مواضيع اليوم

ولاة عثمان لازالوا أحياء

شبكة وصاب

2010-02-11 17:13:43

0

أحمد أحمد الرازحي

مما لاشك فيه أن الحالة التي وصلنا إليها اليوم ليست وليدة الحاضر الراهن
فحسب وإنما نتيجة أعراض متراكمة لواقع موضوعي يمتد عميقا في التاريخ،
تداخلت فيه عوامل المكان الجغرافي مع عوامل الزمان التاريخي المتذبذب بين
قطعيات متتالية كان من نتائجها تركيبة مجتمعية أثرت مظاهرها وأعراضها
المختلفة بعمق في تشكيل نمط الثقافة وسمات الشخصية اليمنية وخصوصاً
الجنوبية.
وهذه محاولة للتعريف بالذات ومحاولة أولية يمكن أن تساعدنا في تجاوز
وضعنا الراهن والسيطرة على وجودنا وإعادة الاعتبار إلى ذاتنا المنكسرة
بعد الأزمات والكوارث التي نمر بها.

هذه الإشكالية تدعونا إلى البحث عن مواطن الخلل منها أزمة (الحراك
الجنوبي السلمي) التي تحتاج إلى تعاطي مع أبعادها ودراسة الأسباب المنشئة
لها والدعوة للنظر في كيفية التعامل معها ووضع البرامج والخطط لمعالجتها.

أرى أن من الأسباب المنشئة لهذا الواقع الذي نعيشه أن ولاة عثمان ما
زالوا إحياء ومتواجدين في كل أمصار بلدي يعيثون في الأرض فساداً وظلماً
واستبداداً باسم الخليفة عثمان، الإشكالية تكمن هنا في أزمة نخبة، النخبة
التي تنصب نفسها في مختلف المواقع ولم تنتج إلا التخلف والتراجع... ومع
ذلك تصر على نخبويتها والوصاية على مجتمعنا اليمني.

هذا الحال الذي نعاني منة هو من إنتاجهم مهما حاولوا تغيير لبوسهم وتغيير
عناوين خطبهم ومؤتمراتهم والتفتيش على عناوين جديدة، وذلك إن المضامين هي
هي، وكم من المؤتمرات والندوات تتغير عناوينها ومحاورها ومع ذلك لا يتغير
أصحابها المنحرفون الذين يحاولون قتل أبي ذر الغفاري من جديد.

إن شيوع الاستبداد وانعدام الحرية وغياب تكافؤ الفرص وتقديم أهل الثقة
والولاء والحماس على أهل الخبرة والاختصاص هي التجسيد العملي الذهنية، ما
يسمونه ولاة عثمان (تمرد- انفصال) لأنه لابد من التفريق بين الكفاح
الوطني وبين التمرد والانفصال (فلولا الموج ما تكونت بحور).

لم يعد أصحاب الجنوب بحاجة إلى فذلكات وفلسفات وتنظيرات مركبة، ما عادوا
بحاجة إلى دروس ومحاضرات في رصّ الصفوف والوحدة والتكاتف كما أنهم ما
عادوا بحاجة إلى شخصيات محنطة تشارك بأسمائهم في حكوماتنا الفاشلة .

فان من بدأ المأساة ينهيها وان من فتح الأبواب يغلقها، وان من أشعل النيران يطفيها.

على ولاة عثمان أن يعلموا أننا لن نسمح بقتل أبو ذر الغفاري مرةً أخرى..




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !