مواضيع اليوم

ولادة مدونة تراجيديا الوطن والإنسان

لارا باب توما

2011-06-11 17:06:41

0

كم تمنيت لو أن مدونتي هذه قد ولدت وشافت النور على موقع سوري حر مستقل وحيادي, لكن كلي فخر بمصداقية إيلاف وإستقلاليتها. في البداية وقبل تخويني ووصفي بالمندسة والعميلة والإخونجية التي تعيش في الخارج, أنا فتاة مسيحية علمانية جامعية مدونة لكني ما زلت أفتقد شجاعة طل الملوحي و رامي نخلة وغيرهم. لو كنت فعلا أعيش خارج سوريا و بشكل دائم لكنت كتبت إسمي بالكامل من دون أي هاجس للخوف. أنا أتابع أخبار إيلاف وغيرها من المواقع الحرة والحيادية والمحجوبة من قلب دمشق الجريحة الثكلى على شهدائها من المدنيين والعسكريين الذين يقتلوا بأيادي سوداء كانت خفية والآن أصبحت واضحة وضوح الشمس في كبد السماء,هذه الأيادي هي أيادي قناصة المخابرات والحرس الجمهوري و الفرقة الرابعة بقيادة السفاح ماهر الأسد, وكل شيء جائز ربما هناك قوات نخبة إيرانية و من جنوب لبنان أيضا تشارك في ذبح الشعب السوري الحر الأبي لكبت صوته الموحد المطالب بالحرية والعدالة والديمقراطية أسوة بغيره من شعوب الأرض.... الشعب السوري وخاصة الأقليات فقدت الثقة بهذا النظام كليا, لكنها ما زالت تنافقه بطريقة براغماتيه ذكية خوفا من شره وبطشه, القاصي والداني أصبح يعرف ذلك في داخل وخارج سوريا ويتفهم موقفنا. والآن وبفضل ال فيس بوك واليوتيوب والجزيرة والعربية وال BBC و إيلاف و أمنيستي أنترناشونال و منظمات حقوقية مستقلة ومنظمات حقوق الإنسان الدولية و... و... و... والقائمة طويلة.... شمس الحقيقة سطعت وبقوة... هل كل وكلات الأنباء هذه كاذبة عميلة مندسة وشهود العيان والعائلات الذين نزحوا من درعا و تلكلخ وجسر الشغور و...و...و.... مندسون وخونة و هل كل الإثباتات التي صوروها بموبايلاتهم بالصوت والصورة وأنا رأيتها بعيوني كاذبة ومفبركة والصادق الوحيد في هذه المأساة مأساة الوطن والإنسان هو التلفزيون السوري ومعروف من يديره وقناة الدنيا المملوكة لآصف شوكت صهر بشار التي فضحت نفسها بنفسها باتهامها للبشمركة بعد أن داست مخابرات بشار على رؤوس وظهور الفلاحين البسطاء في قرية البيضاء بعد أن كبلوا أيدي المواطنين خلف ظهورهم وعاملوهم بسادية مفرطة بانتهاكهم لإنسانية وكرامة هؤلاء القرويين العزل الذين كان جرمهم الوحيد بأن هتفوا الله سورية حرية وبس! أنا كنت كغيري من بنات وشباب جيلي مناصرة لبشار الأسد وفخورة وكلي أمل به و كنت أكبر مدافعة و مناصرة لهه بالرغم من مسرحية التوريث الجمهوملكية وتشويه دستور أمة عظيمة كالأمة السورية... نعم كان لدي ولاء مطلق لهذا الدكتور الشاب الذي درس لمدة سنة ونصف في لندن عاصمة الديمقراطية والعدالة التي يتساوى فيها ساعي البريد مع رئيس الوزراء... لندن عاصمة حرية الفن والقول والكتابة والتعبير وحرية الصحافة....لكن للأسف كل تقديري وحبي وإحترامي له انتهى إلى غير رجعة و تحول إلى كره وإحتقار ونفور واشمئزاز. إلى كل أبواق نظام طاغية دمشق المتشدقين المدافعين عن مجرم الحرب بشار, أستغرب كيف تسمح اسرائيل الأخت الشقيقة لطاغية دمشق و التي تلعب دورالعرابة بينه وبين الأم الحنون أمريكا للدبابات السورية بالتحرك بكل حرية إلى طفس ونوى ومحيط درعا و ليست خائفة من وصول هذه الدبابات إلى الجولان؟ من شروط الهدنة لا يسمح بدخول الدبابات والمدرعات إلى دائرة قطرها وفق الأعراف الدولية هو 35 كم مربع من ال Buffer-Zone أو بالعربية المنطقة العازلة بين دولتين هما في حالة حرب و عداء وصراع و ونزاع مسلح! منذ 63 عاما من هذا النزاع والصراع وما زال جولاننا الحبيب محتل بالرغم من أن 80% من دخل سوريا القومي يذهب لأباطرة وزارة الدفاع والكل يعرف أن مستحقات المجند في الجيش السوري تسرق جهارا نهارا! وقسم كبير من المجندين السوريين يعملون كخدم في مزارع وإقطاعيات كبارالضباط, والوقاحة بأن الإعلام الرسمي السوري ذكر أن أوروبة وضعت يديها على أرصدة 17 مجرم من عائلة الدكتاتور. من أين أتوا بهذه الأرصدة ولماذا أودعوها في أوروبة وأمريكا؟ من ماذا تشكوا البنوك السورية؟ هذه هي العدالة... بما أن تأشيرات أوروبة وأمريكا حلم للفقير السوري, أصبحت هذه التأشيرات الآن حلما صعب المنال لهؤلاءال 17 حرامي! أيضاً لم تقم اسرائيل بإرسال أي تعزيزات لجبهتها على الجولان رغم مئات الدبابات السورية التي وصلت إلى محافظة درعا لقتل وإرهاب المدنيين الذين يطالبون بالحرية والديمقراطية ومحسابة بشار وأزلامه على الجرائم الشنيعة التي اقترفتها أيديهم الآثمة بحق الشعب السوري الأعزل والتي ترقى حسب الأعراف والقوانين الدولية إلى جرائم حرب ضد الإنسانية! 

طاغية دمشق لم يكتفي بما ذكر أعلاه, و من أجل زرع الخوف والرعب في قلوب أهالي درعا الأبطال ولمنعهم وردعهم وردع أولادهم عن التظاهر, قامت مخابرات بشار المجرمة الموتورة (بفتح الميم) وبأوامر مباشرة من السفاح ماهر الأسد قائد الفرقة الرابعة أو التي باتت تعرف الآن بفرقة الموت بذبح إنسانية الطفولة من المحيط إلى المحيط بتعذيبها و ذبحها وتمثيلها بجثة الطفل حمزة الخطيب الذي خرج إلى الشارع وهتف كغيره من الأطفال والرجال والنساء والشيوخ الموت ولا المذلة ....و حرية...حرية...حرية.....الله سوريا... حرية وبس....الظلم حمله ثقيل يا طاغية دمشق, وشعبنا الحر لم يعد يحتمل 45 سنة إرهاب مخابراتي خسيس و ظلم وقهر وفساد وبطش وإخفاء قسري وقتل ومقابر جماعية وقمع وإفقار وتهجير وتجويع وحصار للمدن وقطع الماء والكهرباء و الإتصالات والإنترنت و سلب للكرامة وللحقوق الأساسية الإنسانية والدستورية وتعذيب حتى الموت.... للتذكير جريمة ذبح الطفل حمزة الخطيب سبقتها المجزرة الرهيبة للمقبرة الجماعية في تلة محمد الساري لجثث شهداء درعا من النساء والرجال و الأطفال الذين دفنوا في حفرة كبيرة أشبهه بحفرة سربينيشيا في كوسوفو بعد أن رميت جثثهم في هذه الحفرة عن طريق البلدوزرات. هذه المشاهد والإثباتات وغيرها من الأدلة الموثقة مما اقترفت أيدي مخابراتك المجرمة بحق الشعب السوري الأعزل كفيلة بإصدار مذكرات توقيف بحقك وحق أخوك السفاح ماهر قائد الفرقة الرابعة أو كما باتت تعرف الآن بفرقة الموت من المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي التي أصدرت مذكرات توقيف منذ مدة بحق عقيد الطغاة العرب القذافي وابنه الأخرق سيف و أسقطت الحصانة الدبلوماسية عنهم! يا طاغية دمشق أنت الآن وبإجرامك بحق رعايا الجمهورية العربية السورية تمتثل لطلبات أطفال مدارس درعا الشجعان الذين سحبت أظافرهم عندما قالوها لك وكتبوها بالخط العريض على جدران مدارسهم إجاك الدور يا ديكتاتور! يا طاغية دمشق ومن دون أدنى شك يبدو أنك تعاني أنت ونظامك الآن من أعراض الغرغرينة المزمنة وتفسخ وتقيح وتآكل الخلاية المفصلية لأجهزة إستخباراتك المجرمة المتسرطنة المنهارة نفسيا ومعنويا, ويبدو أن العلاج الكيميائي والتعرض للأشعة الحمراء التي نتجت عن سفك دماء المواطنين السورييين الأبرياء والتي تمثلت بارتكاب أبشع الجرائم بحق الشعب السوري الأعزل على مدى ثلاثة أشهر ونيف قد قرّعت نظامك وزادته تشوها وقبحا على المستوى الوطني والإقليمي والدولي لذلك يسعى الجراحون الآن (الثوار السوريون الأحرار) إلى استئصال و بتر هذا الورم السرطاني الخبيث وإقتلاعة من جذوره وتفتيته تحت الأشعة النووية قبل رميه في مزابل التاريخ خوفا من انتقال هذا الوباء الجائح إلى الأمم والشعوب أخرى!!

 

شروط التعليق: إلى كل معلق سواء كان يتفق مع ما كتب في المقال أم كان معارضا لما كتب, نرجو عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم. كل تعليق يخالف الشروط المذكورة أعلاه سيحذف, و ليكن شعارنا "التحاور بطريقة حضارية والإبتعاد عن الألفاظ السوقية النابية و عن أسلوب التهديد والتخوين لأن الوطن كبير ويتسع لجميع أبنائه وبناته"

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !