وقد تحققت نبؤة إسرائيل ؛
" من النيــــــل إلى الفـــــرات "
لفت نظرى ، وبطريقة مؤلمة ومؤذية حقا ، خبرا تناقلته كافة وكالات الأنباء ووسائل الإعلام المحايدة ، و المحترمة ،مفادة أن السلطات المصرية لا تزال تحتجز ما يعادل نصف شحنة الغاز الطبيعى التى أرسلتها قطر كمنحة قطرية إلى أهالى غزة ــ وبغض الطرف الآن عن موقفنا من حماس ، حيث أن حماس ليس هى الشعب الفلسطينى ، كما إنها ليست كذلك أهالى غزة ..! ــ وذلك للتخفيف من حدة الحصار المفروض على القطاع من قبل الأشقاء قبل الأعداء ..!
ولم ينته الخبر عند هذا الحد ، ولكن باقى الخبر ، وهذا هو الأكثر إيلاما ومهانة ، يقول بأن هذا الغاز القطرى محتجز فى مصر منذ عدة أشهر ــ غالبا منذ الإنقلاب ــ وترفض السلطات المصرية عبوره عبر معبر رفح لسؤ الأحوال الأمنية فى سيناء ، وتطالب ــ أى السلطات المصرية ــ دخول الغاز القطرى ، والذى قد تحول ، وعلى ما يبدو من منحة إلى محنة ، عبر البحر ومن خلال ميناء أسدود الإسرائيلى على البحر المتوسط ..!
والسؤال هو إذا كانت إسرائيل ترفض مجرد دخول المدنين المؤيدين ، أو المتعاطفين ، مع الشعب المحاصر فى القطاع وتهاجم سفنهم وهى فى المياه الدولية فى عرض البحر وقبل حتى أن تقرتب من المياه الفلسطينة الإقليمية ، فهل ستسمح بدخول الغاز القطرى لمساعدة أهالى القطاع والتخفيف عنهم من وطأة الحصار المضروب والمفروض عليهم أصلا من قبلهم هم أنفسهم ، و بمساعدة الأصدقاء ، أو الأشقاء بطبيعة الحال ..؟!
وكان قد سبق قصة الغاز القطرى تلك لأهالى القطاع ، قصة أخرى تفيد إنسحاب الجيش المصرى من الحدود ، أو بالأحرى التخوم ، المصرية الملاصقة لرفح الفلسطينية وكذا الحدود الإسرائيلية إلى حوالى 25 كيلومتر داخل العمق المصرى ، وهو حتى مالم تنص عليه إتفاقية كامب ديفيد ، والتى يتمسك بها الإسرائيليون ..!
وأكثر من ذلك فقد أعتبرت تلك المنطقة التى إنسحب منها الجيش المصرى منطقة عسكرية يحظر فيها دخول المدنيين ــ ما خلا الإسرائيليين بطبيعة الحال حيث تمنحهم إتفاقية كامب ديفيد الدخول فى أى وقت وفى أى بقعة من سيناء وقتما يشاؤون ، وبدون تاشيرة دخول ..! ــ وهذا يذكرنا بقصة العقيد زيدان والذى إنسحب داخل سيناء ، وقبل أن تتسلمها مصر ــ كأرض فقط وبسيادة منقوصة ومعيبة ــ كاملة من إسرائيل . حيث إنسحب من المنطقة (ب) والتى تقع فى منتصف سيناء تقريبا ، بإتجاه القنطرة غرب حوالى عشرة كيلومترات ، مع وضع سياج شائك بين جنوده والجيش الإسرائيلى الذى كان لا يزال متواجدا فى ذاك الوقت فى تلك المنطقة ، وذلك بحجة الخشية على جنودنا المصريين من الفتنة ، حيث كانت تظهر أمامهم المجندات الإسرائيليات عاريات ..!
ولو صرنا بهذا المنطق ــ أى منطق زيدان ــ لكان ليس على إسرائيل فقط ، بل أى دولة فى العالم ، من السهل عليها ، وكذا الأكثر ربحية والأقل تكلفة ، أن تحتل أى دولة أخرى يحكمها مثل عقلية العقيد زيدان ..!
وعلى أية حال عندما يتواكب كل ذلك مع تدمير كل الإنفاق مع القطاع ، وفى ظل الإغلاق شبه الدائم مع المعبر الوحيد "الشبه" مفتوح مع القطاع وهو معبر رفح ، يجعلنا نتسائل حقا لمصلحة من يحدث كل هذا ..؟!
وهذا على أية حال ليس له علاقة مباشرة بالأقاويل التى تلوكها الألسن فى مصر ــ والتى حتى لم يعلق عليها ، وحتى الآن ، المتحدث الرسمى للقوات المسلحة ، والذى يتميز بجاذبيته للنساء ــ والتى تقول أن السيسى أمه يهودية من أصل مغربى ..!
صحيح أن الشريعة التلمودية أو التوراتية أو اليهودية ، لا تقر بيهودية اليهودى إلا فقط إذا كانت أمه يهوديه وليس والده ، ولكن مع ذلك فهناك بون شاسع بين اليهودية والصهيونية بطبيعة الحال ، ومن الظلم البين وعدم الموضوعية الخلط بينهما .
لكن أيها المغفلون ، أو المستغفلون ، أبشركم ، أو بالأحرى أنذركم ، بأن نبؤة إسرائيل من النيل إلى الفرات قد تحققت وبنجاح ساحق وغير متوقع للصهاينة أنفسهم .
ففى عصرنا هذا ، وفى عالمنا العربى بالذات ، لم تعد إسرائيل محتاجة إلى جيوش جرارة لتحتل أراضينا من النيل إلى الفرات لكى تحقق نبؤتها ، أو حلمها الإستراتيجى ؛ من النيل إلى الفرات ..!
حيث أن كل تعداد اليهود ، وبما فيهم من متصهيين ، حول العالم لايزيد عن 25 مليون نسمة ، أى ما يوازى فقط سكان أى من سوريا أو العراق ، ناهيك عن مصر ، ومن ثم فيستحيل على إسرائيل تحقيق نبؤتها تلك بحسابات الحرب التقليدية . إذن فلا بد من إستخدام وسائل غير تقليدية للدمار الشامل ضد العرب ، كالمبيدات المسرطنة ، و زرع عملائها فى قمة هرم السلطة فى جل البدان العربية ، وإثارة الفتن والحروب بين بلداننا العربية ، بل و داخل القطر الواحد ــ لاحظ أن السيسى ، وكما ذكر الدكتور محمد جوادى، كان هدفه هو فقط القضاء على الإرهاب ، وليس على الحلم الصهيونى ، أو الإحتلال الإسرائيلى ، كعبد الناصر مثلا ..! ــ خاصة فيما يسمى بدول الطوق ، وفى مصر على وجه الخصوص ، وكلنا يعلم ماذا فعل يوسف والى وزير الزراعة وأمين الحزب الوطنى الحاكم إبان عهد مبارك فى كل من مصر والمصريين مثلا . ومع ذلك فهو حر طليق الآن بينما مبارك ذاته ، وكذا ولديه مكثوا فى السجن ..!
ولذا فجلنا يتذكر قول مناحم بيجين رئيس الوزراء الصهيونى الأسبق بعد معاهدة الصلح مع إسرائيل ، و تخلى إسرائيل عن إحتلالها لسيناء ، حيث قال ، ما معناه ؛ " اليوم نتخلى طواعية عن سيناء ، ولكن عندما يزيد عدد سكان إسرائيل ، وتضيق بهم إسرائيل ، ويكون لدينا عدد كاف من الجنود سوف نعود لإحتلالها مرة أخرى ..! " إنتهى الإقتباس " .
ففى بلاد ما بين النهرين ، أى العراق ، حيث دجلة والفرات ، وضع بول بريمر الصهيونى الدستور العراقى الذى يحتكم إليه العراقيون الآن ، والذى هو بمثابة لغم قابل لللإنفجار فى وجه كل من يقترب ، أو يتعاطى معه ، بل إنه قد إنفجر الآن ، وفى هذه الأيام ، بالفعل فى وجه العراقيون جميعا فى حقيقة الأمر ..!
ولاشك أنه بعد الإحتلال الأمريكى للعراق قد صار العراق بالفعل مرتعا خصبا للصهيونية تصول وتجول فيه كيفما ، ووقتما أتفق ، وذلك بدءا من كردستان العراق و مرورا بالبصرة وجنوب العراق ، وحتى شماله فى بغداد والأنبار حيث الطائفة السنية ذاتها ..!
كما لا يجب أن ننسى ، أو نستثنى ، ما يحدث فى سوريا الآن ، من تكتيكات تحقيق الحلم الصهيونى ، حيث يتسابق ويتنافس ، بل ويزايد أحيانا ، طرفى الصراع السوريين الآن لإسترضاء إسرائيل ، أو عفوا ؛ " إستمنائها "..!
أيها السادة ، أو العبيد ، لقد تحقق إذن الحلم الصهيونى فى حقيقة الأمر منذ أمد ، وتحديدا توقيع السادات على إتفاقية كامب ديفيد عام 1979 ــ وأنتم لا تزالون تثرثرون حول الربيع العربى ، بينما نحن صرنا فى واقع الأمر ، وفى حقيقته ، فى زروة الشتاء العربى ..!
لقد تحقق الحلم الصهيونى عندما صرنا نحن نعامل فى بلداننا كالصهاينة ، أو كصهاينة ، بينما يكرم الصهاينة الحقيقيون ، ويعيشون ، ويرفلون فى رغد العيش ، فى كافة بلداننا العربية من المحيط إلى الخليج معززين مكرمين كأسياد ونحن عبيد ..!
لقد تحقق الحلم الصهيونى ، بعد أن دانت لهم مصر ، ومصر فى نظرهم ، أو من منظورهم ، هى الجائزة الكبرى ..!
ولله الأمر من قبل ومن بعد ، وإن لله وإن إليه راجعون ..!
مجدى الحداد
التعليقات (1)
1 - هى فوضى - الإماراتيون للببلاوي : الدعم لن يستمر طويلا ويجب التفكير في حلول مبتكرة\"
أحمد رامى - 2013-11-11 15:11:39
نشرت جريدة الشعب فى 27 أكتوبر 2013 \"الإماراتيون للببلاوي ( رئيس وزراء مصر) : الدعم لن يستمر طويلا ويجب التفكير في حلول مبتكرة\" قال الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس وزراء الإمارات، إن \"الدعم العربي لمصر لن يستمر طويلا، وعلى مصر أن تفكر في حلول مبتكرة وغير تقليدية\". و بالرغم من كل هذا ما زالت الحكومات التعيسة منذ ثورة 25 يناير 2011 و حتى الأن تسير على خطى نظام مبارك فى العبث و السفة و البذخ و الهبل فى بعثرة المال العام . فى حديثه مع برنامج \"بلدنا بالمصرى \" للأعلامية ريم ماجد على قناة ONtv فى 4 ديسمبر 2011 قال المهندس حسب الله الكفراوى ( وزير الأسكان الأسبق) الثورة المصرية بأنها آية من آيات الله الكبرى لأن الفساد استمر لأكثر من 20 عاما، بل وفجر، ولم يستطع أحد أن يتصدى له، عنصر الأمن كان وما زال هو العنصر الأهم في هذه الفترة، الحد الأدنى و الحد الأقصى للأجور قرار يؤخذ فى ساعة و يطبق باليوم التالى مش بقالنا 10 أشهر ، معروف المعدلات العالمية و لن نخترع ، الحد الأدنى يجب أن يكفى مستوى معيشة كريم للأدميين لا يلتقطون طعامهم من الزبالة، و الحد الأقصى ليس عملية نهب .. يكفى حياة مطمئنة مريحة ، أنما التفاوت الرهيب هناك من يأخذ مليون .. أثنان مليون جنيه بالشهر و من ناحية أخرى من يأخذ 300 جنيه بالشهر .. ياللهول، و كنت أتمنى أن يأخذ القرار و يقول سيطبق غدا بدءا من وزارة الدفاع. حتى الأن تتم ادارة مصر على انها تكية تماما مثل ما كان يفعل مبارك و تعيين 35 وزيرا بدل من الأكتفاء ب 14 وزيرا مثل المانيا، و يدور الحديث عن السماح باستمرار مجلس الشورى الذى أجمع الكل على الغائه لعدم فائدته ، و مازال هناك 22 ألف مستشار يعملون بالحكومة فوق الستين عاما يتقاضوا 18 مليار جنيه سنويا و تم التجديد لهم!!! و لم يتم تحديد الحد الأقصى للأجور ( يجب أقرار حد أدنى و حد أقصى للأجور بنسبة 1 : 10 ) ، و لم يخفض عدد سفارات مصر بالخارج إلى النصف و هى 170 سفارة (أمريكا لديها 90 سفارة فقط ) بل صدر قرار بفتح سفارة جديدة فى سلطنة بروناى. و لم يتم منع إستيراد السلع الترفيهية من أطعمة القطط والكلاب والخس الكورى واللبان والبونبون والخمور والسجائر ولحوم الخنازير، ورق العنب ولحم الطاووس وأسماك الكافيار الأحمر والجمبرى الجامبو والاستاكوزا، و التى تكلف مصر 4 مليار دولار سنويا !!!! فى بلد يعيش 40 بالمائة تحت خط الفقر و غارقة بالديـــون. فى أغلب الدول المتقدمة بالأتحاد الأوروبى و أمريكا لا تتلقى الصحافة و محطات التلفزة دعما ماليا من الحكومة و أنما تقوم بتمويل نفسها ذاتيا عن طريق الأعلانات و المستثمرين و من يفشل يتم أغلاقه، و هذا ماينبغى تماما عمله فى مصر، فيجب أعادة هيكلة التليفزيون المصرى و الصحف القومية و تقليل عدد العاملين بها و مراجعة المرتبات الكبيرة على أن تدار بأسلوب أقتصادى و تتوقف الدولة عن تقديم الدعم المالى لها فأن لم تنجح فلتغلق أبوابها ..... مزيـــد من التفاصيل و قراءة المقالات بالرابط التالى www.ouregypt.us ناس هايصة و ناس لايصة ، فى مهب الريح ، مشروع مارشال لتعمير أوروبا ، كارت أصفر.