بسم الله الرحمن الرحيم
ولدتني الصدفة
مهداة إلى المرأة العراقية
أنا امرأة لم تقتل على الشبهة
ولم اعدم لأنني أنثى
أنا باختصار
امرأة ولدتها الصدفة
وأحنت عليها
كالأم الرءوم من فمها رضابا
أطيب من الماء
ومن العسل أصفى
أنا حين قتلت سلبت مني الاهدام
وعشت كفافاً على الرغيف
وحزمت بطني على الصيام
وعشت هكذا سنينا عجاف
ودهورا وشهوراً وأعوام
ونمت على فراش الخوف
في غمرة الظلام
أنا لم اعش بعد حتى أموت
ولم أولد بعد لكنني عشت
والحزن عقد حلفا معي
فبكيته في أول مأتم
وقطعت له وعدا أن لا أخون
وشاهدي كانا الشريان والمعصم
وخنقت من اجله
يومي في طيات أمسي
ونمت مطمئنة البال ولم احلم
سميت امرأة وكنيت أنثى
لكنني لبست ملابس الرجال
فبنت خنثى ....
وافترشت الطريق مع الفقر اسأل
وأعطيت الرغيف يابساً
واكلته بنهم ولم احفل
وحين نطحت قرون الأسى عزتي
لم يتقهقر خيلائي ....ولم يجفل
ومذ مدت لي الأفاعي رؤوسها في شموخ
وبنت لها في روحي
بنينا عظيما وصروح
واتخذت من عظامي سلالم لها
صعدت بها الى السماء كي تلوح
أنا كنت مذ ذاك على موعد مع الضياع
لكنني خذلته دون إشفاق
ولم اشتري أبدا من الذي باع
فلم ترسم على وجهي ابتسامة بلهاء
وما ناح قلبي غيلة من شتائم الأعداء
ولم تزلف كرامتي نحو منزلق الغثاء
شامخة أنا فمن ولدتها الصدفة
تبناها الكبرياء ....
التعليقات (0)