في جوف الليل وبعد غياب القمر وانطفاء النجوم، كنت أبحث عن شمعة لعلها بضوئها قادرةُ على أنارة الطريق لأستطيع أن أتحسس عتبات الزمان وأسير إلى حيث أسير، أبحث عن إجابات لما ضج به صدري وما شتت تفكيري؛ أنظر جيداً إلى ضوء الشمعة الخافت وهو يصنع ظلالاً لا أستطيع إمساكها أو حتى إدراكها، لتجعلني تلك الظلال حائراً ضائجاً ضائعاً عاجزا؛ أذلك النور الخافت المنبعث من أعلى الشمعة قادرٌ على إعطاء تلك الأجسام أبعاداً حقيقيةً عاكسةً عمّا يجول في خاطر تلك الأجسام، أم أن تلك الظلال المعكوسة ليست سوى ظلال تختلف وتتحول باختلاف مصدر ذلك الضوء.
ولكن لم لا تك تلك الشمعة صادقةٌ فيما تعكسه من ظلال فالشمعة قد أحرقت نفسها لترسم تلك الظلال وتضفي عليها لمساتها الإبداعية؟؟ وماذا لو كانت تلك الشمعة تحرق نفسها فعلاً ولكن لتعكس الجانب المظلم من تلك الأجسام مخفيةً البعد الثالث لتقنعني أن الأجسام السوداء بأبعادها الثنائة أجمل؟؟!!!!!!! وماذا عسى تلك الشمعة أن تفعل أصلاً بضوءها المتهافت نحو الإندثار؟؟؟؟؟؟؟؟
إذاً هل لي أن أبحث عن مصدر آخر للضوء لكي أستطيع أن أرى الأجسمام بلا ظلال؟؟ أم أنها نعمةُ رؤية الأجسام بظلالها السوداء؟؟!! فطالما رأيت من يرسم لوحات فنية بفرشاة الظلال مبتكراً لوحات فنية لا مثيل لها، ويا لغرابة تلك اللوحات فهي لا تضم سوى لونين الأبيض والأسود ولكنهما يتناسقان فيما بينهما لأشعر أن الألوان الأخرى ستظهر يوماً من خلالهما.
نعم، لعل الظلال بتعقيد بساطتها أوصلتني لشيء من الهذيان، ولعل الهذيان جزء من الحكمة والنضوج في طريقي نحو ما لا أدري إلى أين.
ولعلي إذا استطعت يوماً أن أفهم وأحلل ما يعنيه ظلي فسأكون عندها قادرٌ على مواكبة تلك الظلال لأسير معها جنباً إلى جنب!!!!! ومن يدري لعلي أصبح يوماً فناناً تشكيلياً في رسم الظلال؟؟؟!!!
التعليقات (0)