرات دول الجوار بلا استثناء؟؟
أم ربما مع من دخل العملية السياسية كي يسهل أمور الأرهابيين؟؟بل كي يطعننا في الظهر وكأن أعداؤنا قليلون!!!!!
اليس ما شاهدناه في الأربعاء الدامي وما شاهدناه اليوم كان سببه التسرع في أطلاق سراح هؤلاء ارضاءا لفلان وفلان؟؟
اليس ذلك محصلة للعفو عن الأرهابيين؟؟
اليس ذلك مكافأة من القاعدة لنا لأننا لم نعدم مجرميها وجلاديها؟؟
سادتي اعضاء مجلس رئاسة الجمهورية..
قبل كل ارهابي..
وقبل البهائم المنتحرة..
وقبل امراء الفتنة والأرهاب..
وقبل الأعلام المحرض..
وقبل من تساهل وقصر في اداء واجباته الأمنية..
قبلهم كلهم تتحملون مسؤولية الدماء التي سفكت وتسفك في عراقنا الجريح لأنكم عطلتم ما يزيد عن الف من أحكام الأعدام التي أصدرتها المحاكم العراقية بحق أوباش الأرهاب..
ولا افهم كيف لكم وأنتم السلطة التشريفية البروتكولية ان تعطلوا اوامر أعلى سلطة في البلد..وهي السلطة التي لا تعلوها سلطة!!!
أي احترام للدستور تبديه سيدي الرئيس وأنت تخالفه في كل يوم بتعطيل قرارات القضاء وأنت الذي يقول الدستور عنه في المادة (65)
"رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن ويمثل سيادة البلاد، يسهر على ضمان الالتزام بالدستور، والمحافظة على استقلال العراق، وسيادته، ووحدته، وسلامة اراضيه، وفقاً لاحكام الدستور"
كيف تسهر ياسيدي على مخالفة الدستور وكيف تقدم بروتوكول وقعت عليه (بصفتك الفردية) على صفتك الوطنية وانت الذي يجب أن يكون رمز وحدة الوطن وتمثل سيادة البلد؟؟
أم أنك انت كذلك أصبحت تؤمن ببعض الدستور وترفض ببعضه؟؟
نعم يا رئاسة الجمهورية هذه المرة سنلومكم قبل الآخرين..فلو أنكم ردعتموهم بالمصادقة على تلك الأحكام لما تجرأوا كل يوم على دمائنا..
ولو أنكم وقفتم بوجه التدخلات الخارجية والأصابع الخارجية في الأربعاء الأسود بدلا من شق الموقف الوطني لغايات انتخابية زمنية قصيرة..لما تجرأوا من جديد على مهاجمة رموز سيادة الدولة..
لكنكم آثرتم تطمينهم بدل ارعابهم..فكان أن قدمنا نحن عشرات الضحايا الجدد..
فدماء الأربعاء الدامي لم تروي عطش وحوش التطرف الأسلاموي..فعادوا من جديد "بغزوة جاهلية" أشد وطئة من سابقتها لتستهدف هذه المرة وزارة العدل..والراسلة واضحة..أنهم يستهدفون الحضارة فأي حضارة بلا عدل؟؟بل الم ترتبط الحضارة العراقية على مر العصور بالعدل من تشريعات اوروانيميكينا وصولا الى مسلة حمورابي مرورا بالمصلح اورنمو..وكأنهم بغزوتهم الظلامية تلك أنما يرسلون لنا رسالة بأن حضارتنا بأسرها وبلدنا بكل انتماءاته هم المستهدفون..فشهداء هذا العمل ليسوا من طائفة أو قومية أو ديانة واحدة..بل هم خليط من كل ابناء العراق..رسالة واضحة كلكم مستهدفون..حضارتنا بأسرها تستهدفها طيور الظلام..
والشق الآخر من الرسالة دولي..ربما القصد من أستهداف وزارة العدل تحذير للحكومة العراقية من مغبة الأستمرار بالمطالبة بالمحكمة الدولية..وربم
لقد حذرنا في موضوع سابق عن تفجيرات الأربعاء الأسود الى أن الأمر قد يكون بداية لحملة أنتخابية ساخنة وغير أخلاقية من جانب البعض..لكنها هذه المرة لن تستخدم المرجعية والمساجد كما انها لن تستخدم البطانيات فقد أمست قديمة..الحملة هذه المرة ستستخدم السيارات المفخخة وعصابات الجريمة المنظمة..وهاهو الأمر لسوء الحظ يتأكد يوما بعد يوم..
فالأنتخابات المقبلة ستكون مسألة حياة أو موت لبعض الأحزاب ذات الصبغة الطائفية لذلك فهي ستبذل كل ماتستطيع من أجل أعادة الوضع الى ماكان عليه أيام الفوضى وبشتى الوسائل ومن لايستطيع منهم تدبير تفجير انتحاري فأنه قد يستخدم نفوذه لتسهيله على الأقل.
