مواضيع اليوم

ولادة قيصرية

Omar Kurdi

2009-11-13 01:37:59

0

تمت بالسلامة وبحمد الله ولادة الحكومة اللبنانية الجديدة. هنيئاً بالمولود الجديد الذي شكله لم يحظى بالرضى التام بعد. الأصابع كاملة، والعيون موجودة والفم أيضاً ولم يبقى إلا نطق الكلمة الأولى. هذه الحكومة استغرقت ولادتها أربعة أشهر ولم تولد ولادة طبيعية فقد إضطر الرئيس المكلف إجراء عملية قيصرية لتوليد هذه الحكومة التي طال انتظارها. ١٥+١٠+٥ هي الصيغة الحالية للحكومة مع حصول المعارضة على الثلث المعطل.

ما مستقبل هذا المولود الجديد؟ المستقبل ليس محدداً بعد، لكن زعيم تيار المستقبل ورئيس الحكومة الشيخ سعد الحريري سوف يقود الحكومة في الطريق التي سيختارها لتكون الأنسب لبقاء وإستقرار هذه الحكومة. المستغرب أن في قاعة الإنتظار كانت سوريا تنتظر الولادة ومعها السعودية ودول أخرى. لنقل أن الفرحة عامة المنتظرين رغم غموض مستقبل هذا المولود الجديد.

الشيخ سعد الحريري رئيس الحكومة سيجد أمامه مسؤولية هائلة لرعاية هذه الحكومة. سوف يواجه المقارنات مع والده الشهيد الراحل رفيق الحريري، سوف يواجه الإنتقادات، لكن اتوقع أن صموده سيسكت الاعداء. الجنرال عون أظهر إستعداده لحماية هذه الحكومة ومعه سماحة السيد حسن نصرالله، ومن الواضح أن وجهاء لبنان إتفقوا على إستمرار هذه الحكومة ورعايتها بالمشاركة مع الشيخ سعد الحريري.

لن أكذب واقول أني أرى مستقبلاً باهراً لهذه الحكومة ولكني أتأمل أن تعطى هذه الحكومة الفرص الكافية لإثبات نفسها على الساحة اللبنانية، العربية، والدولية. الولايات المتحدة الأمريكية أعلنت دعمها كالعادة وكأننا كنا ننتظر شيئاً غير ذلك. كلام الولايات المتحدة أصبح كلاماً لا أساس له. سوريا تدعم الحكومة وربما هذه خطوة لعودة العلاقات بين سوريا ولبنان وربما زيارة للشيخ سعد إلى دمشق. نحن العرب أجمل ما لدينا هو حس التنبؤ وها أنا اتنبأ بزيارة الشيخ سعد إلى دمشق. ربما تحصل وربما لا، لكن الغيمة الحائمة فوق سوريا ولبنان بدأت بالزوال. دعم سوريا لم يأتي من فراغ فزيارة خادم الحرمين إلى دمشق والمعروف عنه دعمه المطلق للبنان ربما حفزت سوريا على إبداء دعمها اللامتناهي لتشكيل الحكومة.

لقد كانت ولادة صعبة كونها قيصرية لكنها تمت. الوضع السياسي في لبنان لا يسمح لأي أزمات أخرى فالأن تقع المسؤولية على الرئيس الحريري وشركائه في القرار أن يحسنوا القيادة والعناية بهذه الحكومة حتى يبقى لبنان مستقراً. كان الخوف أن يستمر حزب الكتائب في قراره بعدم المشاركة في الحكومة، لكن الشيخ الجميل رأى أن في مصلحة لبنان أن يستمر الحزب في هذه الحكومة وأن يرضى كل اللبنانيين بهذه التشكيلة الوزارية وتحسينها من أي مشاكل. هنيئاً للبنان، هنيئاً للشيخ سعد، شكراً لحزب الله، شكراً للتيار الوطني الحر، شكراً لحزب الكتائب، شكراً للشعب اللبناني، والشكر الأكبر لله تعالى.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !