وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر تتسم العلاقات السياسية والامنية والاقتصادية بين العراق والكويت بالتوتر الدائم حتى في اكثر فصولها هدوئا لان هذا الهدوء دائما مايتبعه توتر اكبر من السابق مما يؤكد ان هذا الهدوء هدوئا مصطنعا يغطى بتصريحات من منابر الطرفين الاعلامية لاتسمن ولاتغني من جوع , وتعود اسباب هذ التوتر دائما لما تقوم به الكويت من افعال تامرية ضد العراق ليس اقلها سرقة النفط العراقي من الحقول الجنوبية مستغلة انشغال العراق سابقا بحرب الفرس والذي كان جزءا من اهدافها هو درء الخطر الفارسي عن الخليج العربي والكويت خصوصا ,ولا حقا بمحاربة الحصار الذي كان لليد الكويتية الدور الكبير في استمراره وحاليا بانشغال العراق باحداثه الامنية والتي ايضا اليد الكويتية لها دور في اشعالها وفي استمرارها , قد يكون للكويت اسباب لسلوكها هذا تجاه العراق وقد تكون هذه الاسباب منطقية من وجهة نظر الكويتيين باعتبار ان العراق سابقا كان هدفا للمؤمرات الغربية والكويت لايمكن لها ان ترفض امرا من الغرب بالضغط على العراق خاصة وهي بيدق من بيادق السياسة العالمية وكان ماكان , و اليوم يحكم من قبل حكومة مرتبطة بدولة الفرس الشريرة التي تلعب على وتر الانتماءات الطائفية الشريرة التي ترهب الخليجيين بصورة عامة والكويت بصورة خاصة باعتبارها الاقرب الى الخطر لكن حتما للشعب العراقي وجهة نظر تختلف عن وجهة النظر الكويتية مما يعطيه الحق ايضا بالدفاع عن مصالحه وكيانه بما يراه مناسبا تجاه الافعال الكويتية التي وصلت الى حد لايمكن السكوت عليه اكثر , فهل يعي الكويتيين هذه الحقيقة ام هم غافلين عنها .
قامت الحكومة العراقية الحالية بمد يد التعاون مع الكويتيين يدفعها بذلك امرا من اثنين اولهما شعورها باننا عرب يجب علينا التعاون فيما بيننا ان لم نقل الاتحاد , وثانيهما محاولة جعل الكويتيين يكفون عن ايذاء العراق باعتبار ان العراق اليوم ضعيفا وحيلة الضعفاء هي تقبيل الايادي لاخذ الحقوق بدل الضرب عليها وانا طبعا ارجح الامر الثاني , لكن يبدوا ان هذه الخطوات من قبل الحكومة العراقية لاتجد اذنا صاغية في الكويت وقد يكون السبب ايضا واضح وهو خوف الكويتيين من ارتباط هذه الحكومة بالفرس ومشاريعهم الخبيثة في المنطقة ووسيلتها في درء هذا الخطر هو مواصلة الضغط على هذه الحكومة بكافة الطرق الممكنة واولها هي مسالة الديون والتعويضات فضلا عن التدخل في الشان الامني الداخلي للعراق ,لكن مايجب على الكويتيين ادراكه واخذه بالحسبان هو ان الشعب العراقي ومستقبله هو المستهدف باجراءاتهم هذه مما يدفعه اي الشعب العراقي الى حافة الانفجار في وجه من اذوه وحتما يدرك الكويتيين انهم جزء اساسي ممن اذوا هذا الشعب ولهذا فيمكن ان يطالهم الانفجار القادم .
حصل ما حصل وسمعنا او اسمعنا عن حوادث كثيرة قامت بها الكويت في العراق بعد الغزو ثارا لما حصل في عام تسعين كما يقولون , لكن يبدو ان الكويتيين استساغو عملهم واحبوه الى الدرجة التي لايمكن لهم ان يتركوه فهل يراهن الكويتيين على ضعف العراق المستمر ليقوموا بهكذا اعمال دون الخوف من عقاب وهل يدرك الكويتيين ان هذا الشعب العظيم لايمكن له ان يبقى ضعيفا الى الابد وهل يمكن للكويتيين ان يتحملوا يوم نداء اخر وخاصة و انهم يعلمون حتما ان يوم النداء هذا ليس اختراع بعثيا او صداميا بل هو رغبة عراقية نشات منذ اليوم الذي اقتطع فيه قضاء الكويت عن مدينة البصرة وان الملك غازي كان له دور فيه وان الزعيم عبد الكريم قايسم كان له دور كبير في اذكائه في نفوس العراقيين , فماذا يريد الكويتيين هل يريدون بدء صفحة جديدة بينهم وبين العراق ام يريدون تذكير العراقيين كل يوم ان عليهم ان يسدوا باب الريح الكويتية العاصفة بالموت والخراب لبيتهم لكي يستريحوا انا اعتقد ان الكويتيين اذكى من ان يتمادوا اكثر في اذية هذا الشعب العملاق لكنها الضغوط الغربية التي يجب عليهم الوقوف ضدها هذه المرة وتغليب مصلحة الشعب في الكويت والعراق على المصالح الغربية الغير مشروعة اذا ما ارادوا ان ينسى العراقيون ما حصل من اقتطاع جزء من ارضهم ويكفوا عن التفكير في يوم نداء اخر .
الذي يسمع التصريحات الكويتية الاخيرة وماتحمله من اهانة للعراق كدولة وكشعب , فنحن لايهمنا الاهانات التي توجه لمايسمى الحكومة العراقية لان هؤلاء اهانوا انفسهم ويستحقون ما يحصل لهم , لابد له ان يتذكر بيت الشعر المشهور للشاعر العربي الجاهلي عنترة بن شداد والذي يقول فيه ((( سيذكرني قومي اذا الخيل اقبلت ... وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر))) فاين البدر الذي كان لينير ليل العراق المظلم بافعال الكويتيين والفرس والصهاينة ......
التعليقات (0)