وقفات .. وقراءة في عبارات ( 5 )

هي ليست قراءة يتبعها تفسير .. بل تأمل يتمخض عنه رؤية خاصة تتجاوز ما يطفو على سطح وعاء الكلمات إلى مغازي ودلالات يستكنه العقل معانيها
....
..
( المرأة وحدها . . هي التي علمتني ما هي المرأة .)
رديارد كبلنج
,,,
,,

ليس من رأى كمن سمع ..الطاقة التخيّلية عند السماع تعطي نتائج محدودة لا تحقق التغطية الكاملة التي تحققها النظرة الشاملة للماثل عياناً أمامنا
بين المنطلق والهدف رسم الكثير رؤاهم عن المرأة مستندين إلى تجارب حقيقية وتصورات تخيلية , بعضهم أصاب وجهها ببثور أطفأت وهج جمالها وآخرون أضفوا على وجهها مساحيق التجميل لتبدو أكثر رونقاً وفتنة
كل هذه الأقوال معطيات لا تملك قدرة الاقناع ولا تمنح الحقائق المطلقة التي يؤمن بها من يرى ويحس ويتفاعل ويتجاوب .
ليست المرأة لغزاً محيراً ولا معادلة مستحيلة الحل , بل هي لوحة أبدع الخالق تكوينها لتضيء في أعيننا ألوانها الزاهية.
هذه الاضاءة تشع وتسطع مع نظرة ذات نزوع إلى الماورائيات تتجاوز الشكل المعطى وتفك الارتباط بالتفكير المسبق المبني على أقوال متباينة وأفكار مضللة ومظللة
ثمة امرأة علمتني ما هي المرأة ...تلك التي التقيتها على مفارق حياة ارتدت لفافة رمادية , في لحظة لا تشبه ما بالدواخل أقبلت , غمر ضوءها المكان وتربعت على عرش الزمن بامتداداته الثلاث : الماضي بالحنين والحاضر بالجمال والقادم بالأمل
تلك المرأة عيناها شعلة لا تنطفيء وملامحها نقاط جذب تبعث خطوط جمالها حزماً ضوئية تلتنقي في بؤرة عدسة النفس المتحرقة للضوء شوقا
بريق عينيها نيازك تفجر ينابيع الوجدان وطاقات العقل لتبعث الحياة في جداول التشوّف المعرفي لما تخفيه مجاهلها
تلك المرأة :
علمتني أن الحياة تبدأ حين نبض الأنثى يشتعل حناناً ويطأ أزقة العمر الضيقة ليحيلها دروباً وميادين فسيحة تصهل فيها الخيل حنيناً ويخطر الفراش فوقها بريقاً وغرورا
علمتني كيف تحرر المرأة أسير الأمنيات من محدودية الحلم إلى أفق يتسع باتساع بهو المشاعر داخلها ..
علمتني أنها حين ترضى تكون خميلة تمتد بالعطر ظلالها وحين تغضب تنهض رمضاء الدروب وتشتعل .
علمتني كيف أبواب الشوق تُطرق ..كيف أكتبها .. وكيف هي الأقلام فوق دروب الحرف تخطو ..
يوسف الحربي