مواضيع اليوم

ولد ياصحفي يا حمار !!

 ولد ياصحفي ياحمار !!
بقلم محسن العبيدي الصفار
عندما كنت مديرا لقناة تلفزيونية كنت حاضرا في احدى المناسبات وكنت اتحدث مع احد رجال الاعمال الاثرياء جدا والذي لم يكن يعلم اني اعلامي وهنا جاء بعض مصوري التلفزيون والصحافة وطلبوا تصويره بصفته صاحب الحدث فضحك ضحكة سخيفة وقال الصحافة والمصورين يا اخي مثل الذباب يظلون يلحقون الواحد وين ماراح فما كان مني الا ان قلت باعلى صوتي لمصور قناتي ابتعد عن الاستاذ يا فلان لانه يعتبرنا ذبابا ونزعجه واخذته وخرجنا ولحق بنا غالبية الصحفيين ولم يبق الا من لم يكن يعرف اللغة العربية او من لم يكن يعرف لكرامته معنى .
تذكرت هذه الحادثة وانا اقرأ عن معالي وزير البيئة السابق الاردني الذي وصف اعلاميي بلده بأنهم حمير ولايفهمون شيئا, وحمدا لله انه اقيل واجبر على الاعتذار من صحافيي الاردن .
وسواء كان القائل صحفيا او وزيرا وسواء كان الوصف حمارا او ذبابة فان الواقع واحد في الصحافة العربية التي يبدو انها تهان كل يوم وبكل الاشكال والاوان والاوصاف فبينما يتسابق الرؤساء في دول العالم المتحضر لكسب ود الصحفيين خوفا منهم لانهم وكما حصل في فضيحة ووتر غيت قادرين على الاطاحة برئيس الولايات المتحدة على سن ورمح يتسابق السياسيين عندنا في اذلال الصحافة واهانتها فمن التضييق والرقابة ومنع الدخول ومنع التصوير , انتهاء بسجن الصحفيين عقابا على مايكتبوه حتى صار الصحفي كالبهلوان الذي يمشي على حبل تكفيه زلة واحدة كي يقع ويكسر رقبته .
لم اكن لاكتب هذا المقال لو ان ماحصل من الوزير المذكور حادثة فردية ولكنها مع الاسف حالة منهجية من التعامل المتعالي مع الصحفي واعتباره كاتب عرايض واجبه ان يكتب مايملى عليه والا حلت به الويلات والثبور وعظائم الامور وحالما ينتقد شخصا او مؤسسة حكومية يصبح كمن سب الذات الالهية والعياذ بالله ويصبح خائنا وعميلا ومجرما ومثيرا للفتن والقلاقل وغير ذلك من التهم المعلبة الجاهزة للصحفيين .
انا اشكر عاهل الاردن جلالة الملك عبد الله بن الحسين على اقالة الوزير المذكور وهو للاسف وزير البيئة ولكنه لم يخلق بيئة سليمة للحوار مع الصحافة وابناء هذه المهنة الشريفة, واعتبر هذه الاقالة رد اعتبار للعاملين في هذه المهنة ليس في الاردن فحسب بل في كل الوطن العربي فاهانة الصحفي الاردني ليست شانا اردنيا بل شأنا عربيا ان لم نقل عالميا .
ولكني في الوقت نفسه لا انزه الصحافة ولا انكر وجود ثغرات كبيرة في صحافتنا من حيث السعي للحصول على المعلومات الدقيقة وتكاسل بعض الصحفيين ولجوئهم الى اسلوب الكبي بست ( النسخ واللصق ) ولكن هذا الامر لايعني ابدا توجيه الاهانة لمهنة الصحافة باجمعها بسبب وجود صحفيين غير اكفاء في هذه الصحيفة او تلك واتمنى ان لارى مجددا اليوم الذي يخاطب فيه اي مسؤول صحفيا بلفظ يا حمار !!




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات