وفي التوطين فوائد لو تعلمون
التوطين الكلمة الأكثر تداولاً على مواقع التواصل الاجتماعي والأكثر حضوراً في مفردات المجالس اليومية فلا يكاد يخلو حديث من وجودها ولا تخلو هيّ من التباين الذي يتأثر بالوعي الفردي لقائلها ، لو فتشنا في التاريخ قليلاً لوجدنا أن أولى محاولات السعودة بدأت في العام 1975م واستمرت المحاولات حتى وصلنا إلى مرحلة يمكن تسميتها بمرحلة التعثر وفشل بعض المحاولات كمحاولة سعودة سيارات الأجرة وأسواق الخضار والفواكة والخدمات الأمنية الخاصة "حراس الأمن" من الطبيعي جداً التعثر فملف التوظيف ملفُ شائك خصوصاً في البلدان المعتمدة على مصدر دخل واحد ، في السابق لم يكن هناك تكامل بين خطط التنمية وبين التوظيف فخطط التنمية حولت المُدن إلى أريافِ صغيرة وجعلت الأرياف والقرى مسكونةً بالأشباح جراء الهجرة السكانية الكثيفة وتركزت كبرى المشاريع بالمناطق الرئيسية وباتت مناطق ومدن الأطراف تعيش على هامش التنمية ، عدم وجود تكامل افضى الى نتيجة يحاول المختصين التخفيف من آثارها على اقل تقدير ألا وهي ضعف مخرجات التعليم وتزايد اعداد البطالة في صفوف المواطنين ذكوراً وإناثاً ، اليوم ليس كالأمس فالمفهوم الحديث للتنمية والذي يعيشه ويشعر به المواطنون يقوم على قاعدة لا تنمية من دون مواطن مبدع ومنتج وهذه هي القاعدة التي كان يجب أن تكون قانوناً لا يسع أحدُ تجاوزه في السابق الإبداع والإنتاج لم يعد حِكراً على القطاع الوظيفي الحكومي وكُبريات الشركات بل بات يقترب من كل شيء حتى وصل لسوق المبيعات والتسويق والأعمال اليدوية والحرفية ، وجود بطالة ووجود جيل متعلم ووجود عمالة أجنبية جُلها من العمالة الرخيصة التي يمكن الاستغناء عنها ووجود تسهيلات في الإستقدام حول الواقع الاقتصادي وما يرتبط به من تعقيداتِ اجتماعية وفكرية لواقعِ مشوه وهذه هي الحقيقة التي يجب أن يُركز عليها علم الاجتماع فهناك ظواهر مفجعة وخطيرة تسبب بوجودها تضخم سوق العمل بالعمالة الرخيصة ذات الثقافة المتدنية ، المواطن يستطيع الإبداع والانتاج متى ما سنحت له الفرصة ومتى ما وجد مضلة قانونية تحفظ حقوقه وتدافع عنه ولدينا من النماذج المُشرفة ما يُسكت كُل من يقف ضد التوطين ومحاولات الإحلال الجادة ،أيضاً المواطنة كشقيقها الرجل قادرة على الإبداع والانتاج والتميز والواقع يشهد على ذلك فنسب البطالة بصفوف الإناث تقل بكثير عن نسب البطالة بصفوف الذكور وتنخفض سنوياً بشكلِ ملحوظ بسبب الرغبة وتعدد الخيارات ووجود حوافز ومميزات ، لا يمكن لأي تنمية أن تتحقق دون وجود مشاركة مجتمعية ولا يمكن لأي اقتصاد أن ينهض وهو واقع بين فكي التستر التجاري والعمالة الرخيصة التي لا تُضيف للواقع شيئاً بل هي عالة على الاقتصاد والخدمات ، توطين الوظائف المشروع الوطني فيه من الخير والفوائد الشيء الكثير رغم آنف النائحات المستأجرة فهو "التوطين" سيحد من التستر التجاري وسيضع حداً للغش التجاري وسينهي مسلسل سيطرة بعض الجنسيات على السوق وسينهي اقتصاد الظل الذي ينهك الاقتصاد ويشوهه وسيكون المواطن/ المواطنة هو صاحب الحق في الوظيفة دون غيره وستكون نصف المحلات التجارية التي تعصف بالحارات والشوارع الجانبية والرئيسية من الماضي وهذا ليس كارثة كما يعتقده ويتوهمه البعض بل أمرُ طبيعي فنصف المحلات التجارية لا حاجة للناس بها فهي عبارة عن محلاتِ مكررة وجودها وكثرتها لا يُحقق أي ميزة تنافسية فوجودها كان بسبب التستر التجاري في المقام الأول ، أشياء كثيرة سيكون للتوطين فضلُ في وجودها رغم آلم الخروج من عُنق الزجاجة الذي سيحدثه التوطين في بداياته والذي قد يستمر لفتراتِ زمنية متباعدة أو متقاربة تبعاً للخطط والمراحل المقررة سلفاً ، من يقف ضد التوطين لا يدرك حجم ما يمارسة من كارثة بحق وطنه ومجتمعة فنغمة العنصرية والكساد لم يقل بها إلا من بدأ يفقد مكتسباته بعد أن عقدت مؤسسات الدولة العزم على التوطين ومواصلة التخطيط للمستقبل فلولا التوطين لبقيت المكتسبات تجري والضحية المواطن الكادح والاقتصاد الوطني الذي ينهشه التستر التجاري واقتصاد الظل القنبلة المؤقوتة والمسكوت عنها ،فالتمضي قافلة التوطين والسعودية للسعوديين وابن الوطن أولى بثروات وخدمات وطنه ..
@Riyadzahriny
التعليقات (0)