وكأنهن بنات ليل
بين فينةِ وأخرى يخرج علينا من يقذف الطبيبات والعاملات بالقطاع الصحي وكأنهن ما التحقن بذلك القطاع الإنساني إلا لغرضِ ما كما صورته النفوس المريضة ، الطبيبة والممرضة ليستا بنات ليل و عاهراتِ مُتقمصات دور ملائكة الرحمه هن مبدعات متميزات طاهرات متفوقات والدليل تخصصهن العلمي الذي لا يستطيع من يقبع خلف المعرفات الوهمية ويسير خلف الشعارات والآراء الفردية التي يسميها البعض شرعية الوصول إليه وإن رقاه ونفت عليه واعظ صحوي يرى المرأة جسداً منحرفاً بطبعه ..
ماذا سيفعل من يتهم الطبيبات والممرضات بالإنحراف إذا لم يكن هناك من يرعى اخته أو زوجته أو امه إذا احتاجت إحداهن للرعاية الصحية ،هل سيقول الضرورات تبيح المحضورات ويسمح للطبيب بالكشف على المريضة أم انه سيصرخ ويمشي في ممرات المستشفى باحثاً عن طبيبة أو ممرضة في اسوأ الأحوال ، بالتأكيد سيكون البحث عن طبيبة أو ممرضة هو الخيار الوحيد الذي يؤمن به ذلك الفرد المختطف عقله منذ سنواتِ طويلة ، المشكلة الكُبرى ليست في ذلك الفرد أو في مجموعة من الأفراد تؤمن بثقافة العار الأنثوي بل فيمن رباهم وأنشأهم على ذلك فتلك العينة من البشر ماهيّ إلا حصاد عقود طويلة من الوعظ وتوزيع التُهم وقذف الإناث وامتهانهن بشكلِ مباشر عبر منابر المساجد والخطب والمحاضرات والمناهج التعليمية والفتوى التي هي رأي بشري اكتسب مفردة شرعية لأنها صدرت من شخصِ يسميه المجتمع شيخ وفقيه وهو في الحقيقة سفيه ..
الحقيقة مُره لكنها علاج نافع إذا أُحسن التعامل معها بوعي وعقلانيةلا يمكن النهوض بالمجتمع والأنثى تُمتهن وتتعرض للقذف وتُحاصر وكأنها مُجرم خطير يجب الوقوف بوجهه وقتله إن امكن ذلك ، نحن نعيش واقع مُر واقعُ تنظيري مليء بالمثاليات وواقعُ حقيقي مليء بالكوارث الفكرية والممارسات الغير أخلاقية ولا دليل ابلغ من بقاء ذلك الفكر ينتشر بإسم الدين الصحيح في أوساط المجتمع فكيف يكون ديناً وهو ينال من مخلوق له حقوق وعليه واجبات ويضطهده بشكلِ مُباشر لأنه أنثى فقط ،قطعاً إنه ليس بدين صحيح بل مجموعة من الأوهام التي انتجها عقلُ نقلي خلط المنقولات بالعادات والتقاليد ومزجها بعقدة الخوف من تفوق الأنثى فكانت النتيجة خطاب كارثي نتائجة كثيرة من بينها هاشتاق #هل_ترضي_ان_تتزوج_طبيبه ؟
@Riyadzahriny
التعليقات (0)