لذلك الحكومة اليوم مطالبة بالكشف عن كل ملفات التحقيقات في قضايا الأرهاب..وهي مطالبة أيضا بمعالجة الأخطاء الأمنية التي أرتكبت (عمدا أو سهوا) خصوصا ان احداثا كأحداث اليوم واضح أنها أعدت جيدا وتم التخطيط لها منذ فترة ومعنى ذلك أن القصور الأمني في المناطق المستهدفة ليس جديدا فبالتأكيد من نفذ العملية لن يجازف بالتنفيذ دون تأكده من وصوله الى هدفه..لذلك على الأجهزة الأمنية الدخول في حرب استباقية على جبهتين..
الأولى هي الجبهة المعتادة وهي جبهة الأرهابيين وتتم الحرب الأستباقية فيها من خلال الجهد الأستخباراتي وعمليات الرصد والمتابعة وومد الجسور مع المواطنين لتسهيل انسياب المعلومات..
أما الجبهة الثانية فهي جبهة استباق الخطأ الأمني وتحديده ومعالجته قبل اكتشافه من قبل الخلايا الأرهابية..فليس من المجدي أن تعلن الحكومة عن احالة المقصرين من منتسبي الأجهزة الأمنية الى القضاء بعد كل حادث..فأرواح المواطنين على المحك بسبب أي خلل أمني لذلك بأمكان القيادات الأمنية تسيير دوريات مدنية متخفية لتشخيص نقاط القصور الأمني في النقاط والسيطرات الأمنية لكشف حالات الأهمال التي تتكرر في بعض النقاط الأمنية ومعالجتها وتنبيه عناصر تلك النقطة أو معاقبتهم قبل أن يكتشف الأرهابيون هذه الأخطاء كي نسد كل الثغرات التي قد ينفذون منها..وجعل السيطرات بالتالي في حالة أستنفار دائم وجهوزية لمواجهة اي خطر أرهابي.
أحبتي العراقيين..نحن في حرب ضروس..ولن يفيدنا فيها الا المضي في طريقنا..دون الألتفات الى الخلف..نعم لن تكون هذه الضربة الأخيرة..ونعم لن يكون هذا حزننا الأخير..فالحرب لازالت طويلة..وعدونا جبان مخاتل والجبناء قساة دائما تعود أن يطعننا في ظهورنا في الظلام لأنه لا يستطيع ان يواجهنا وجه لوجه..لكن الوقت بالتأكيد لن يكون لصالحه..فكلما مر الوقت قل انصارهم وضعفت حيلتهم وشح تمويلهم وحينها سيسحقون بالنواصي والأقدام..حينها لن يرحمون..
سنسقيهم الكأس التي ارادوا أن يسقونا أياها..
وحينها لن يجدوا الا مزابل التاريخ مستقر لهم..وما صاحيهم الزرقاوي منهم ببعيد..
أعلم أننا كلنا نشعر اليوم بالأحباط..لكن يا احبتي لا يأس مع الحياة..أرادة الحياة حتما ستنتصر..أعلم أن المصاب جلل..لكنه حدث ويحدث في بلدان مستقرة ولها أجهزة أمنية عالية الكفاءة..فكيف بنا ونحن لا نزال نبني وطننا ومؤسساته المدنية والعسكرية..والمثال الأسرائيلي ليس عنا ببعيد..فعلى مر ما يربو على عقدين من الزمن حاربت الأجهزة الأمنية الأسرائيلية (وهي التي لاتحتاج الى تعريف بقدراتها وشراستها وقوتها) حاربت العمليات الأنتحارية التي جرت على اراضيها ولم تفلح في أيقافها الا مؤخرا مستفيدة من بناء الجدار العازل الذي منع الأنتحاريين من الوصول فكيف بأجهزتنا الفتية التي لازالت في مرحلة التأسيس والتطهير من الشوائب..نعم ايها الأحبة مصابنا مؤلم لكننا سنتخطاه كما تعودنا أن نفعل كل مرة..وحسبنا أن لنا غاية نبيلة..
وأعلموا جميعا أن التاريخ لا يكتب في صفحات..أنه ينقش على الحجر..وما تفعلون اليوم لن يمحيه أحد..
فلن ينسى التاريخ جرائمكم يا فلول التطرف والأرهاب..
ولن تنسى مواقف من ساندنا ومن تشمت بنا..
لن تمحى مواقف من آزرنا وأعاننا على تخطي المحنة ومن أرسل الأرهابيين وزودهم بالمال والسلاح..
كما لن تنسى يا ساسة العراق مواقفكم..تذكروا هذا من يتخاذل اليوم لمصالح ظرفية..لا لن يرحمه التاريخ..ولن يتذكره العراقيون الا باللعنات..كما يتذكرون الزرقاوي وصدام وأبو درع اليوم..
أما أنتم أخوتي في الوطن فلن ينسى التاريخ صمودنا الأسطوري..
سنكتب اسم شعبنا في خانة العنقاء الخالدة التي لاتموت..
وتموز لابد أن يبعث من العالم السفلي من جديد..وحينها ستبتسم أنانا من جديد..
المجد والخلود لشهداء العراق..
المجد والخلود لشهداء العراق..
تمنياتنا للجرحى بالشفاء العاجل..
عاش العراق الحر..
عاش العراق الحر..
والخزي والعار للأرهابيين..
ومن يمولهم..
ومن يطبل لهم..
ومن يروج لهم..
ومن يفتي لهم..
ومن يسهل أمرهم..
ومن يغض البصر عنهم..
الا لعنة الله عليهم أجمعين..
التعليقات (0)