هي ليست قراءة يتبعها تفسير .. بل تأمل يتمخض عنه رؤية خاصة تتجاوز ما يطفو على سطح وعاء الكلمات إلى مغازي ودلالات يستكنه العقل معانيها
....
..
( أليست شخصياتنا المتعددة مثل ملابسنا المتعددة ؟
فهل يجوز لنا أن نحتفظ بالجميل منها في صوان الملابس , ونظهر بالخشن التافه الرخيص ؟ ..
لماذا لا نمشي بين الناس بأحسن ما نملك )
محمد عبدالحليم عبدالله
,,,
,,
شخصيات متعددة في دواخلنا , تعيش على الموقف الذي يستدعيها وتتشكل وفق الشروط اللازمة للتحرك نحو الغاية
هي كالملابس التي نرتديها حسب ما يقتضيه الحال , كثير من هذه الشخصيات كالملابس تستمد خيوطها من معطيات آنيّة لتصب في إطار الصورة المطلوب ظهورها .
نرتدي ثوب العناد الملتصق بجسد الأنا عند الحوار ونكتسي بالصرامة عند فرض قناعتنا على رغبات الآخرين .. نرسم ابتسامة ذات ألوان زائفة في موقف نفاق اجتماعي نسعى من خلاله لتحقيق أهداف مرسومة في أفق برامج مكاسبه , وتلامس أطراف ملابسنا الأرض حين الموقف يتطلّب تقوّس الظهر
حين يكون الوجه مسرحا / ستارة وخشبة وكواليس , يأتي الموقف ليرفع الستار عن شخصية وحيدة تقف على الخشبة لتمثل الدور المرسوم لها بإتقان , شخصية لا علاقة لها بالجوهر القابع خلف الكواليس , ودور زائف ينتمي لمفهوم الغاية تبرر الوسيلة ..
هذه الشخصية التي نرتديها : هل تمثل انتصارا حقيقيا في ساحة الموقف ؟ ..
أم هي لون من ألوان الهزيمة في جبهة النفس وانكسار في منظومة الصيغ القيمية التي نحتفظ بها في دواخلنا .
ويبقى السؤال قائما :
لماذا نرتدي ملابس لا تتوافق مع الجوهر ؟
أهو غمرة من الخجل يخفي احمرارها أخضر الدروب .. أو خوف من تكشّف ذواتنا ؟ أم هو الشعور بالنقص نردم فجواته بالرمل ؟!
ما الذي يجعلنا نلجأ للمساحيق الزائفة نتجمل بها ونترك الأجمل الصادق في ذواتنا ؟ ..
لماذا لا نمشي بين الناس بأحسن ما نملك كما يقول محمد عبدالحليم عبدالله .
ولماذا لا نجعل لغة الخطاب مع الآخر لغة من جوهرنا أبجديتها !..
يوسف الحربي
التعليقات (0)