شيركو شاهين
sher_argh@yahoo.com
لم تعد الكتب والمواد الصحفية التي تتناول الأبراج وقراءة الطالع وحظك اليوم مقصورة على الترفيه والتسلية, بل اصبحت من اكثر ما يجذب بعض الشباب الذين يؤمنون بالأبراج وعلاقتها بتكوين الصفات الشخصية وقدرتها على التنبؤ بالأحداث المستقبلية للفئات التي تنتمي لبرج ما حسب تاريخ الميلاد..
فما هي أسباب هذا الاعتقاد وما هو رأي علم الاجتماع في هذه الظاهرة والتي أمتد انتشارها إلي حد تخصيص برامج للأبراج في معظم القنوات الفضائية حاليا...
في البداية تقول داليا عادل(27عاما)-موظفة-: برغم علمي أن لكل إنسان صفات خاصة به بعضها يولد بها كصفات وراثية وأخرى مكتسبة من البيئة المحيطه به ولذلك قد نجد اثنين من البرج نفسه بدون صفات مشتركة بينهما, ولكن غالبا ما أسعى إلى معرفة برج كل شخص كمحاولة سريعة لتكوين فكرة مبدئية عنه لمعرفة كيفية التعامل معه, لأن كل شخصية تحتاج إلي نوع مختلف من التعامل حسب البرج الذي تنتمي إليه, وبالرغم من اعتراضي في بعض الأحيان على الأبراج الا أني أحب متابعة صفات الأبراج. ولكني لا أؤمن بالتوقعات الخاصة بالسعادة والأحداث المستقبلية.
ويقول الشاب عبد الكريم محمد(22عاما)-طالب-: إن الفتيات والنساء بصفة خاصة اكثر اقبالا علي قراءة الابراج والإيمان بها, بينما لا يهتم الرجال بذلك.. وكثير منهم يجدون ذلك نوعا من السطحية في التفكير وشغل الوقت بأمر لا فائدة منه ولكن في المقابل نجد معظم الفتيات يحب هذه الابراج والصفات بل إن هناك من يؤمن بها في تحديد أشياء مهمة مثل تكوين انطباع عن شخص معين ولا أعرف سببا لذلك الاهتمام, وهناك بعض البرامج التليفزيونية أصبحت تهتم بذلك بل وصل الأمر إلي إن هناك طريقة لمعرفة شخصيتك من نوع الأكل الذي تحبه؟! وليس منطقيا أن انسانا يحب الموز مثلا يكون مشتركا مع كل الأشخاص الذين يحبون الموز في أن له شخصية قوية حسب هذه التنبؤات !
ويقول محمد سلطان(35عاما)-مهندس-: بالفعل هناك الكثير من الشباب الذين يسيطر عليهم الاعتقاد بتأثير الأبراج ولكن الفتيات هن الأكثر اقتناعا بذلك لأنهن ذوات أحاسيس رقيقة واكثر ميلا للرومانسية وتتحكم عواطفهن في تصرفاتهن ولأن الأبراج تركز على الصفات النفسية بالدرجة الأولى فبالتالي تنجذب المرأة إلي هذه النوعية من القراءات المستقبلية بل وتؤمن بها, بينما من الصعب على الرجال التفكير في مثل هذه الأمور الأكثر واقعية وتشغلهم اهتمامات الحياة الحالية عن التفكير في المستقبل وتكوين انطباعات عن الآخرين عن طريق التنجيم والتنبؤات !
وتقول صباح نبيل(30عاما) -ربة منزل-: أنا مقتنعة تماما بتأثير الأبراج بل وأنصح كل فتاة بضرورة القراءة عنه خاصة الصفات المشتركة في كل برج لأنها مفيدة في معرفة الشخص الذي سوف ترتبط به لأنها يمكن أن تتجنب الأمور التي لا يحبها زوج المستقبل وتعرف ماالذي يضايقه وماالذي يسعده ويقربه إليها وبذلك تضمن حياة زوجية هادئة بعيدة عن المشاكل، والأمر نفسه ينطبق على الأزواج الذين يمكنهم إقامة علاقة اكثر توازنا مع زوجاتهم بالطريقة نفسها التي تعتمد على الأبراج !
