ان هذه الاختلالات التي حصلت في العلاقات بين ايران وحركة امل ومنظمه التحرير جعل ايران تعمل على كل الاتجاهات من غير ان تغضب احد وذلك بسبب الفكره الايدلوجيه التي كانت تحملها الثوره الاسلاميه لذلك هي عرفت انها على اعتاب مرحله صعبه يتطلب ان لا تفقد اي صديق مهماكان موقفه او تأثير فعله.وبهذا عملت على مد خيوط العلاقات مع بعظها البعض فهي تقيم علاقه مع ليبيا ومع حركه امل وهما ضدان وتقيم مع حركه امل ومنظمه التحرير الفلسطينيه وهما ضدان ايضا لذلك سعت ايران ان تضع في كل ركن من اركان العرب موطئ قدم مهماكان الاختلاف معه .وهذا الارباك وعدم الوضوح من الجانب الايراني وخاصه في علاقته بليبيا اربك حركة امل واصبحت تنظر بحذر.. واحتدم الجدل. ومالت حركة أمل ومؤيدوها في ايران الى التنديد بالحضور الليبي وبالمجموعة الايرانية التي بنت علاقة مبكرة مع النظام الليبي قبل نجاح الثورة بأيام، حيث استدعي بعضهم الى طرابلس الغرب، وتوثقت علاقاتهم لاحقاهذا لم يمنع أن تكون طهران على كثير من الحذر والتوازن، إذ غضت النظر عن المظاهرة التي حركتها أمل ضد زيارة جلود (عبد السلام جلود كان الرجل الثاني في النظام الليبي )الى طهران من دون أن تهتز علاقتها بالنظام الليبي، الى ان كانت الحرب العراقية الايرانية، واضطرت ايران الى السلاح والمال فتشكل فريق ثلاثي ايراني (أحد كبار قيادات الحرس وقتها وعدد من الكوادر القديمة وسورية وليبيا) وتوثقت العلاقات أكثر. ومالت العلاقة مع حركة أمل الى الهدوء والتواصل الجدي، مع قدر أقل من الاشكالات بناء على تفهم كل من الطرفين لضرورات الآخر. وقد تحسنت علاقة طهران بحركة أمل قليلا بسبب تدني مستوى التفاهم بين منظمة التحرير وايران. حيث كانت أمل تحمل اعتراضات على هذا التفاهم العميق لأنها كانت ترى انه يتم على حسابها. وقد وصل اهتمام ايران بحركة أمل الى انها فكرت، كما هو مثبت في محاضر جلسات، بالتعاون مع حركة فتح لتقوية حظوظ نبيه بري في قيادة الحركة كما اتفق الاثنان على انهما متضرران من تغييب الامام الصدر ويجدر الاشاره الى ان هناك عاملين اساسيين صاغا برمجة العلاقه بين ايران وحركه امل وهما أولا الإحباط داخل أمل من طريقة تعامل إيران مع قضية اختفاء الامام موسى الصدر، فقد توقعت أمل ان تعمل إيران على انقاذ الصدر وإعادته من ليبيا الى لبنان، وهو ما لم يحدث. اما الاحباط الثاني فكان وقوف إيران الى جانب التنظيمات الفلسطينية في لبنان على حساب أمل، التي كانت تحمل لواء مد السيادة اللبنانية على كامل الأراضي اللبنانية خلال المواجهات المسلحة بين الفصائل الفلسطينية وحركة أمل. ويوضح الأمين أن حركة أمل كانت شيعية، لكنها كانت عربية شيعية، ومع مرور الوقت بدأت الخلافات السياسية والثقافية تظهر بينها وبين النظام الإسلامي الجديد في طهران عندما بدأت ملامح المشروع الإيراني لتصدير أفكار الثورة الإيرانية للبنان.فقد رأت امل ان تطلعات ايران لا تقتصر على مد جسور العلاقات بين بلد واخر بل تعدى ذلك ليشمل الاطاحه بنظام حكم والاتيان بنظامجديد ..ولو تفحصنا واقع الحال لوجدنا ان العلاقه بين ايران وحركة امل كانت علاقه عاطفيه ناتجه عن الروابط الدينية والمذهبية، باعتبار أن حركة أمل أسسها الإمام موسى الصدر على مبادئ من الثقافة الدينية العامة في المناطق التي تسكنها غالبية من الطائفة الشيعية، التي تنظر باحترام وتقدير الى العلماء ومراجع الدين بحسب موروثاتها الدينية. وبما أن الثورة في ايران كانت بقيادة رجال الدين، وعلى رأسهم الإمام الخميني، فقد لاقت التأييد في نفوس الطائفة الشيعية عموما وحركة أمل خصوصا، معتقدين أن هذه الثورة ستكون عونا لهم في تعزيز مكانتهم في النظام اللبناني في تلك المرحلة، وإزالة الحرمان الذي كانوا يعيشون فيه. وكانت لديهم آمال كبيرة في أن القيادة الجديدة في ايران ستعمل على إنقاذ الإمام الصدر وإعادته الى لبنان من ليبيا، خصوصا أن قضية اختطافه وتغييبه كانت لا تزال حاضرة بقوة على الساحة اللبنانية، ولم يكن قد مضى عليها سوى بضعة أشهر، وقد توقعت حركة أمل أن تكون إيران الجديدة إلى جانبها في الصراع الدائر بينها وبين التنظيمات الفلسطينية والأحزاب اليسارية اللبنانية، التي كانت تسيطر على الجنوب وكثير من المناطق اللبنانية. وكانت حركة أمل وقتذاك تحمل لواء الدفاع عن الشرعية اللبنانية، داعية الى بسط سلطة الدولة على كامل تراب الوطن اللبناني. ولكن الذي جرى من القيادة الإيرانية الجديدة كان مخالفا لكل تلك التوقعات والآمال، التي عقدتها عليها حركة أمل وقواعدها الشعبية، فبدأت تلك العلاقة العاطفية تتبدل وتراجع التأييد الشيعي لايران داخل لبنان فاختلت المعادله من جديد..يتبع
التعليقات (0)