وقعتنا وقعة يا ابومازن
عادل كريم
تتعرض القيادة الفلسطينية في هذه الأيام لضغوط لم يمر عليها منذ عدة عقود ولربما الأولى من نوعها لتعدد الضاغطين ..فهناك تعثر بل جمود العملية السلمية ومن الوارد جدا إعلان الوفاة لها نتيجة لتفشي الاستيطان في فلسطين وموقف منظمة التحرير وقيادتها في تعليق المفاوضات حتى يتم إيقاف الاستيطان كليا .. ونظرا لذلك تقوم أميركا بكل ما أوتيت من قوة لتحريكها ما أمكن لكن على حساب القضية الفلسطينية .. وتحاول أن تجر معها دولا أوربية وعربية فلم تعد بلاد العرب أوطان مع نظام سوري وحكم انقلابي قطري في سبيل ممارسة ذلك الضغط على القيادة الفلسطينية نحو إرجاعها إلى العملية السلمية فيما يخص جانب المفاوضات منها فقط ..
الغريب بل المدهش والمثير للشبهات فعلا موقف البعض الفلسطيني في هذا الإطار .. وتحالفه المباشر أو الغير مباشر مع من يمارس ذلك الضغط ,, موهما نفسه أن يحل محل القيادة الشرعية الحالية .. لأنه وبكل الأحوال لن تعترف بهم أي جهة أو دولة في العالم كجهة شرعية طالما بقيت على حالها كتنظيم .. مما يؤكد صعوبة وخطورة المؤامرة نحو السيطرة على منظمة التحرير لتنطلق تلك الجهات من خلالها نحو التعريف بها إلى العالم ..وفي ظل وضوح المؤامرة من حكومة إسرائيل ومن أميركا وبلاد الفرس وبعض العرب وضوح الشمس بل أكثر قليلا تخرج علينا قيادات حماس لاغراء اسرائيل بمغريات لم تحلم بها قبل انقلاب حماس .. ووصولها إلى حد التهديد المباشر والعلني ضد الرئيس أبو مازن ومن شخصيات اسرائلية ساهمت في صناعة اتفاق أوسلو ..
فها هو مشعل يضرب بعرض الحائط ميثاق حماس ومن بعده دويك في سبيل التقرب والقربان إلى إسرائيل ويخونهم ذكائهم كثيرا .. إذ يخاطبوا الغرب أنهم أصحاب مشروع سلام أسهل من سلام منظمة التحرير ويقولوا له وفق أخر تصريحات دويك أنهم يعترفوا بإسرائيل وهدنة طويلة الأجل وكأن حماس في بنك استثماري .... ودويك هو نائب في المجلس التشريعي ,, ولربما هنا على الهامش ( على أي من أعضاء المجلس التشريعي مساءلتة فيما نسب إليه ولربما ترتقي لتوجيه اتهام له ولكن ليس هذا المقاوم مجال الحديث عن هذا ) وهو احد قيادات حماس كذلك .. وقبله مشعل وهنية والزهار واحمد ياسين حين يصرّحوا أنهم مع إقامة دولة على حدود 67 أي اعتراف بإسرائيل فيخرجوا للعرب والمسلمين ويخاطبونهم أنهم لن يعترفوا - بالاحتلال -... معتقدين أنهم أذكياء لخداع الرأي العام المحلي والعربي والإسلامي .. طبعا لن يعترف احد بالاحتلال حتى دولة الاحتلال لا تعترف بالاحتلال .. لكن هل بمقدور من ذكروا من قيادات حماس الإعلان أنهم لن أو لم يعترفوا بإسرائيل دون ذكر كلمة احتلال خاصة في هذه الظروف ؟؟؟ نشك بذلك !!! ( إنهم اعترفوا بالدولة لإسرائيل ويستخفوا بالآخرين أنهم لا يعترفوا بالاحتلال نكتة عجيبة إخراج حمساوي ...بالطبع تلك المواقف للقيادات الحمساوية اتجاه إسرائيل نحو الاعتراف بها تعمل على إضعاف الموقف الفلسطيني عامة بل وموقفهم أيضا لكنهم غرّتهم السلطة والتسلط وأخذتهم العزة بالإثم وبالأماني والأحلام التي سيجدوها كوابيس تلاحقهم ومن خلفهم من يخلفهم ...مواقف ومؤامرات خطيرة جدا بل ومدمرة فيما لو مرت ونجحت لا سمح الله , ورحم الله طارق بن زياد الذي لو بيننا الآن لردد عبارته الشهيرة للرئيس والقيادة الشرعية , واستبدل كلمة البحر بحماس .. مما يعني معه استمرار لزوم نضال الرئيس نحو موقف فلسطيني أكثر صلابة وقوة للحفاظ على الثوابت التي هرب منها البعض ونسيّها وان تذكرها فقط عبر الفضائيات .. ولا يمكن لتثبيت ابومازن على مواقفه دون وقوف الجميع معه ومع القيادة الشرعية , ومن لم يستطع فليصمت يا مشعل ويا دويك ويا حماس لا أن يتاجر بتضحيات وآلام شعبنا ..ويعرّض نفسه للشبهات ؟؟؟؟إنها الأمانة التي أبت الجبال حملها .. وعلى الإنسان الذي يحملها صونها .. وهو ما يفعله الرئيس والقيادة .. حقا إنها أم المؤامرات التي تحاك الآن ضد المشروع الوطني والقضية الفلسطينية عموما وإذا بقي الحال على ما هو عليه فالموقف غاية في الخطورة وبالبلدي وقعتنا وقعة يا ابومازن إذا لم نحافظ على مشروعنا الوطني ونثبت رغم تخاذل وخيانة البعض من الفلسطينيين أو العرب أو العجم بلاد فارس ..والله الموفق
التعليقات (0)