وتقول منى مصطفى(25عاما)- طالبة-: كنت مرتبطة بشاب وفي بداية الخطبة كان هناك اختلاف في الطباع مما جعلني أقرأ عن صفات ذلك الشاب في الكتب الخاصة بالأبراج وبالفعل وجدت تشابها كبيرا بين طباعه الشخصية وصفات البرج الذي ينتمي إليه وأصبح أمامي مثل الكتاب المفتوح وبالتالي رفضت الاستمرار في الارتباط به بل وصل الأمر بي للإيمان التام بالأبراج.
وتقول زهراء محمد(28عاما)-موظفة-: حصلت على دبلوم سياحة وفنادق وعملت بأحد الفنادق ولكن لصغر سني وعدم خبرتي بالحياة العملية حدث خلاف بيني وبين رئيستي في العمل وانتابتني حيرة كبيرة وبسبب ذلك أخذت أبكي في كيفية ارضائها ولكن بعد قراءتي لصفات برجها استطعت معرفة شخصيتها ومواطن ضعفها وايجابياتها وتمكنت من تحسين علاقتي بها .
وتقول إيمان فريد(20عاما) وهي طالبة جامعية قائلة: أحب قراءة صفات الأبراج لأنها ذات فائدة كبيرة تعود على علاقاتي مع الآخرين فمن خلال معرفتي برج صديقتي أو زميلتي أعرف كيفية تكوين علاقة طيبة معها وكيفية التعامل مع الطرف الآخر وليس عيبا أن أعرف صفات الأشخاص الذين حولي قبل التعامل معهم وأخوض تجربة تؤثر علي سلوكي أو نفسيتي. ووالدي مثلا يحب جدا قراءة الأبراج من حيث الصفات فقط بل أنه تقريبا يحفظ الصفات الخاصة بالأشخاص الذين ينتمون لهذه الأبراج.
وتقول سالي محمد(16عاما) -طالبة اعدادية-: إن الأبراج من الأشياء الجميلة والممتعة فأنا من برج الأسد ولدي صفات معينه ولدى صديقتي وهي الأقرب لي تنتمي إلي البرج نفسه وهناك صفات مشتركة كثيرة وأعتقد أن توافق الأبراج له علاقة كبيرة في نجاح صداقتنا.
ولكن نجاة شريف(19عاما)- طالبة جامعية- لها رأي آخر وتقول: إن الأبراج تستحوذ على اهتمام كثير من الناس فقد وجدت أن معظم زملائي بالجامعة يحبون متابعة الأبراج وتنبؤاتها وأنا غير مقتنعة تماما بتأثير الابراج على الأحداث المستقبلية أو وجود علاقة بين الصفات الشخصية وتاريخ الميلاد.
ويقول أحمد مجيد(24عاما) –طالب جامعي-: الاعتقاد بصفات الابراج لا يشغل بالي على الاطلاق والاعلام الآن وخاصة الانترنت والقنوات الفضائية أصبحت تعطي هذا الموضوع أكبر من حجمه الطبيعي وهذا للأسف يؤثر بالسلب على تعاملنا مع الآخرين وليس بالايجاب كما ينطق بعض الشباب وعموما الحياة يوجد بها أشياء أهم بكثير من الانشغال بالأبراج.
أما مصطفى عبد الله(29عاما) -موظف- فيقول: تقدمت لخطبة إحدي الفتيات وأعجبني قدرتها على التعامل الجيد معي وأحسست أنها تعرفني اكثر مما أعرف نفسي وبعد الخطبة بأيام سألتها عن ذلك فقالت إنها عرفت تاريخ ميلادي وبالتالي استطاعت معرفة صفاتي عن طريق قراءة البرج الذي أنتمي إليه وحاولت أن أشرح لها أن ليس كل الصفات في هذا البرج قد تنطبق علي بل هناك اختلاف في بعض الصفات ولكنها لم تقتنع وظلت على رأيها.
ويقول مؤيد سمير(32عاما)-محاسب-: دراسة الأبراج الفلكية وعلاقتها بالصفات الشخصية تعطي الفرصة للإنسان لكي يفهم الآخرين بقربه من الغرباء, ويرسخ علاقته بأصدقائه ويجعله يفهم بشكل أدق صفاتهم ويعرف كيف يتعامل معهم وأنا لا أجد في ذلك عيبا أو خطأ طالما أن الهدف هو التقارب والتفاهم بين البشر.
وتعلق الدكتورة هناء حسن(38عاما)- أستاذ علم الاجتماع- على هذه الظاهرة قائلة: إن طبيعة المجتمع الآن أصبح يحب كل شيء سهلا وبسيطا, بل على العكس هناك تشجيع من وسائل الاعلام والانترنت على الحصول على السهل دائما بدون عناء التفكير أو التجربة وهناك دول كثيرة لديها هوس صفات الأبراج مما ساعد على ايجاد مواقع كثيرة على الانترنت تتحدث عن صفات الأشخاص وتقسيم الأبراج إلى هوائي ومائي وغير ذلك من الاسماء العديدة وأعتقد أن من أسباب الاهتمام بمتابعة الأبراج هو أن معظمها لايتناول فكرة التنبؤ بالمستقبل وإنما يركز على الصفات الشخصية بعيدا عن التنجيم وبالتالي لايشعر الشباب بأنهم يفعلون شيئا حراما, وقد عرفت أنه يوجد موقع الكتروني عن الأبراج يزوره تقريبا نحو 500 ألف زائر يوميا من مختلف البلدان واعتقد أنه مؤشر خطير لاهتمام الشباب بذلك، وبصفة عامة الحكم على الناس من خلال ابراجهم أمر غير واقعي لأن هناك عوامل أخرى تؤثر في تكوين الشخصيات تعود للتربية في الدرجة الأولى والبيئة والمحيط الذي ينشأ فيه الفرد وما يتعرض له من مشاكل أو ما يصادفه من مواقف ايجابية أو سلبية تسهم في إكساب شخصيته سماتها ومضمونها وبالتالي وبالرغم من أن الاهتمام بقراءة الأبراج أمر طبيعي خاصة عند الشباب فإن الإهتمام بها لدرجة الاعتقاد دليل على الخوف من المستقبل والسلبية وقلة الخبرة وضعف الشخصية, ولايجب النظر إلى صفات الأبراج على أنها وسيلة للتعايش مع البشر والتوافق والتناسب بين شخصياتهم, وبذلك يشكلون علاقات ناجحة أو فاشلة لأنه مثلا بالنسبة للأصدقاء الذين تجمع بينهم صفات ابراج مشتركة هناك عوامل أخرى تساعد على التوافق بينهما غير الأبراج وهي الأفكار وتطابق الصفات وهو ما يخلق نوعا من التقارب الذي يؤدي إلي بناء صداقة قوية قد تمتد إلى زمن طويل وكبير, ولا نستطيع أن ننكر أن قراءة الأبراج مرتبطة بمرحلة سنية معينة وهي فترة المراهقة ولكنها تقل تدريجيا مع اكتساب الأشخاص لخبرة الحياة وكيفية التعامل مع الشخصيات المختلفة, ولذلك أنصح الشباب بعدم الاعتماد على الأبراج في تكوين انطباعاتهم عن الآخرين وأن يكونوا أكثر واقعية ومنطقية في تفكيرهم واختياراتهم.
نشر بتاريخ ((06/10/2006))
التعليقات (0)