وقفة مع النفس
بين الحرب على الاسلام ودورُ المسلمين فيها
__________
مُنذُ أن بعثَ اللهُ رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم الى الناس كافة بدين الاسلام وهو الدين الخاتم , للناس جميعا وبكتابه سبحانه وتعالى وهو القرآن الكريم والحرب بين الكفر والايمان لا تهدأ ولا تتوقف , فإبليسُ اللعين ومعه جنوده من الكفار والغاوين يكيدون للاسلام وللمسلمين حتى يتحقق لهم ما يريدون وهو ابتعاد المسلمين عن دينهم وذلك إما بإعلان الحرب من الكفار على المسامين أو بنشر الجهل والبدع والخرافات بين المسلمين حتى يصبحوا ابعد ما يكونوا عن الاسلام , وتلك هى الحرب الابدية بين الكفر والايمان منذخلق الله الارض واوجد عليها ابناء آدم وحتى نهاية العالم .
وقد اشتدت الحرب ضد الاسلام هذه الايام فنجد كل بقعة من بقاع الارض يعيش المسلمون فيها تحت نيران الحروب والدمار وذلك باسم الحرب على الارهاب والحقيقة انها حرب على الاسلام لأن الاسلام دين السلام لم يكن ابدا اداة للحرب ولكن اعداء الاسلام يكيدون للاسلام بكل ما يستطيعون , وفى حديثنا هنا لن نتكلم عن مايكيده اعداء الاسلام من حرب ودمار على الاسلام لأن هذا امر بديهى وقد حذرنا الله منه , ولكن ساتكلم عن دورنا نحن المسلمين وعن وقفة مع النفس وما يجب ان نفعله فى مواجهة هذه الحرب الضروس والتى شاركنا نحن فيها وذلك إما بتفرقناواختلافنا مع بعضنا البعض مما اوجد ثغرة دخل منها اعداء الاسلام لمهاجمتنا وهذه الثغرة نستطيع ان نلخصها فى الآتى:
أولاً تفرُق المسلمين بين فرق عديدة واختلافهم بينهم وحروبهم فيما بينهم والدليل على ذلك اختلاف السنة والشيعة وكم من الدماء سالت بسبب هذه الاختلافات وللاسف فان رجال الدين فى الطائفتين هم الذين يؤججون هذه الاختلافات وكأن السنة دين يختلف عن الشيعة والحقيقة فان الطائفتين تؤمنان بالله وبرسوله وباركان الاسلام الخمسة ويقوم ابناء السنة والشيعة بكل فرائض الاسلام فلماذا الاختلاف؟ بل والادهى من ذلك اننا نجد من بين ابناء السنة والشيعة فرق تختلف فيما بينها وتعلن كل فرقة انها هى التى على صواب وما عداها باطل . فنرى السلفية والوهابية والصوفية ونرى الاباضية ونرى الشيعة الزيدية والشيعة الامامية .وغيرهم الكثير , بل ونرى طوائف اخرى غريبة المنشأ والاطوار ولا ندرى لأى طائقة هى كالدروز والقاديانية والبهائية والاسماعيلية والنصيرية .
ثانيا ورغم اننا فى بداية القرن الواحد والعشرين قرن الكومبيوتر وثورة المعلومات وانطلاق الانسان الى ارجاء الفضاء الرحب وتقدم العلم , العلم الذى كرم الله به العلماء فى القرآن الكريم فيقول سبحانه وتعالى " إنما يخشى اللهَ من عباده العلماء" أى أن العلماء هم الفئة التى تخشى الله حقيقة لأن العلم الحقيقى يوصل الى المعرفة الحقيقية بالله وكم من عالمٍ كانت تجاربه هى طريقه للايمان بالله , ولكننا نحن المسلمين نتمسك بالخرافات والأوهام ونجعل من العلم عدو لنا وكأن الاسلام هو دين الجهل والغيبيات وذلك لأننا جعلنا من الدين نصوصا لا روح لها وروايات عفا عليها الزمان وأغلقنا باب الاجتهاد فى الدين وتمسكنا بفهم خاطئى لنصوص القرآن ولم نحاول ان نفهم حكمة الأحكام وأن نطبقها حسب كل زمان ومكان , وفوق كل ذلك فإننا جيلٌ يريد التمسك بدينه ولكن على أُسس خاطئة ومفاهيم بالية فنجد من يتمسك بسنة الرسول فى اللحية و تقصير السروال ويترك اهم شيىءٍ فى سنته صلى الله عليه وسلم وهى حُسن الخُلُق والمعاملة الحسنة بين الناس , وهكذا اصبح الاسلام عندنا شكلاً لا روح له ونتج عن ذلك نوع من الاسلام هو " الاسلام المعلَب" أى الاسلام الجاهز إسلام الشكل لا اسلام المضمون .
ثالثاً ولأن اعداء الاسلام نجحوا فى اقناع اولى الأمر فى المسلمين وهم الحكام بأن التدين هو اعدى اعداء الحكام فقامت حربا عاتية بين كل من هو متدين وبين السلطة فى بلاد الاسلام فبدأ التعذيب والاضطهاد والطرد والقتل لكل فئة تُعلن ألأنها متدينةوأكبر دليل على ذلك هو اضطهاد جماعة الاخوان المسلمين فى كل بلاد الاسلام وتحت كل انواع السلطة هناك , وكان اضطهاد المتديين هو الباب الذى دخل منه ما يسمى بالارهاب الى عالمنا الاسلامى ذلك الباب الذى وجده اعداء الاسلام بالفرصة الذهبية للهجوم علينا جميعا .
إننا هنا ومن خلال هذه الوقفة مع النفس لندعو أئمة المسلمين وعلمائهم من جميع الطوائف أن يعتصموا بحبل الله ولا يتفرقوا وأن تكون كلمتهم كلمة واحدةفى مواجهة الأعدء , كما ندعو علماء الاسلام أن يتفقوا على كلمة سواء ويجتمعوا لتنقية الاسلام من الخرافات التى علقت به , كما ندعو أولو الامر من حكامنا أن لا يحاربوا التدين الحق وأن يكونوا عونا للمسلمين على اعداء الاسلام وهنا سوف ينصرنا الله على اعدائنا وتتحقق الآية الكريمة "إن حندنا لهم الغالبون" صدق الله العظيم .
التعليقات (0)