ولا غير العقل
إذا آراد المسلمين تنقية ومراجعة تراثهم الديني فعليهم أولاً التخلص من المراجعات الشكلية والمؤتمرات الدورية التي لا تُضيف للواقع أي شيء يُذكر ، منذ القرن الرابع الهجري تقريباً والبحث الفقهي الحقيقي متوقف لأسبابِ لا يعلم تفاصيلها إلا الله ومن يقف بوجه عجلة البحث الضروري للدين والدنيا قبل كل شيء ، لا يمكن للأمة أن تتخلص من مشكلاتها دون إعمالِ حقيقي للعقل وعودة حقيقية للمنطق والفلسفة ، العقل في عالمنا العربي و الإسلامي مُصاب بعقدة الخوف من الإلحاد متجمد لا يستطيع أن يُحلق خارج السرب ولو لدقائق معدودة يستمتع بترديد ما يحفظه دون أن يُفكر قليلاً في صحة ما يختزنه ،الشك ليس مرضاً لا يُرجى برؤه بل عملية عقلية نفسية نهايتها الوصول إلى الحقيقة والتشبث بها إلى الأبد ، كثيرةُ هيّ القضايا الشائكة التي يجب مراجعتها خصوصاً تلك التي يهتم بها الفرد والتي يراها طريقاً يوصله إلى الله ، تلك القضايا كثيرةُ جداً كقضية الحجاب وصلاة الجماعة والخلاف المذهبي الذي هو حقُ فطري بشري لا مساومة فيه الخ القضايا التي لا تنتهي بسبب الجمود الفقهي والتعصب الفكري الذي يتمدد عاماً بعد عام ، المراجعة الحقيقة يجب أن تبدأ من العقل عبر تحريره من صناديق الرأي والقول الواحد وتنتهي بوضع كل شيء على طاولة البحث العلمي المنهجي فعندما يتحرر العقل فإن القلوب تطمئن عند مناقشة كل شيء فلا الخوف يُصيبها ولا الوجل ينال من عزيمتها التي وقودها العقل ولا غيره شيئاً .
@Riyadzahriny
التعليقات (0)